غزة – مها شهوان

قال د. عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي أن رياح التغيير في المنطقة العربية والإسلامية والتي بدأت منذ ثورة الشعب التونسي حتى وصلت لمصر وباقي الدول العربية ستحدث تغييرا لعهد الديكتاتوريات والأوتوقراطيات وأنظمة الحكم الفردي الشمولي، موضحا أن الشعوب ستنتقل لعصر حكم الشعب عبر مؤسساته الدستورية بعيدا عن أجواء التزوير والاعتداء .

وأضاف:" لأول مرة تتحول الشعوب من محكومة لحاكمة حتى أضحت أجهزة الدولة خادمة للشعب ومصالحه كما هو الحال في اعرق ديمقراطيات العالم"، متوقعا أن يطال التغيير كل العواصم العربية ولن يكون استثناء لاحد.

وعلى صعيد تأثر الضفة الغربية بالثورات لاسيما في ظل تواصل سياسة القمع فيها أكد دويك على أن الضفة جزء من امتداد العالم العربي وان أصدقاء الأنظمة الديكتاتورية في رام الله فقدوا بفقدان المتسلطين الظهر والظهير الداعم والمتحمل عنهم لذا فهم في طريق المجهول.

نصاب قانوني

وبعد الثورات التي لازالت مستمرة في الدول العربية كان يجرى الحديث عن ان سلطة رام الله متخوفة على مصالحها لذلك خرجت بعض التصريحات عن وجود حوارات بينها وبين حركة حماس وردا على ذلك اجاب دويك :" هناك محاولات لكنها لم ترتق للمستوى المطلوب لإحداث اختراق للحالة الفلسطينية والمبادرات كافة جاءت فردية ".

أما سلام فياض فقد عرض مؤخرا تشكيل حكومة وحدة وطنية وفيما يتعلق بذلك اعتبر دويك أن المبادرة هي محاولة لأية حكومة غير شرعية لم تحظ بثقة المجلس التشريعي، لذا يعمل فياض على محاولة لتمريرها على الفرقاء الفلسطينيين المختلفين مؤكدا عدم نجاحه في ذلك، مشيرا إلى أن المبادرة محاولة لتكريس الواقع الأمني القائم في الضفة والمتحالف عضويا مع الاحتلال الإسرائيلي.

الحكومة الشرعية في غزة طرحت في الآونة الأخيرة تشكيل حكومة جديدة وحول ذلك شدد رئيس المجلس التشريعي على أنه من الضروري التئام التشريعي في غزة والضفة بنصاب قانوني، موضحا أن حكومة غزة شرعية وتمتلك الثقة ولازالت قائمة ولن تزول إلا إذا سقطت أو أعطيت لغيرها وهذا أمر لن يحدث قط.

وعن مبادرات المجلس التشريعي نحو المصالحة أشار دويك إلى أن مجلسه صاحب الولاية والجسم الشرعي الوحيد على الساحة الفلسطينية لإرساء قواعد الشرعية، مبينا أن ما يتم التوافق عليه من تشريعات وقوانين لابد من عرضه على التشريعي ليقره أو يعدله.

ونصح رئيس المجلس التشريعي كل من يريد إقامة شرعية فلسطينية بالبدء من التشريعي وما يصدره عنه من أنظمة وقوانين منبثقة من الشرعية الفلسطينية .

إعادة صياغة المنظمة

وحول كيفية تعامل حماس في المرحلة المقبلة مع سلطة فتح لاسيما بعد كشف المستور قال دويك: "نصحت السلطة في رام الله في السابق لكنهم يبدو كما قال الله تعالى "ولكن لا تحبون الناصحين"، والآن أمامهم خيارين لا ثالث لهما إما التمادي في أحضان الاحتلال أو الرجوع للشعب والاعتذار عما بدر منهم خلال المفاوضات التي وصلت بالسقف الفلسطيني إلى ما دون الأرضية بأميال لا يقبلها الشعب ،خاشيا أن يتمادى عباس وفريقه في أحضان الاحتلال.

وطالب بإعادة النظر في الأمور الفلسطينية وكل ما مضى لوضع استراتيجيات العمل الفلسطيني وتقويم النهج والأفراد الذين فرطوا بحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني من خلال التسريبات أوردتها الجزيرة.

حركة المقاومة الإسلامية حماس كانت قد خرجت مؤخرا بمحددات جديدة للمصالحة ، إلا أن البعض كان قد اتهمها أنها فعلت ذلك بسبب الثورات العربية، وفي رده على ذلك طالب دويك بضرورة البدء بإعادة منظمة التحرير وتنفيذ اتفاق القاهرة 2005 كي لا نحتاج لمصالحة ،لاسيما

إذا أعادت منظمة التحرير صياغتها بأسس ديمقراطية عندئذ ستكون المصالحة من باب تحصيل الحاصل.

واقترح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو مبادرة حول إقامة الدولة الفلسطينية المؤقتة خاصة وان سلطة فتح لم يعد أمامها أية خيارات، وقال دويك في رده على الموقف المتوقع للسلطة على هذه المبادرة، انه لا يستبعد تعاطي عباس وفريقه مع الأطروحات التي لا ترضى شعبنا ،لاسيما وان العديد من الفرقاء على الساحة الفلسطينية لازالوا يتخبطون لما حدث في العالم العربي عامة ومصر خاصة.

في الآونة الأخيرة أنشا الشباب الفلسطيني صفحات على الفيسبوك تطالب بإنهاء الانقسام طالب رئيس المجلس التشريعي الشباب بطرح شعار " يجب إعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطيني على أسس ديمقراطية " ، مؤكدا أنه إذا تبوأت المنظمة مركزا قياديا للشعب الفلسطيني على أسس ديمقراطية وضمت كافة الفصائل فلا نحتاج للمصالحة".

وختم حديثه قائلا:" رياح التغيير سترفع سقط الأمة عامة وشعبنا الفلسطيني خاصة وسيكون الفرج في غزة".