قائمة الموقع

فلسطينيون يروون رحلة الموت في مقرات أمن مصر

2011-03-06T17:26:00+02:00

 خان يونس – صلاح أبو شمالة

"انتظرت حرق مقرات جهاز أمن الدولة من أول يوم قامت فيه الثورة في مصر،  واليوم اعتبر حرقها انتقاما ربانيا انتظره جميع من ذاق مرارة هذه السجون النازية وأتمنى ألا أكون ظلمت النازية ".

بهذه العبارة اختزل نبيل البشيتي آخر معتقل خرج من جهاز أمن الدولة المصري معاناته التي دامت سنة ونصف.

 البشيتي، الذي كان في رحلة علاجية لمصر، تحرر من الاعتقال مع أحداث الثورة في مصر مع عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين، وعند مشاهدته حرق مقرات جهاز أمن الدولة في مصر، تنفس الصعداء بعد طول ظلم وانتقام من سجانيه.

ويروي البشيتي لحظة الفرج لـ "الرسالة نت" بعد أن انفرجت أساريره: "ما إن شاهدنا احتراق مقرات جهاز أمن الدولة في القاهرة، حتى عمت الغبطة والفرح بين المعتقلين الذين عايشوا أشد ألوان العذاب داخل هذه المقرات"، مشيرا إلى أنه تمنى حرق مقرات  جهاز أمن الدولة من أول يوم قامت فيه ثورة 25 يناير.

ويضيف: مكثت 26 يوما في سجن مدينة نصر وأنا معصب العينيين ومكبل الأيدي والأرجل في زنزانة لا تتجاوز المترين عاري الجسد" ويتابع: "في كل يوم يأتي ثلاثة من المحققين لإيقافي بجانب جهاز الكهرباء وهو عبارة عن لوحة معدنية كبيرة على الحائط ، ويسألوني أسئلة ما أنزل الله بها من سلطان وإن لم أجب بما يرضيهم كان الحائط المعدني يحرق ظهري".

ويواصل البشيتي وصف هذه اللحظات الرهيبة بقوله: "بعدها أجلسوني على كرسي كهربائي وبين الفينة والأخرى أتلقى ضربات كهربائية مباغتة الموت أهون منها، ناهيك عن جهاز اسمه الضغط الذي يدخل المعتقل إليه  ثم يخرج إنسانا غير طبيعي".

وتأتي الشهادة الثانية من المعتقل المحرر أجاويد جرغون الذي أمضى في أمن الدولة سبعة عشر شهرا، ويصف حرق مقرات أمن الدولة بانه يوم تاريخي، ويقول: " الذي يشعر بالظلم الذي كان يمارس ضدنا وضد المعتقلين ظلما لا يوصف، إنهم بلطجية وعصابات، وتجدهم تجار دم ومخدرات يمارسون التعذيب النفسي ويرهبوننا في الليل والنهار".

لم يكتف سجانو أمن الدولة بممارسة شتى أنواع التعذيب فيأتون لإيقاظهم، كما يروي البشيتي، على أصوات الصراخ والطبل والضرب، مضيفا: لا يجعلونا نهنأ في النوم حتى إننا تعذبنا في طعامنا وشرابنا، نأكل طعاما لا تقبله حتى الكلاب ولكن ماذا نفعل فوضنا أمرنا إلى الله".

ويروي المعتقل السابق جريمة تقشعر لها الأبدان ويقول "رأيت البلطجية يجرون عمليات جراحية لاستئصال أعضاء المعتقلين، وبعضهم يخضع للعملية وهو مستيقظ وآخرون تحت تأثير البنج.

أما المعتقل المحرر ولاء أبو محيسن فيروي قصة التعذيب بالحرق فيقول: كان يحرق على جسدي من ثلاثة إلى خمسة من أصابع الكهرباء، وهي تشبه خرطوم المياه وطولها حوالي 30 سم وتُسيح بحرارتها ونارها على جسدك وتنسيك اسمك وفصلك، كما يقول.

وأما الشهادة الرابعة فكانت للمحرر باسل حمودة الذي حمد الله على خروجه، وعن ألوان العذاب يقول حمودة" أسوأها في نظري أن تتنفس وتنام في أقذر مكان في الوجود ، وأجرمها ما يعرف بالماسورة التي يجبر المعتقلون للجلوس عليها، ويشير إلى أنها تسبب البواسير، ويضيف معلقا: حقا إنها سادية وجرم بمعنى الكلمة "

أما المحرر درويش الغرابلي الذي خرج قبل أحداث مصر يقول " تعرضنا لعذاب ترفع الاحتلال عن ممارسته، ويضيف: كنت مع خمسة من المعتقلين ولم يسمحوا لنا بالصلاة وإذا قرأ احدنا القرآن كانوا يشتمون الذات الإلهية، غطاؤنا ونومنا قذر جدا الروائح كريهة  ولم يسمح لنا بالاستحمام طيلة 35 يوما وسمح لنا بعد ان اصبحت ثيابنا البيضاء سوداء وملطخة بدم الحشرات.

اخبار ذات صلة