تحليل: التهديد الاستراتيجي قد يدفع (إسرائيل) للتصعيد

نتنياهو وباراك سباق نحو التصعيد
نتنياهو وباراك سباق نحو التصعيد

غزة-هادي إبراهيم-الرسالة نت

يقول مراقبون فلسطينيون إن التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن امتلاك المقاومة في غزة صواريخ قد تصل قلب الدولة العبرية ترمي إلى استدراج المقاومة لموجه جديدة من المواجه تعمل على إرهاق المقاومة الفلسطينية وجعل بنيتها الأساسية هدفاً للنيران الإسرائيلية. 

ويعتقد المراقبون الذين تحدثوا بشكل منفصل لـ"الرسالة نت" أن مطلع العام المقبل سيشهد تصعيداً إسرائيلياً على الحدود وفي قلب غزة بهدف ضرب مواقع يعتقدون أنها أماكن لتخزين الأسلحة".

وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين قال في وقت سابق الأحد إن حركة حماس أجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ يصل مداه إلى 60 كيلومترا باستطاعته الوصول إلى تل أبيب في مركز الأراضي المحتلة عام 1948.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح عبد الستار قاسم: "التهديدات ورادة باستمرار وعمل عسكري إسرائيلي في غزة وارد لكنة لن يكون مثل الحرب البرية الأخيرة التي حصدت ألاف الأرواح من الأبرياء في القطاع الساحلي".

واتفق المحلل السياسي ناجي شراب مع قاسم بأن التهديدات الإسرائيلية وراده لكنه دعا فصائل المقاومة على عدم الانجرار إلى مواجهة غير محسوبة العواقب".

وقذفت التصريحات الإسرائيلية الرعب في صفوف المدنيين في غزة خصوصاً في ظل استمرار آثار الحرب الماضية وتفاقم الأوضاع على مختلف الصعد في غزة جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل للعام الثالث على التوالي".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في عددها الصادر اليوم الأربعاء :"إن القيادة الأمنية في (إسرائيل) لا تسأل إذا كانت ستقع مواجهة عسكرية أخرى مع قطاع غزة بل متى؟".

وبيّن الصحافي أليكس فيشمان، محرر الشؤون العسكرية في الصحيفة أنه "يمكن الافتراض بأن المواجهة ستستأنف بحجم واسع في أثناء كانون الثاني/يناير القادم، مع ختام سنة على حملة "رصاص مصبوب"".

وفي وقت سابق، أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي عن اعتقاده أن المعركة المقبلة التي سيُضطر الجيش الإسرائيلي لخوضها ستكون أيضًا في قطاع غزة.

وعلق قاسم على تلك التصريحات بالقول: "(إسرائيل) محاصرة بالصواريخ ووضعها الاستراتيجي في المنطقة عليه علامات استفهام"

وقال الأكاديمي الفلسطيني المنبوذ من قبل سلطة محمود عباس في الضفة الغربية: قيادات الدولة العبرية لن يتوقفوا عن استخدام القوة العسكرية لوقف هذا "الخطر".

وأطلقت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس عدة أنواع من الصواريخ على الأراضي المحتلة عام 48 خلال الحرب على غزة، من بينها صواريخ وصل مداها إلى 45 كيلومترا والذي وصل إلى مدينة بئر السبع جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

وقال الناطق باسم ذراع حماس العسكرية: إن التهديدات الإسرائيلية المتجددة والمتواصلة لقطاع غزة وللمقاومة تدلل على أن العدو يعيش "حالة من التخبط والارتباك بعد انكشاف سوءته أمام العالم".

وباتت الدولة العبرية في مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينية واللبنانية وأضحى شمالها وجنوبها عرضه لخطر تلك الصواريخ التي باتت تشكل تهديد "استراتيجي" للدولة العبرية بعد ستة عقود على إقامتها.

ويعتقد مراقبون مطلعون على أوضاع الشرق الأوسط أن (إسرائيل) ستنفذ عمل عسكري خلال الأشهر القليلة المقبل قد "يستهدف غزة أو جنوب لبنان وربما إيران التي يعتبرونها الرافد المالي والعسكري لقوى المقاومة في المنطقة".

وشنت الدولة العبرية حربين خلال السنوات الثلاثة الماضية استهدفت خلالها جنوب لبنان وقطاع غزة لكنها لم تفلح في القضاء على فصائل المقاومة.

وقال المحلل السياسي شراب "(إسرائيل) دولة قوية ويسيطر الخيارات العسكري على عقليتها وبالتالي فإن التصعيد أمر متوقع جداً في المرحلة المقبلة".

وذهب شراب في تشريحه للتصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول امتلاك حركة حماس لصواريخ يصل مداها لحوالي 60 كيلوا متر بالقول: "حكومة اليمين في (إسرائيل) عمرها قصير وبالتالي فإن قادة الدولة العبرية يحاولون أن يخلقوا حالة من الذعر في صفوف المجتمع الإسرائيلي حتى يتشبثوا بهذه الحكومة".

وأنهت الدولة العبرية نهاية الشهر الماضي أكبر مناورة عسكرية في تاريخها مع الجيش الأمريكي الذي بات تواجده في الشرق الأوسط "كثيف".

 

 

 

البث المباشر