قائمة الموقع

العزل الانفرادي تحنيط للأسرى داخل السجون

2009-11-03T14:29:00+02:00

غزة- الرسالة.نت

أكد مركز الأسرى للدراسات أن العزل الانفرادي بمثابة تحنيط للأسير في حياته ، مؤكداً على رسالة الأسرى من زنازين العزل بقولهم " لا نريد الحرية بل نريد أن نخرج من هذه القبور...نحن نتعفن كل يوم...نموت كل يوم ولا مجيب لصرخاتنا " .

 

وتتخذ إدارة مصلحة السجون - كما تؤكد إحدى الجهات المختصة - من العزل الانفرادي سياسية عقاب للأسرى على أي شيء ، ولأتفه الأسباب وقد تتراوح ما بين ساعات حتى سنوات وفق محاكمة ظالمة يقوم عليها الضابط أو نائب مدير السجن أو المدير نفسه ، وفى كل سجن يوجد مكان للعزل الانفرادي .

ويؤكد نادي الأسير في تقرير سابق له أن العزل الانفرادي بمثابة الموت البطيء أو الموت في الجحيم كما يقول الأسرى المتواجدين فيه وبعضهم منذ سنوات طويلة ... إنها قبور مظلمة كما يقول الأسير احمد المغربي المعزول في سجن بئر السبع منذ عامين.

وقد تلقى نادي الأسير الفلسطيني رسالة من الأسرى المعزولين في السجون الإسرائيلية أوضحوا فيها الظروف المأساوية والقاسية التي يعيشونها في زنازين لا تصلح للحياة البشرية.

وجاء في رسالة الأسرى لا نريد الحرية بل نريد أن نخرج من هذه القبور...نحن نتعفن كل يوم...نموت كل يوم ولا مجيب لصرخاتنا.

 

وتعتبر سياسة عزل الأسرى من أقسى سياسات العقاب التي تنتهجها إدارة السجون، وهي سياسة متبعة منذ عام 1967 تستهدف القتل البطيء الجسدي والمعنوي للأسير  الفلسطيني ، وخطورة هذه السياسة أنها تحتجز الأسير في زنازين انفرادية معزولاً عن العالم وعن بقية الأسرى في ظروف قاسية وشروط صعبة ولفترة غير محددة قد تمتد لسنوات طويلة.

وعقب الأسير المحرر والكاتب راسم عبيدات  على قرار المحكمة التي عقدت يوم الخميس 22/10/2009 - في بئر السبع للنظر، في تجديد استمرار عزل الأسير القائد احمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية-  بأن الأمر غير بالمفاجئ والغريب،حيث أقرت استمرار عزله لمدة ستة أشهر أخرى،بعد أن أمضى ستة أشهر سابقة في أقسام عزل سجونها المختلفة،وعدم الغرابة تنبع من معرفتنا لطبيعية إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها،والتي استهدفت سعدات منذ لحظة اعتقاله، عدا عن كونه له علاقة ثأرية وانتقامية،على اعتبار أنه الأمين العام للجبهة الشعبية،التي اغتالت الوزير المتطرف "رحبائم زئيفي" زعيم حزب "موليدت" الإسرائيلي،والذي بعد اغتياله تفكك واندثر.

 

وقاربت الأسيرة الفلسطينية وفاء البس (24 عاما) على الشهرين في عزلها الانفرادي من دون ذنب اقترفته سوى رفضها إذلال السجان الإسرائيلي المتواصل لها ولرفيقاتها في السجن، لكن هذا العزل لم يكن الأول ولن يكون الأخير طالما بقيت بهذا الجرأة التي تجعلها تتصدر لمطالب الأسيرات الفلسطينيات أمام إدارة السجون الإسرائيلية.

وفاء هي الأسيرة الوحيدة التي بقيت من أسيرات قطاع غزة في المعتقلات الإسرائيلية بعد الإفراج عن أسيرتين ضمن صفقة "شريط شاليت.

وأوضح والد الأسيرة سمير البس (50عاماً) في مقابلة له مع إحدى وسائل الإعلام أن ما يرد من معلومات عنها لا يطمئن، خصوصاً وأن العائلة ممنوعة من زيارتها منذ لحظة اعتقالها كبقية أسرى غزة،وقال: "وضع وفاء الآن صعب داخل العزل الانفرادي، إذ تعيش مأساة حقيقية في ظل ظروف العزل العصيبة، حيث انتشار الحشرات بكثرة وحرمانها من الكنتين (المخصصات المالية) والتفتيش العاري والعقاب المتواصل".

وأضاف: "وصلتنا رسالة من وفاء أكدت فيها أن ظروفها الاعتقالية غاية في السوء، ووصفت المكان المعتقلة فيه بأنه لا يصلح سوى للحيوانات .

 

وفي الشهر الماضي مددت محكمة خاصة بالعزل الانفرادي تابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية عزل الأسير حسن سلامة لمدة عام آخر.

وقال الأسرى في السجن:" أن مصلحة السجون نقلت الأسير سلامة من عزل ( اوهلي كيدار) إلى عزل السبع بعد قرار تمديد للمرة الثالثة عشر على التوالي على مكوثه في العزل".

يذكر أن سلامة لا يزال متنقلا في العزل للعام الثالث عشر على التوالي, علما أنه من أكثر الأسرى حكم في سجون الاحتلال وذلك لعلاقته بمجموعة من العمليات  التي نفذتها حماس انتقاما لاغتيال المهندس يحيى عياش.

 

ولا زال اثني عشر أسيرا لا زالوا يقبعون في سجون العزل الانفرادي منذ عدة سنوات، وتعرضوا خلالها لأقسى الممارسات اللاانسانية، وحرموا من ابسط حقوقهم المعيشية.

وكما تقول وزارة الأسرى فان العزل الانفرادي سياسة قديمة متجددة منذ عام 1967، تلجأ إليها سلطات السجون بأوامر من الأمن الإسرائيلي لمعاقبة نشطاء الأسرى بعزلهم في زنازين انفرادية، ويجدد هذا العزل كل 6 شهور أو كل عام بأوامر من محكمة إسرائيلية خاصة مشكلة من ضباط امن في مصلحة السجون.

ويقسم العزل لثلاث أنواع وهي: العزل الجماعي كما في سجن هداريم، قسم 3، ويقبع فيه 120 أسيرا، وقسم 2 في سجن نفحة ويقبع فيه 45 أسيرا، والعزل الانفرادي وهو عزل بقرار من جهاز المخابرات كما في سجون الرملة وريمون وبئر السبع، والعزل لأسباب صحية ونفسية ويوجد ما يقارب 50 حالة من الأسرى.

 

اخبار ذات صلة