في ظل تصاعد العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة، تعيش منطقة المواصي الساحلية غربي رفح جنوبي القطاع أوضاعًا إنسانية مأساوية، حيث اضطر الآلاف من العائلات الفلسطينية إلى النزوح بعد توغل آليات الاحتلال وإطلاق النار الكثيف الذي استهدف المدنيين وخيامهم.
تشهد منطقة المواصي حصارًا خانقًا وسط إطلاق نار مكثف من جيش الاحتلال، مما أدى إلى إصابة العديد من المدنيين، بينهم أطفال، حيث جرى إسعاف عدد منهم في ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية. وتسببت القذائف العشوائية في تدمير عشرات الخيام التي كانت تؤوي العائلات الهاربة من القصف.
اجتياح وتدمير ممنهج
منذ الساعات الأولى لفجر اليوم، تقدمت أعداد كبيرة من الدبابات والآليات الإسرائيلية باتجاه منطقة البردويل في المواصي، تحت غطاء نيران وقصف مدفعي مكثف.
وشهدت المنطقة اقتحامات لمنازل المدنيين، حيث قامت قوات الاحتلال بتفخيخ بعض المنازل استعدادًا لتدميرها، ما يفاقم معاناة السكان الذين أصبحوا بلا مأوى.
مدينة منكوبة بلا حياة
أحمد الصوفي، رئيس بلدية رفح، وصف المدينة بأنها "منكوبة" نتيجة الدمار الذي طال المنازل والبنية التحتية والمرافق الخدمية منذ بدء العدوان في مايو/أيار الماضي.
وأكد أن الاحتلال يسعى إلى جعل المدينة غير صالحة للحياة، حيث تواصل الجرافات العسكرية الإسرائيلية عمليات الهدم والتجريف على نطاق واسع.
وتعيش العائلات الفلسطينية في ظروف قاسية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، في ظل انقطاع الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وعدم توفر الطعام والدواء، ما ينذر بكارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم.
أمام هذه الأوضاع المأساوية، يناشد الفلسطينيون في المواصي المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للنازحين، قبل أن تتحول المأساة إلى كارثة إنسانية يصعب احتواؤها.
معاناة سكان المواصي في رفح تختزل فصولًا من القهر والدمار في حرب إبادة طال أمدها، حيث يظل المدنيون الأبرياء يقدمون التضحيات وسط عالم صامت يعجز عن وقف نزيف الإنسانية.