الضفة المحتلة – الرسالة نت
ينتزع تجمع شباب 15 آذار أوراق التقويم التاريخي بسرعة متأهبين لتحركهم الرئيسي الأبرز يوم الثلاثاء الذي يحمل ذاك التاريخ، ومعلنين في الوقت ذاته تحديهم لملف معقد طال بقاؤه فوق صدور كل فلسطيني.
ولكن الضفة المحتلة بما تحمله من شوائب على أرضها كاحتلال يهشم أجزاءها يعزل مدنها عن قراها ومخيماتها عن شوارعها، ومغتصبين ينشرون أذاهم بكل وقاحة على منازل ليست لهم وأرض تلفظهم، وأجهزة أخرى موالية تكبت صوت الحق وتحاسب الضحية وتبتسم للجلاد.
وربما كان الأجدر أن تكون هناك لجان للدفاع عن القرى التي يتعرض لها المغتصبون منذ سنوات طويلة، لا أن تكون هناك مجموعات شعارها إنهاء الانقسام ومضمونها إعادة الفلتان وتشويه ما يقوم به الشباب الطاهر في إنهاء الانقسام.
مع ولكن..!
وبين كل الدعوات التي تخرج من أفواه المنظمين للمسيرات الشعبية والحراك الداعي لإنهاء الانقسام يقف ابن الضفة متحيراً، فهو يريد إنهاء الانقسام فعلاً لأنه وجه آخر للاحتلال ولأنه لا يخدم أحداً، أو لا يخدم مصلحة الوطن على الأقل، ولكن المشاهد التي يراها يومياً على أرضه الجريحة من هذا وذاك تجبره على أن يختار إنهاء الانقسام مع البقاء على الثوابت.
فيقول أحمد جابر من مدينة رام الله لـ"الرسالة نت": نحن نؤيد إنهاء الانقسام ونريد لهذه الحالة أن تنتهي، ولكننا أيضاً نريد البقاء على الثوابت، فربما يعني إنهاء الانقسام للبعض أن نوافق على هذه الحالة المخزية التي نعيشها في ظل الحديث عن السلام على وقع العربدة الصهيونية".
وتضيف على ذلك آلاء التميمي من مدينة نابلس لـ"الرسالة نت":" أهم شعار يجب أن يكون هو الشعب يريد إنهاء الاعتقال السياسي، الشعب يريد إنهاء التنسيق الأمني، الشعب يريد اقتلاع الخونة، الشعب يريد إعادة الكرامة لأهالي الضفة بعدما لطختها سلطة التنازلات".
من جهته يقول الحاج أبو عيسى من مدينة الخليل لـ"الرسالة نت":" أنا أؤيد هذه المسيرات لأننا مللنا من الحال الأعوج، ولكن إنهاء الانقسام يجب أن يتم دون أن يضع البعض يدهم في يد الأعداء على حساب شعبهم، نحن نريد أن يقول الشعب كلمته التي طالما كانت ترفع رأسه عالياً".
وليس غريباً على أحد في الضفة أن يرفع مثل تلك الشعارات، فحتى قبل الحملة بأيام واصلت السلطة دورها في التنسيق الأمني عبر اعتقال عدد من أنصار حماس في قرية عورتا بعد مقتل خمسة مغتصبين رغم حديث بعض المصادر الصحفية عن قيام عامل آسيوي بقتلهم، وهو الدليل على جاهزيتها دائماً لخدمة الاحتلال ولسان حالها "الحب أعمى".
خطوات وفعاليات
أما على الجانب الآخر وضمن حملة "15 آذار" لإنهاء الانقسام الفلسطيني أكد ذاك الحرك أنه سينظم فعاليات عدة في مختلف مدن الضفة ولكن داخل مراكزها الرئيسية دون التوجه إلى "مناطق الاحتكاك" مع الاحتلال.
وقال بدر زماعرة مدير منتدى شارك الشبابي أحد القائمين على الحملة لـ"الرسالة نت" إن صرخة إنهاء الانقسام ستنطلق في كل مناطق الضفة والقطاع، وأن الفعاليات ستخفف من الاحتكاكات حيث سينظم تجمع مركزي في كل مدينة يتفرع عنه مجموعة من الأنشطة لها علاقة بتصورات الشباب حول البقاء في الموقع أو الإضراب عن الطعام أو الاعتصام.
وذكر زماعرة أن أمن الفعاليات من أهم الأولويات لديهم خاصة في ظل الهجمة المسعورة من المغتصبين وجنود الاحتلال، وبالتالي تم الاتفاق على تنظيمها داخل المدن وعدم التحرك إلى الحواجز العسكرية أو مناطق قريبة من المستوطنات.
وأكد زماعرة أنه لا توجد ممانعة لدى الجميع في المشاركة في المسيرات حتى ما وصفها بأطراف المشكلة نفسها وأنه توجد هناك وعودات للحراك الشعبي الشبابي من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة بعدم التدخل في المسيرات أو قمعها، على حد قوله.
وبيّن الناشط الشبابي أن الفعاليات ستشمل اعتصامات واحتجاجات ومقابلة بعض المسؤولين من الطرفين "فتح وحماس" والتخطيط للعدد من الفعاليات بعد 15 آذار أي أنه سيكون يوماً تنطلق منه الفعاليات.
وأضاف:"الهدف هو إطلاق صرخة واحدة في كل المناطق الفلسطينية، والنشاطات كثيرة وهناك ما لم يعلن عنه بعد بالميدان ومباشرة العمل ،وهناك مجموعة من إبداعات شبابية ممكن تحقق نتيجة ومواجهة الانقسام".
ولكن زماعرة اعتبر أن مشاركة أطراف المشكلة، أي حركتي فتح وحماس، في المسيرات الداعية لإنهاء الانقسام لا تخدم كثيراً هذا الحراك الشعبي، قائلاً إن المشاركة فيها تعني أنه لا يوجد طرف يريد فعلاً إنهاء الانقسام وإن الطرفين يشاركان على أساس إلقاء اللوم على بعضهما.
وتابع:" الشباب يتساءلون من الذي يعرقل إنهاء الانقسام إذا كان الطرفان مجمعان على ذلك؟، الأهم ليس المشاركة في المسيرات وإنما تقديم خطوات عملية على هذا الطريق تنهي الانقسام فعلياً وليس لغرض الهتاف فقط".