قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد الثورة

هل تتغير السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية؟

الرسالة نت - كمال عليان

يسود اعتقاد واسع في أوساط المواطنين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بوجود توجه جديد لدى النظام المصري الذي تشكل بعد الثورة حيال القضية الفلسطينية، بعد حالة التراجع الكبير الذي نتج عن حرص نظام مبارك المخلوع على أمن "إسرائيل" حتى لو كان على حساب القضية الفلسطينية.

وكان النظام المخلوع يصر على مناصرة حكومة الاحتلال الصهيوني على مصالح الشعب الفلسطيني بشكل واضح، ولعل اعلان "إسرائيل" الحرب على غزة من قلب القاهرة كان أكبر دليل على ذلك.

وغالبًا ما شهدت الساحة الفلسطينية توترات مع ذلك النظام، على خلفية رفضه فتح معبر رفح الذي يعتبر شريان الحياة الوحيد لقطاع غزة، ولكن وبعد أن تغير النظام بأكمله هل تتغير السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية؟

تغير تدريجي

المحلل السياسي مؤمن بسيسو يرى أن الأوضاع في مصر تتحسن شيئا فشيئا وأن نوعا من التغيير سيحدث على العلاقة الفلسطينية المصرية، مبينا أن مصر مشغولة  حاليا في إصلاح الاوضاع الداخلية ومحاربة الفساد.

وقال بسيسو لـ"الرسالة نت " :" نفترض بعض التحسن ولكنه تحسن طفيف وتدريجي"، لافتا إلى أن التغيير الحقيقي في العلاقة المصرية الفلسطينية لن يكون في المرحلة الانتقالية التي تعيشها مصر حاليا ولكن بعد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.

واضاف :" لا نفترض تغيرات جوهرية لأن النظام في مصر أمني وهو الذي يتعاطى مع قطاع غزة والقضية الفلسطينية بشكل عام".

ودفعت ثورة مصر (إسرائيل) إلى إعادة النظر في الترتيبات العسكرية والأولويات الاستراتيجية، وهذا دليل قطعي على بطلان مقولة أن «حرب تشرين الأول» عام 1973 هي آخر الحروب، وأن النظام المصري بعد «كامب ديفيد» هو نظام مستقر.

عقبة كئود

وكان النظام المصري المخلوع احد العقبات أمام تحقيق المصالحة الفلسطينية، بل ربما كان أحد أسباب الانقسام بعد أن نشرت ويكيليكس وثيقة تتحدث عن أن عمر سليمان تعهد أمام عاموس جلعاد بإفشال انتخابات 2006 معبرا عن تخوفه من فوز حماس فيها.

وحول هذا الملف يؤكد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن ذهاب النظام المصري السابق كان إيذانا بذهاب أول عقبة كئود كانت تحول دون تحقيق المصالحة الفلسطينية، موضحا أن النظام المصري المخلوع كان يعمل على تنفيذ مشروع أمريكي صهيوني يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وقال الصواف في مقال له :" اليوم بات الملف الفلسطيني بعيداً عن التأثيرات والهيمنات، وبات حرا وخاصة في موضوع المصالحة".

وأضاف :" نحن الآن أمام مرحلة مفصلية تحتاج إلى أدوات جديدة، هذه الأدوات لا يصلح معها الهروب إلى الأمام، أو الاستناد إلى موقف جهة معينة أو دولة بعينها، ومن تغطى بغير شعبه ينام عارياً، كما هي الآن سلطة رام الله والتي انكشف ظهرها بانهيار النظام المصري, والذي شكل غطاء لكل مشروعها السياسي بما لا يتوافق مع مصالح الشعب الفلسطيني".

وبين النظامين المصريين القديم والجديد يبقى التفاؤل هو سيد الموقف في الشارع الفلسطيني في إيجاد قيادة مصرية جديدة تعطي الفلسطينيين حقهم.

البث المباشر