الرسالة نت- عمر عوض
من بين آلاف المطالبين بإنهاء الانقسام وعودة اللحمة الفلسطينية، تقدمت الحاجة أم العبد الفيومي في السبعينات من العمر، بخطواتها البطيئة وهي تحمل علما فلسطينياً محاولةً اختراق المتظاهرين باحثةً عن مكان تظهر فيه لتؤكد على حضورها ومشاركتها المطالبة بإنهاء الانقسام.
نجحت الحاجة الفيومي بالوصول إلى مكان قريب من حافة الطريق فجلست وهي تحاول حماية نفسها بصورة لقادة الفصائل كتب عليها "الشعب يريد إنهاء الانقسام".
وبصوت متقطع غلب عليه الإنهاك والتعب، عبرت لـ"الرسالة نت" عن سعادتها في مشاركتها لأبناء شعبها في المسيرة المطالبة بالوحدة الوطنية، ووجهت عبر كلماتها المتقطعة، نداءً طالبت فيه قادة الفصائل بالوحدة والتكاثف في وجه الاحتلال. ورفعت أم العبد يديها إلى السماء، داعيةً بتوفيق الفلسطينيين في استعادة وحدتهم،فقالت:"الله يوفقهم ويصلح بينهم وينصرنا على اليهود، لأن التفرق ضعف والتلاحم قوة" وتمنت أن يسود الخير والعمل الصالح حياة الفلسطينيين، ويجنبهم شر الأعداء .
على جانب آخر في ساحة الجندي المجهول، وقف المواطن أحمد محيسن، يراقب تحركات آلاف المتوافدين للساحة، اقتربنا منه طالبين التعرف على الرسالة التي جاء يحملها للفصائل، فحذر لـ"الرسالة نت" من خطورة استمرار الانقسام، مطالباً بالإسراع في إنهائه. ولم يخفي محيسن شعوره بتجسيد المتظاهرين للوحدة الفلسطينية من خلال رفعها للعلم الفلسطيني، وترك أعلام الفصائل، وقال:"يجب أن يزول الانقسام من ساحتنا فوراً حتى ينعم شعبنا بالوحدة الوطنية، كما كان قبل الانقسام".
إساءة كبيرة للفلسطينيين
وأكد محيسن، على أن استمرار الانقسام إساءة كبيرة للشعب الفلسطيني، واستنكر مساهمة البعض في توفير أجواء الانقسام، وسعيها لتثبيته، وأضاف:"للأسف الشديد هناك من يروق له أن يرى الانقسام على ارض الواقع". وأشاد بالمشهد التاريخي الذي جسدته الجماهير المنتفضة من اجل الوحدة، لافتاً انه مشهد يدلل على الوعي الفلسطيني، وإدراكه لما يتهدده من مخاطر.
ووجه رسالة لرئيس الوزراء إسماعيل هنية، وقائد حركة فتح محمود عباس، طالبهم فيها بالتوحد خلف مطالب شعبهم، وتفويت الفرصة على الاحتلال وإفشال مخططاته للنيل من حقوق شعبنا وثوابته.وقال:"عدونا واحد لا يفرق بين فتح وحماس وأي فصيل آخر، لذلك لا خيار لنا إلا الوحدة". إلى جانب عشرات النسوة، وقفت أم ميسرى تهتف للوحدة ونبذ الانقسام، وبحديث مقتضب لـ"الرسالة نت"، أكدت على عدد من الشروط التي رأت أنها ضرورية لإنهاء الانقسام، وقال:" ينتهي الانقسام بعدم التنازل عن الثوابت وإطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون سلطة فتح ،ووقف ملاحقة السلطة للمقاومة، من خلال وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال". وأكملت:"انجاز هذه الشروط يجعلنا نكون يداً واحدة في وجه الاحتلال وأعوانه".
وطالبت الفصائل، بالعمل على إنهاء الانقسام بخطوات حقيقية على ارض الواقع، وأعربت عن أملها بأن تتفهم القوى الوطنية والإسلامية، حقيقة معنى إنهاء الانقسام، حتى لا يكونوا مندفعين خلف شعارات واهية. ودعت أم ميسرى الفصائل بردع كل من يسعى لتدمير مقومات الصمود الفلسطيني، وسفك دمائه في حرب أهلية.
الحفاظ على الحقوق
الحاج جميل رشيد شدد على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية، وتقويتها على قاعدة الحفاظ على الحقوق والثوابت، وقال لـ"الرسالة نت":"أتينا لتعزيز الوحدة الوطنية على قاعدة الثوابت الفلسطينية التي جبلنا عليها". وشدد على ضرورة تمسك الفلسطينيين بالمقاومة، في مقارعة الاحتلال وصد عدوانه وأطماعه في المنطقة.
