قائد الطوفان قائد الطوفان

يعززون الانقسام بدلاً من انهائه

مطبات وألغام في طريق المصالحة

رامي خريس

يبدو أن الفعاليات والمسيرات المطالبة بإنهاء الانقسام لا تستطيع لوحدها تحقيق المصالحة الحقيقية والمطلوبة على أرض الواقع، كما يبدو أيضا أن التصريحات التي صدرت من مسؤولين فلسطينيين حول رغبتهم بالوحدة لا يمكنها الوصول للنتيجة المرجوة ذاتها ، فلا تزال هناك غيوم كثيرة لم تنقشع بعد كما أن أزمة الثقة لدى الاطراف لا تزال قائمة بل ان الشكوك تحيط بالخطوات المعلنة لإنهاء الانقسام يتردد دائماً أن وراءها مؤامرة كبرى أو أهداف أخرى خفية.

أهداف ومآرب

ولكل طرف أهدافه ولا يتوقف هذا الأمر عند طرفي المعادلة حركتي حماس وفتح بل الاهم من ذلك أن فصائل اخرى تطالب بإنهاء الانقسام وتقول أنها معنية بالمصالحة لها الدور الاكبر في زيادة حدة الشقاق وهو ما ينطبق بشكل كبير على فصائل اليسار أو تلك المنضوية تحت لواء منظمة التحرير .

وذهبت هذه الفصائل الى الوقوف مع طرف ضد الاخر لاسيما أن وجودها لا يزال مرهوناً بالمال الذي تتلقاه من فتح وفي مرات عديدة عوقبت عندما حاولت اتخاذ مواقف متناقضة مع مواقف حركة فتح ، بل وذهبت هذه الفصائل الى أبعد من ذلك ففي اللحظات التي كان يقترب منها الفصيلان على التوقيع على اتفاق مصالحة ، تثور ثائرة تلك الفصائل وتبدأ بالحديث عن الاتفاقات الثنائية وعن المحاصصة بل وتجاهر بمعارضتها القوية للتوافق الذي يجمع بين الحركتين.

وفي اطار مشاركتها في فعاليات "انهاء الانقسام" تبحث عن تحقيق أهدافها اكثر من بحثها عن تحقيق المصالحة بل وتتساوق مع حركة فتح في محاولة اعادة الفلتان الأمني والتخريب واظهار صورة غزة وكأنها تعيش في حالة فوضى وتمرد.

مطبات والغام

وكما أن للفصائل الصغيرة دوراً سلبياً في الانقسام وتعزيزه بدلاً من بذلها الجهود لجسر الهوة بين الطرفين كان لبعض وسائل الاعلام دوراً كبيراً في تعزيز الانقسام ، وظهر هذا الدور جلياً يوم 15 مارس عندما حاولت تلك الوسائل الحديث عن مظاهر الفوضى وتضخيم الاحداث الصغيرة على حساب تغطيتها للمسيرات والفعاليات المطالبة بتحقيق المصالحة.

ويبدو أن مصالح شخصية لبعض القائمين على تلك الوسائل هو ما يدفعهم بشكل أو بآخر لإظهار انحيازهم لطرف ما وقد ظهر جلياً أن اصطحاب رئيس السلطة محمود عباس لرئيس تحرير احدى المواقع الاخبارية في جولات خارجية قد دفعته لبذل كل جهد مستطاع لاظهار ولائه للسلطة ورئيسها حتى ولو كان ذلك على حساب المهنية أو المصالح الفلسطينية وبحسب ما تشير بعض المصادر فقد شمر هذا الصحفي عن ساعديه في يوم 15 مارس وطلب من مراسلي وكالته في غزة ان يركزوا على أي مظاهر للفوضى او أية محاولة للشرطة "لوقف" المسيرات التي جرى تنظيمها ، ومع أن هذا الامر لم يتحقق له فقد لجأ الى تضخيم الاحداث في غزة واغفال احداث مشابهة في الضفة الغربية.

يبدو أن الجهود لإنهاء الانقسام لا تزال تصطدم بأهداف خاصة ومآرب شخصية ومع أن هناك صخبا قويا وحديثا عن ضرورة المصالحة الا أن التوجهات لدى البعض ليست جادة وعندما يجري الحديث بتصريح هادئ ووديع عن التقدم نحو المصالحة يضع المتحدثون مطبات وألغاما في احاديثهم تنسف كل ما يقولونه.

 

البث المباشر