قصص قصيرة جدا

خروج على النص

السيدةُ التي خرجت للتوِ من الفندقِ، عادت مسرعة. لقد نَسِيَت معطفَها البنفسجيَّ معلقاً على المَشجَب. للسيدةِ محاضرةٌ أخرى في حقوقِ المرأة.

انطلق السائق مسرعاً. وفي الطريقِ تكررت نظراتُها إلى ساعةِ اليد، وتأففت أحياناً.

النساءُ اللواتي ينتظرن في قاعةِ الجمعيةِ التعاونيةِ في القريةِ النائيةِ بدأن بالتسللِ إلى بيوتِهِن بعدَ مضيِّ ثلاثِ ساعاتٍ على الموعدِ المحدد. السيدةُ خرجت على النصِ، وألقت محاضرةً حولَ ضرورةِ احترامِ الوقت.

منزل

وأخيراً تحققت أسمى أمنيةٍ في حياتِه. بنى بيتاً جميلاً على قطعةِ أرضٍ ورثَها عن والدِه المرحوم. كان البيتُ مكوناً من ثلاثِ طبقاتٍ، إلا أنَّه كانَ، وبخاصةٍ في مساءاتِ الربيعِ والصيفِ، يهبطُ درجاتِ المنزلِ، ويقضي جلَّ وقتِه على المدخلِ الخارجي.

بعد أنْ باعَ منزلَه، وقرَّرَ بناءَ منزلٍ آخر، تعلَّمَ من أخطائِه السابقة. لقدْ بنى مدخلَ المنزلِ، وأبقى طبقاتِه معلقةً في الخيالِ، واستبدلها بأشجارِ البرقوق.

بعدَ انفضاضِ المولد

النساءُ اللواتي كنَّ ينتظِرنَ وصولَ الشاحنةِ التي تحملُ مساعداتٍ للمحتاجينَ، تراكضن في تزاحمٍ فوضوي، عندَ وصولِها إلى دوارِ القرية.

واحدةٌ من بينهن لم تتحرك من مكانِها، وكانت تغطي نصفَ وجهها الأعلى بكف يدِها اليُمنى في شرود.

بعد انفضاضِ مَوْلِدِ التوزيعِ تحركت المرأةُ من مكانِها. اشترت كيسَ طحينٍ من اللواتي تزاحَمن حولَ الشاحنةِ، ثمَّ عادت إلى أطفالِها الذين كانوا يقبضون بعضلاتِهم على معدِهم الخاوية.

 

 

 

البث المباشر