واستنكر رشيد، تخلي حركة فتح عن ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، مطالباً بإحياء المطالب والحقوق التي أقيمت من أجلها المنظمة، وقال":لابد أن نعود إلى الثوابت التي وجدت من أجلها المنظمة والى ميثاقها الذي الغي بغير سبب يقنعنا". وطالب بأن تكون الوحدة، من منطلق عقائدي إسلامي لمواجهة مخططات الصهاينة.
الشاب محمد الربعي، اتهم حركة فتح بتعطيل المصالحة، وأكد لـ"الرسالة نت" وهو يشارك مجموعة من المتظاهرين في رفع علم فلسطين أمام المجلس التشريعي الفلسطيني، على تلاعب حركة فتح وتهربها من استحقاقات المصالحة. وقال:"رسالتنا للحكومة الفتحاوية التي لا تمتلك الشرعية وتعرقل المصالحة أن تستجيب للشعب". واستنكر تغيب فتح عن اجتماع الفصائل الداعي للوحدة.
الطريق نحو المصالحة
من جهتها باركت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مطالب الجماهير الفلسطينية، ودعت حركة فتح في الانصياع لمطالب الشعب، وقال النائب مشير المصري أمين سر كتلة حماس البرلمانية:"ندعم بشكل مطلق الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام ونؤكد انه يأتي منسجماً مع دعواتنا السابقة والتي ستبقى إلى أن تترجم على ارض الواقع". وأكد المصري لـ"الرسالة نت" أن إنهاء الانقسام لن يكون إلا بإزالة أسبابه، وان الطريق نحو المصالحة بحاجة لصدق النوايا، وتوفير الإرادة الوطنية.
وبين أن، إيقاف الاعتقال السياسي والإفراج عن كافة المعتقلين في سجون فتح ، ووقف التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني في الضفة الغربية، من أهم العقبات التي تواجه المصالحة. وقال:"المطلوب من سلطة رام الله أن تستجيب لنداءات الشعب بهذا الاتجاه لتؤكد على ضرورة المصالحة على قاعدة الثوابت بعيداً عن الشروط الأمريكية والصهيونية" .
ولفت المصري إلى الاجتماع دعت إليه حركته الفصائل وتغيبت عنه فتح، منوهاً انه جاء لوضع الفصائل برؤية حماس لإنهاء الانقسام. وبين أن المطلوب الآن هو البدء بالاتفاق على القضايا الكبرى الخلافية لإعادة سياسية وطنية جديدة، كإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية.
من جانبه رأى النائب عن كتلة حماس الدكتور يونس في الجماهير الغفيرة التي خرجت تنادي بالوحدة مبشر خير على قرب نهاية الانقسام،وقال لـ "الرسالة نت" :"هذا يوم مبارك نشهد فيه جماهير شعبنا الفلسطيني في غزة ثم في الضفة تتوحد على خياراتنا الوطنية وفي مقدمتها إنهاء الانقسام"
استثمار التوجه الجماهيري
وطالب الاسطل، الفصائل باستثمار التوجه الجماهيري للاتفاق على إحياء وثيقة الوفاق الوطني، والبدء بإصلاح شامل يبدأ بمنظمة التحرير وينتهي بكل الخيارات لا سيما الخيار على الوحدة والمقاومة والتحرير". وحذر من خطورة المتغيرات التي تشهدها المنطقة على القضية الفلسطينية، مؤكداً أن المتغيرات كلها ستطال الجميع
في ذات السياق،أكد حركة الأحرار الفلسطينية،على دعمها للمطالب الفلسطينية،وقال نضال مقداد أحد قادتها لـ"الرسالة نت":" جئنا اليوم لنؤكد دعمنا للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام ولكن بالحفاظ على الثوابت الفلسطينية وحقوق شعبنا، وعدم التنازل عن أي من هذه الحقوق الفلسطينية والثوابت، وعدم التفريط بحقوق اللاجئين والعودة والقدس".
وطالب الشعب الفلسطيني بالحفاظ على حقوقه، والتوحد فيه وجه الاحتلال، وأضاف:"عدونا واحد وهو العدو الصهيوني،الذي يحتل أرضنا وينتهك حقوقنا ". وبين أن الانقسام يصب في مصلحة الاحتلال، الذي يسعى لمزيد من الاستيطان والعدوان بحق شعبنا وأرضه.