قائمة الموقع

بالصور..عائلة أبو محمد مشردة بلا مأوى

2011-03-17T18:10:00+02:00

الرسالة نت-أمل حبيب

أزقة ضيقة يفوح من بين جنباتها عبق الماضي ومعالم غزة القديمة.. في الجهة الغربية من مسجد السيد هاشم كان الألم.. كل شيء في منزل أبو محمد أعلن حالة الطوارئ ..بقايا الأثاث المتناثرة تميل على الزائرين وكأنها تستنجد بهم .. وجدرانه المتشققة تستند على بعضها محاولة الصمود في وجه الانهيار.

تركوا خلفهم ضحكاتهم .. ألعابهم .. آمالهم ولكنهم مازالوا يتساءلون متى سوف نعود يا بابا؟؟

"البيت هبط .. سمعنا صوت طقطقة " بهذه الكلمات وصف أبو محمد يوم تشتت عائلته , ويتابع حديثة برجفة:" في السادس والعشرين من شهر شباط استيقظت على صراخ زوجتي وأبنائي".

 شعر أفراد العائلة بهزة وانحدار في الأرضية تبعه تشققات كبيرة في جميع أرجاء المنزل , مما دفع أبو محمد للاتصال بالدفاع المدني للمساعدة , وبعد معاينة المكان قرر الدفاع المدني بإخلاء البيت لأنه معرض للانهيار في أية لحظة مرجعا سبب ذلك الى حدوث انهيار في التربة.

عائلة الخمسيني أبو محمد المكونة من عشرة أفراد تشتتت وبدأت بالبحث عن مأوى آمن خوفا من أن ينهال المنزل فوق رؤوسهم, فزوجته والبنات في منزل أهلها , والأولاد لجؤوا الى بيت أعمامهم بعدما غدى منزلهم المكون من ثلاث غرف تغطيها ألواح(الزينقو) آيلا للسقوط.

يذكر بأن أبو محمد لديه ابنان يعانيان مشاكل صحية في العين (التصاق العدسة بالقرنية) قد يؤدي الى عمى بدون استخدام النظارة الطبية , وشهريا يحتاج الى أنواع مختلفة من قطرات وعلاج أرخصه سعرا ب150 شيكل.

أما الصدمة الكبرى لأبو محمد هي عندما تلقى اخطارا من البلدية يوم 9/ 3/2011  بضرورة هدم المبنى خلال مدة أقصاها 3 أيام على نفقته الخاصة ..الصدمة أرجعته الى حديث جده عن التغريبة الفلسطينية وقصة تهجيرهم من يافا حينما دمرت المنازل وشردت العائلات .

الجدير ذكره أن أبو محمد قدم لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين طلبا بالمساعدة ولكن الرد كان "لسة منكوبي الحرب ما ساعدناهم؟"

وعند خروجنا من منزل أبو محمد لفت انتباهنا صورة لطفلة بثوب أبيض وكأنها تستغيث:" أنقذوا بقايا طفولتنا" بالإضافة الى بقايا ملابس ودمى لأطفال أبو محمد متناثرة على الارض محاولة الفرار من القدر المحتوم .

وقدم أبو محمد طلب لوزارة الأشغال للمساعدة بإعادة اعمار المنزل , ولكنه لم يتلق ردا حتى الآن.

قبة مسجد السيد هاشم المطلة على بيت أبو محمد تبعث الطمأنينة في نفسه.. فمازال صامدا في بيته كالأسد الذي يحمي عرينه.

آلام أسرة أبو محمد تبحث عن بصيص الأمل من أهل الخير والقلوب الرحيمة ليضيء قلوبهم ويلم شملهم  قبل أن تنهار أحلامهم فوق رؤوسهم .

 

اخبار ذات صلة