قائد الطوفان قائد الطوفان

مخيم جباليا.. ذاكرة اللجوء وشاهد الصمود عبر الأجيال

غزة - الرسالة نت

"من لا يعرف جباليا.. لا يعرف فلسطين"، بهذه المقولة الشهيرة يتحدث اللاجئون عن مخيم جباليا شمال غزة، الذي أصبح رمزًا للصمود والمقاومة منذ ستينيات القرن الماضي.

وعلى مدى سنوات الصراع مع الاحتلال (الإسرائيلي)، كان مخيم جباليا وما زال شوكة في حلق الاحتلال، حيث يتصدر أبناؤه الصفوف الأمامية للمقاومة الفلسطينية.

تدمير كامل!

الحاج درويش مصطفى (83 عامًا)، أحد سكان مخيم جباليا منذ تأسيسه، يتذكر بداية تأسيس المخيم في عام 1952 واكتماله في عام 1954، حين وزّعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" غرفًا من الكرميد على العائلات اللاجئة.

وأكد الحاج درويش أن المقاومة اشتدت بعد احتلال قطاع غزة في عام 1967، مضيفًا: "في كل عمل مقاوم، نجد مخيم جباليا في طليعة النضال".

وأشار إلى أن الانتفاضة الأولى انطلقت من وسط المخيم ردًا على دعس جيش الاحتلال لستة عمال فلسطينيين، وسرعان ما انتشرت إلى جميع أنحاء فلسطين.

وأضاف: "حتى خلال انتفاضة الأقصى، قاد شباب المخيم العمل المقاوم ضد جيش الاحتلال بكل أشكاله".

وأوضح أن سكان المخيم، المهجرين من قراهم وبلداتهم منذ عام 1948، كبروا في الخيام وأزقة المخيم، مدركين أن طريق العودة لا يمر إلا عبر المقاومة.

وختم قائلاً: "رغم استمرار التطهير العرقي ضد سكان المخيم وأحيائه، ومحو الاحتلال لجميع منازل المخيم، يصر الشبان والأطفال على العودة وبنائه من جديد".

تطهير عرقي مستمر

تواصل (إسرائيل) حملة التطهير العرقي ضد البشر والحجر في شمال غزة منذ شهرين ونصف. وخلال هذه الفترة، قتلت (إسرائيل) أكثر من 4 آلاف شخص ما بين شهيد ومفقود، وأصابت أكثر من 12 ألفًا، واعتقلت أكثر من ألفي شخص.

وأشار الدفاع المدني إلى أن أعدادًا كبيرة من الشهداء لا تزال في الأزقة والشوارع، حيث لم تتمكن الطواقم من انتشالهم حتى الآن.

وأكد الدفاع المدني أن الدمار والنسف الكاملين طالا غالبية منازل شمال غزة، في وقت توقفت المستشفيات وطواقم الدفاع المدني والإسعاف عن العمل.

تدمير ممنهج

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤولين رفيعي المستوى أن الجيش يطالب سكان المناطق الشمالية بإخلاء منازلهم، دون تصريح رسمي عن تنفيذ "خطة الجنرالات".

وأفادت الصحيفة بأن الجيش يقوم بتسوية المباني المتبقية في مخيم جباليا بشكل ممنهج، مؤكدة أن المنطقة "لم تعد صالحة للسكن".

وأظهرت صور الأقمار الصناعية حجم الدمار الذي خلفته العمليات البرية والقصف الجوي في مخيم جباليا.

ومع بدء اجتياح مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، منع الاحتلال طواقم الدفاع المدني من العمل في المناطق الشمالية، بينما ترد عشرات المناشدات من النازحين في الخيام بعد غرقها بمياه الأمطار وتضرر أمتعتهم وأفرشتهم.

وأشار الدفاع المدني إلى أن طواقمه غير قادرة على الوصول إلى مئات المفقودين تحت أنقاض منازلهم، خصوصًا في مناطق جباليا وبيت لاهيا.

وفي سياق متصل، حذرت وكالة "الأونروا" من خطر الجفاف وانتشار الأمراض بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه، خصوصًا في شمال القطاع الذي يتعرض لتصعيد في الإبادة منذ نحو 50 يومًا.

البث المباشر