أسطورة المقاومة أسطورة المقاومة

استهداف الشرطة في غزة:

الاحتلال يسعى لنشر الفوضى خلال حرب الإبادة

قائد عام شرطة غزة ونائبه اللذان اغتالهما الاحتلال يوم أمس
قائد عام شرطة غزة ونائبه اللذان اغتالهما الاحتلال يوم أمس

خاص الرسالة نت 

تواصل (إسرائيل) استهداف الأجهزة الشرطية في قطاع غزة كجزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تقويض الأمن والاستقرار. 
في عدوانها المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا، تستهدف قوات الاحتلال قيادات الشرطة وعناصرها، إلى جانب رعاية أنشطة عصابات إجرامية تستولي على المساعدات الإنسانية. هذه الجرائم تُظهر السعي لفرض حالة من الفوضى والفلتان الأمني على القطاع.


اغتيال قيادات الشرطة

في واحدة من الجرائم الأخيرة، استشهد فجر الخميس اللواء محمود صلاح، قائد الشرطة الفلسطينية في غزة، ونائبه اللواء حسام شهوان، نتيجة قصف إسرائيلي لخيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس. الهجوم أسفر عن استشهاد 11 مواطنًا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة 15 آخرين.

بحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، استهدفت طائرات الاحتلال خيام النازحين بخمسة صواريخ متتابعة، ما أدى إلى استشهاد اللواءين أثناء قيامهما بواجباتهما الإنسانية والوطنية في خدمة السكان المنكوبين.

محاولة نشر الفوضى

وأعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية أن استهداف قيادات الشرطة يأتي في سياق خطة إسرائيلية لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار. 
وبلغ عدد شهداء عناصر الشرطة وفرق تأمين المساعدات الإنسانية 736 شهيدًا منذ بداية العدوان، مما يعكس حجم الجريمة المنظمة التي ترتكبها (إسرائيل) ضد المؤسسات المدنية والأمنية في غزة.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن هذا التصعيد يأتي ضمن محاولات الاحتلال لإحداث فراغ إداري وأمني، مستهدفًا كل من يحاول تقديم العون للمواطنين المنكوبين.


رعاية العصابات الإجرامية

في ظل هذا الاستهداف، تشهد غزة ظهور عصابات إجرامية تنتهك المساعدات الإنسانية وتستولي عليها، خاصة في المناطق القريبة من سيطرة جيش الاحتلال. ووفق تقارير وزارة الداخلية، فإن هذه العصابات تحظى بدعم وتوجيه من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، مما يعزز حالة الفوضى.

تم توثيق حالات متعددة لعصابات تعيق إيصال المساعدات الإنسانية، ما تسبب في استشهاد عدد من عناصر الشرطة أثناء حمايتهم لقوافل المساعدات. هذه الأنشطة تُظهر تنسيقًا بين الاحتلال وهذه العصابات، بما يخدم هدف الاحتلال في إضعاف الجبهة الداخلية للقطاع.


جريمة حرب منظمة

وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استهداف الشرطة ووصفه بجريمة حرب وجزء من سياسة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل. المحامي راجي الصوراني، مدير المركز، أشار إلى أن "استهداف الشرطة المدنية هو محاولة لزرع الفوضى الشاملة وانعدام الأمن، مما يدفع السكان للهجرة القسرية في ظل ظروف المجاعة والفقر".

وأضاف المركز أن الهجمات تستهدف بشكل منهجي فرق الحماية الأمنية لقوافل المساعدات، مما يزيد من معاناة المدنيين ويضع القطاع في حالة فوضى دائمة.

ويؤكد مراقبون أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للشرطة الفلسطينية في غزة ليس مجرد هجمات عشوائية، بل هو استراتيجية متكاملة تهدف إلى تقويض الأمن، نشر الفوضى، وزيادة المعاناة الإنسانية. 
في ظل هذه الجرائم، يبقى التحدي الأكبر هو صمود الشعب الفلسطيني أمام محاولات الإبادة الجماعية، واستمرار المؤسسات الوطنية في أداء دورها رغم الظروف الكارثية.

البث المباشر