قائد الطوفان قائد الطوفان

اغتيال رؤساء البلديات بغزة.. مخطط (إسرائيلي) لنشر الفوضى

دياب الجرو رئيس بلدية دير البلح الذي اغتالته إسرائيل قبل أيام
دياب الجرو رئيس بلدية دير البلح الذي اغتالته إسرائيل قبل أيام

الرسالة - محمد العرابيد

في إطار مسلسلها الإجرامي المستمر وحرب الإبادة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وتدميرها للمرافق الصحية والإغاثية والإنسانية التي تقدم المساعدات للتخفيف عن الفلسطينيين الذين يعانون ويلات الحرب، اغتال الاحتلال رئيس بلدية دير البلح وسط قطاع غزة المهندس دياب الجرو.

جاء اغتيال المهندس دياب الجرو بعد ساعة من استلامه صهاريج خاصة بسحب وضخ مياه الصرف الصحي، قدمتها بعض المؤسسات الإنسانية لغزة بهدف تخفيف معاناة النازحين التي تفاقمت مع دخول فصل الشتاء وغرق الخيام والشوارع جراء الأمطار.

يسعى الاحتلال من خلال اغتيال رئيس بلدية دير البلح، التي تأوي أكثر من مليون نازح ومواطن فلسطيني، إلى تقييد عمل البلدية ومنعها من تقديم المساعدات وتخفيف معاناة النازحين، إضافة إلى تطبيق مخططه الخبيث بنشر الفوضى في المحافظات الجنوبية.

واستشهد المهندس دياب الجرو، السبت، جراء قصف إسرائيلي استهدف مبنى البلدية في وسط قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد 10 أفراد آخرين، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح متفاوتة.

جاء القصف في سياق التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر على مختلف مناطق قطاع غزة، حيث تعرضت العديد من المؤسسات الحكومية الصحية في شمال القطاع لقصف مستمر.

جريمة حرب!

عدَّ مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، اغتيال جيش الاحتلال لرئيس بلدية دير البلح المهندس دياب الجرو جريمة حرب تهدف إلى خلق حالة من الفوضى والفلتان الأمني ومضاعفة الأزمة الإنسانية.

وقال الثوابتة في حديث لـ"الرسالة": "إن اغتيال المهندس الجرو يأتي في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في القطاع، بهدف خلق حالة من الفوضى والفلتان الأمني ومضاعفة معاناة المواطنين وعرقلة عمل طواقم البلدية وتقديم الخدمات للنازحين".

وأكد أن اغتيال رؤساء البلديات يشير إلى عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه ومخططاته الخبيثة في نشر الفوضى في قطاع غزة.

استنكر الثوابتة جريمة اغتيال المهندس الجرو، داعيًا المؤسسات الحقوقية الدولية والبلديات في دول العالم إلى إدانة هذه الجريمة التي تدل على مستوى الإجرام الذي وصل إليه جيش الاحتلال.

وطالب المجتمع الدولي بملاحقة الاحتلال في المحاكم والمحافل الدولية على جرائمه البشعة بحق الإنسانية، كما طالبهم بالضغط عليه لوقف هذه الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 432 يومًا.

الشهداء من رؤساء البلديات

يُعد الشهيد المهندس دياب الجرو رابع رئيس بلدية يغتاله الاحتلال في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث اغتال الاحتلال سابقًا ثلاثة رؤساء بلديات في المحافظة الوسطى، وهم:

م. مروان حمد: رئيس بلدية الزهراء.

م. حاتم الغمري: رئيس بلدية المغازي.

د. إياد المغاري: رئيس بلدية النصيرات.


إضافة إلى استهداف وقصف وتدمير مقرات بلديات الزوايدة، الزهراء، المغازي، البريج، ودير البلح، إلى جانب بلديات أخرى في محافظات مختلفة.

سنواصل تقديم خدماتنا!

