أعتقد أن جميع الفصائل الفلسطينية ومنظمات العمل المدني وأطياف شعبنا شاركت في يوم الخامس عشر من آذار تحت شعار موحد وهو " الشعب يريد إنهاء الانقسام" هذا الشعار الذي بات عنواناً لمختلف القوى الوطنية التي تحمله لتخرج إلى الشارع معبرةً عن موقفها تجاه هذه المعضلة غير الطبيعية في تاريخ قضيتنا.
إنني أدرك أن الانقسام لم يكن يوماً في صالح أي فلسطيني غيور على مصلحة القضية والوطن المحتل, لذا شاهدنا معظم الشباب الذي خرج يحمل هم الوطن ويحرص على وحدته وهو الوضع الطبيعي لدور الشباب في كل مرحلة نراه مبادراً عاملاً, حيث شعرت بهذا الحماس والإحساس بالمسؤولية العالية في عيون شباب الجامعات وأنا أرقبهم وهم يخرجون ويهتفون بحب الوطن والانتماء له والتمسك بالحقوق والحفاظ على الثوابت.
ولكن بنظرة متأنية للمشهد الفلسطيني الحالي نجد أن الاحتلال كان سبباً رئيساً في هذا الانقسام, وأقصد هنا انزلاق بعض القوى الوطنية العاملة على الساحة في متاهات من صنع الاحتلال الصهيوني أودت بها بعيداً عن طموح شعبنا، وتنازلت عن ثوابت طالما نادى بها كل فلسطيني, والأصعب من ذلك قيامها بممارسات تتوافق مع رغبة الاحتلال بل وتنوب عنه أحياناً في توفير الحماية والأمن للمحتل على حساب حرية وأمن أبناء شعبنا، حتى في ظل تنكر قادة العدو لجميع الحقوق الفلسطينية والاتفاقات المبرمة أمام العالم.
والغريب في الأمر أننا نجد بعض من ينادي بإنهاء الانقسام يقوم بممارسات وأعمال تجذر الانقسام وتزيده عبر اعتقالات يومية لكل من يعارض سياساته، ويتعامل بقسوة مع أبناء شعبنا بينما نجده وديعاً مع المحتل على الرغم مما يقوم به ومستوطنيه بممارسات وحشية ضد أهلنا في المدن والقرى المختلفة.
وهناء نتساءل عن هذا التناقض بين أقوال وأفعال بعض المنادين بإنهاء الانقسام؟!
إن إنهاء الانقسام ليس مجرد شعار بل ممارسة وأفعال ونوايا حقيقية أولها الانسجام مع مطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه في دحر الاحتلال وعودة اللاجئين وخلع جميع الإملاءات والأجندات الغريبة عن شعبنا وحقوقنا وثوابتنا والتمسك بشعار " الشعب يريد إنهاء الاحتلال" لنجد أن الانقسام قد ذاب وذاب معه كل من عمل على ترسيخ الانقسام.