مرهونة لـ"المال السياسي"

لتأييدها فياض..فتح مستاءة من اليسار

فايز أيوب الشيخ

كشف مصدر فلسطيني مطلع في رام الله، أن حركة فتح مستاءة من "فصائل اليسار" المنضوية تحت إطار منظمة التحرير حيال موقف تلك الفصائل من الخلاف الدائر بين الحركة و"سلام فياض".

وأوضح المصدر لـ"الرسالة نت" أن "الاستياء الفتحاوي" يأتي بعد التأييد "غير المعلن" من قبل فصائل اليسار لمبادرة فياض المزعومة التي تتمثل في الدعوة لتشكيل "حكومة وحدة وطنية" وكذلك إجراءاته المصمم على اتباعها في التعديل الوزاري المرتقب على حكومته غير الشرعية.

وأوضح المصدر أن حركة فتح طلبت من بعض فصائل اليسار، ولاسيما "الجبهة الديمقراطية" بتحديد موقفها حيال خطوات فياض الأخيرة والمرفوضة من حركة فتح جملة وتفصيلاً، كما اتهمت فتح فصائل اليسار باستغلال خلاف الحركة الراهن مع فياض للصعود بمصالحها التنظيمية والخاصة على حساب "المصالح العليا".

وتوقع المصدر –حسب مقربين له من قيادة فتح-أن فصائل اليسار بموقفها المؤيد لفياض "إنما تريد أن تضمن مصدر تمويلها الذي يملك مفاتيحه فياض"، كما أنها وتحديداً "الجبهة الديمقراطية" تهدف إلى توسيع حصتها في "التعديل الوزاري" المرتقب من خلال تعيين مقربين لها في مناصب عليا في الوزارات الحكومية إلى جانب الوزير المفترض أنه محسوب عليها.

دون تعليق واضح

أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول، لم يشأ أن يعلق بوضوح على ما صرح به المصدر سالف الذكر، معتبراً أن ما ورد من تصريحات هي غير رسمية، وعندما تكون هناك تصريحات رسمية منشورة من جانب اليسار بهذا الخصوص فسوف نُعلق عليها بشكل رسمي".

وأشار في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أن "مبادرة فياض" المتعلقة بالدعوة لحكومة وحدة وطنية وبقاء الوضع الأمني في غزة على ما هو عليه "عرض غير منطقي وغير مقبول مضيفا: أعلنا بشكل واضح رفضنا المطلق لهذا العرض"، داعياً فصائل اليسار إذا ما صح تأييدها لهذه المبادرة أن تقدم لهم في حركة فتح شروحات وتفسيرات مقنعة لهذا التأييد.

كما رفض مقبول الدخول فيما وصفها بـ"تكهنات وتوقعات موقف اليسار من التعديل الوزاري على حكومة فياض إلا بعد الاستماع إلى موقف اليسار بشكل رسمي"، معرباً عن اعتقاده أن فصائل اليسار وعلى رأسها الجبهة الشعبية ليست مهتمة بالتعديل الوزاري المرتقب، على اعتبار أن الجبهة تحديداً ترفض المشاركة في التعديل الحالي للحكومة ولم تشارك في السابق، على حد زعمه.

وحول ما إذا كان يرى بأن فصائل اليسار يمكن أن تكون في الوقت الراهن أقرب لفياض من فتح، قال مقبول "نحن شركاء في منظمة التحرير، وهم فصائل عمل وطني من عشرات السنين ومن الطبيعي أن يكونوا أقرب لفتح من غيرها" .

التعديل الوزاري المزعوم

من جانبه حاول عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس أبو ليلى، إزاحة تهمة انحياز جبهته للمصالح مع فياض على حساب توتير العلاقة مع حركة فتح، وقال: "نحن لا نقف إلى جانب فياض أو جانب فتح".

وفي رده لـحول التسريبات عن اصطفاف فصائل اليسار بجانب فياض في محاولة لاستغلال الخلاف الفتحاوي "الرسالة نت" ي الدائر مع فياض في تعديل حكومته المزعومة، قال: "نحن ندرس إذا كنا سنشارك أو لا نشارك في التعديل الجديد".

وأوضح أبو ليلى أن موقفهم من الدعوة إلى حكومة وحدة وطنية قائمة على أساس ما اتفق عليه في وثيقة الوفاق الوطني وحوارات القاهرة، لافتاً إلى أنه إذا تعذر الوصول إلى حكومة الوحدة فهم مع تفعيل اللجنة العليا التي اتفق عليها في إعلان القاهرة عام 2005".

وتابع: دور اللجنة هو الإشراف على إجراء انتخابات المجلس الوطني لإعادة تفعيل وبناء مؤسسات منظمة التحرير على أسس ديمقراطية وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في حوارات القاهرة" .

وأضاف "يجب أن تبت المجالس المنتخبة سواء المجلس الوطني أو التشريعي -كلٌ في نطاق صلاحياته- في القضايا التي تبقى موضع خلاف، وهذا هو اقتراحنا بصرف النظر عن مدى اختلافنا مع هذا الطرف أو ذاك، ونعتقد أنه المخرج الواقعي لمعالجة الأزمة".

"اليسار الطفولي"

من جانبه، اعتبر النائب المستقل الدكتور حسن خريشة أن "فصائل اليسار" لا تقف إلا مع مصالحها المرتبطة بالدعم المالي الذي مصدره فياض بالأساس وعباس الذي يؤيده ويسهل له مهامه"، واصفاً اليسار بالطفولي الذي يتغذى على الطحالب والطفيليات التي تنمو على حساب الآخرين".

وذكر خريشة لـ"الرسالة نت" أن قوى اليسار بشكل عام بما فيها الجبهة الديمقراطية "تراجع دورها، وشعبيتها في انحسار دائم"، مشيراً إلى أن فياض يعمل على انحسار كل فصائل المنظمة بما فيها فتح من خلال "المال السياسي" الذي يتحكم في مفاتيحه.

واعتبر أن المخرج الوحيد لفتح من مأزقها الراهن بعدما راهنت على الأنظمة العربية المتهاوية والغربية هو تعزيز مواقفها بالتوجه إلى المصالحة بشكل جدي دون الالتفات للوراء.

البث المباشر