قال إسماعيل صرصور، رئيس لجنة الطوارئ في بلدية دير البلح: "إن الاحتلال أراد من خلال اغتيال المهندس دياب الجرو تعميق معاناة النازحين والمواطنين الفلسطينيين، وخلق حالة من الفوضى والإرباك وضرب الجبهة الداخلية".

وأضاف في حديثه لـ"الرسالة": "سنواصل المسيرة التي عمل عليها المهندس الجرو وتقديم الخدمات للمواطنين والنازحين وسط القطاع، الذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة جراء الحرب".

وأكد أن البلدية وطواقمها تعمل على مدار الساعة لإصلاح البنية التحتية والأعطال التي نجمت عن القصف المتواصل على دير البلح، بهدف التخفيف عن المواطنين ومنع غرق الشوارع ومخيمات اللجوء مع دخول فصل الشتاء.

وأشار صرصور إلى أن طواقم البلدية تعمل كذلك على إصلاح أعطال آبار المياه لضمان استمرار وصول المياه للمواطنين والنازحين في دير البلح، التي تأوي أكثر من مليون نازح ومواطن فلسطيني.

طمأن رئيس لجنة الطوارئ المواطنين والنازحين بأن البلدية ستواصل عملها رغم قلة الإمكانيات وتدمير المرافق التابعة لها واستهداف طواقمها.

خلق فوضى

قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: "إن الاحتلال يستهدف طواقم العمل الإنساني والخدمات والطواقم العاملة في الشرطة المدنية، لخلق فوضى ومنع القدرة على تقديم الخدمات الأساسية في غزة".

وأضاف في تصريحات صحفية: "إن اغتيال رئيس بلدية دير البلح سبقه اغتيال ثلاثة رؤساء بلديات في قطاع غزة، بهدف وقف تقديم الخدمات للشعب الفلسطيني وتعطيل التعامل مع الاحتياجات الإنسانية".

وأكد أن البلديات هي صمام الأمان في هذه المرحلة، واستهداف طواقمها ورؤسائها يخلق حالة من الخوف والإرباك داخل المنظومة الإدارية في البلدية، ويؤثر على الخدمات المقدمة، حيث إن رؤساء البلديات هم المخوّلون بتوقيع الاتفاقيات مع الجهات المانحة التي تقدم المساعدات.

وتابع الشوا: "الاحتلال يستهدف الطواقم الطبية، وكوادر الدفاع المدني، وموظفي وكالة الأونروا، بالإضافة إلى مئات العاملين في المؤسسات الأهلية الفلسطينية، لتعميق الأزمة الإنسانية ومنع ترميم المؤسسات الحكومية والإغاثية".

ورغم تدمير الاحتلال على مدار 14 شهرًا من حرب الإبادة المرافق التابعة للبلديات في القطاع واستهداف طواقمها واغتيال رؤسائها، فإن البلديات تمتص ضربات الاحتلال وتعود للعمل لإصلاح الأضرار وتقديم الخدمات للمواطنين.

المهندس دياب الجرو

وُلد المهندس دياب الجرو (أبو الوليد) عام 1974 في مخيم دير البلح للاجئين، لأسرة هُجرت من قرية "يِبنا" في النكبة عام 1948، وهو أب لستة أبناء.

تعلم الجرو في مدارس دير البلح، وحصل على درجة البكالوريوس في التاريخ من الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، ثم نال درجتي الماجستير والدكتوراه في التاريخ.

عمل في البداية مدرسًا لمادة التاريخ في مدارس جمعية الصلاح بين عامي 2000 و2004، وتولى لاحقًا العديد من المناصب الإدارية، منها رئاسة مجلس إدارة جمعية الصلاح الخيرية، ورئاسة لجنة زكاة دير البلح، ورئاسة لجنة الطوارئ الحكومية في قطاع غزة.

وفي عام 2015، شغل منصب نائب رئيس بلدية دير البلح، ثم تولى رئاستها في يونيو 2020، وبقي في منصبه حتى استشهاده

البث المباشر