بنغازي- وكالات- الرسالة نت
تتركز الأنظار على مدينة بنغازي في الشرق الليبي مع ورود أنباء عن دخول القوات الموالية لنظام معمر القذافي إلى الضواحي الغربية للمدينة تحت غطاء من القصف براجمات الصواريخ، مما يزيد من احتمال قيام دول غربية بضربات جوية للقوات المهاجمة تطبيقا لقرار مجلس الأمن 1973.
فقد أفاد مراسل الجزيرة في مدينة بنغازي معقل ثوار ائتلاف 17 فبراير، والمجلس الوطني الانتقالي أن الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي دخلت صباح اليوم السبت الأحياء الغربية للمدينة بعد أن قامت بقصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ، مما دفع الآلاف من السكان إلى النزوح من المدينة.
وأضاف المراسل أن الكتائب الأمنية قصفت فندقا يؤوي صحفيين منهم طاقم الجزيرة كما قصفت مواقع على شارع جمال عبد الناصر وسط المدينة. وأكد خالد العقلي رئيس منظمة التضامن لحقوق الإنسان في سويسرا -نقلا عن مصادر محلية في المدينة- أن موالين للقذافي يقومون بإطلاق النار عشوائيا على منازل السكان.
إسقاط مروحية
وذكرت وسائل إعلامية إسقاط طائرة فوق المدينة بعد أن نسبت وكالة رويترز للأنباء إلى مراسلها سماعه صوت طائرة تحلق على ارتفاع منخفض بالتوازي مع وقوع انفجارات قوية.
ونقل المصدر نفسه عن عضو في لجنة شعبية بأحد الأحياء تلقيه مكالمة تفيد قيام قوات القذافي بإنزال بحري.
وكان مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد قد أفاد الجمعة وقوع مواجهات عنيفة بين الثوار والكتائب الأمنية في منطقتي سلوق وقمينس الواقعتين على بعد ستين كيلومترا من بنغازي، لافتا إلى أن جميع الطواقم الإعلامية -عدا الجزيرة- غادروا المدينة تحسبا لاحتمال اقتحامها من قبل الكتائب الأمنية.
وأضاف أن الكتائب قامت بإنزال بحري في جرجورة على بعد 60 كيلومترا من بوابة سيدي عبد العاطي، وأن شبكات الاتصالات قطعت تماما عن المدينة، ووجهت إذاعة ليبيا الحرة التابعة للثوار نداءات تدعو المواطنين للدفاع عن المدينة.
يشار إلى أن تقارير إعلامية نقلت الجمعة عن سيف الإسلام نجل القذافي أن الحكومة الليبية غيرت تكتيك مهاجمة بنغازي حيث "سيتمركز الجيش حول المدينة ولن يدخلها، وستُرسل الشرطة وقوات خاصة لمكافحة الإرهاب إلى داخلها لنزع أسلحة المتمردين".
الجبل الغربي
وفي منطقة الجبل الغربي نجح الثوار في نصب كمين لكتائب القذافي في منطقة نالوت وأسروا عشرين من أفرادها بينهم ضابط برتبة عقيد, كما تمكّن الثوّار من السيطرة على بوابة ذهيبة الواقعة بين تونس ووزان الحدودية بدون إراقة دماء.
وفي السياق نفسه قالت مصادر في منطقة الجبل الغربي للجزيرة إن الكتائب الأمنية التابعة للقذافي قصفت بلدتي الزنتان والرجبان بشكل مكثف.
وفي مصراته، علمت الجزيرة أن العشرات قتلوا وأصيب مثلهم إثر تعرض المدينة لقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل كتائب القذافي، وأن الأهالي والثوار يواصلون التصدي للكتائب وسط أنباء عن انقطاع المياه الصالحة للشرب عن المدينة بأكملها.
وقال متحدث باسم شباب 17 فبراير للجزيرة هاتفيا إن المدينة تعرضت لقصف عنيف بالدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ تركز في محيط قاعة الشعب، وشارع طرابلس أكثر شوارع المدينة حركة، لافتا إلى أن قناصة القذافي يعتلون أسطح المباني وسط المدينة ويستهدفون المارة، وأن عدد القتلى يتعدى 25 بكثير، وأن ضواحيَ كثيرة تعاني انقطاع الكهرباء منذ يومين.
ونفت الحكومة الليبية قصف مصراتة لكن شهود عيان أكدوا وقوع القصف وتحدث بعضهم عن مجزرة حقيقية، حيث أكد أحد الأطباء سقوط فتيات صغيرات بين القتلى، كما تحدثت معلومات عن قيام كتائب القذافي باحتجاز مدنيين في أحد الأحياء الجنوبية قرب قاعدة جوية تسيطر عليها تلك الكتائب، لاستخدامهم دروعا بشرية تتقدم بهم إلى وسط المدينة.
ومن أجدابيا وردت أنباء عن تعرّض غرب المدينة إلى قصف متواصل خلال الليلة الماضية رغم صدور قرار حظر الطيران مما دفع بعض الأهالي إلى النزوح إلى طبرق، وسط أنباء أفادت تراجع كتائب القذافي عن حدود المدينة.
تدخل عسكري
ومع تطور الأوضاع الميدانية اليوم السبت، رجح خبراء عسكريون أن تقوم دول غربية بضربات جوية لمنع قوات القذافي من احتلال مدينة بنغازي وذلك تطبيقا لقرار مجلس الأمن 1973 القاضي بفرض حظر جوي على ليبيا في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وكانت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ودول عربية قد طالبت القذافي الجمعة بوقف تقدم قواته وإعادة إمدادات الكهرباء والماء إلى المدن التي قطعت عنها.
وجاء في بيان لمكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مطالبة صريحة لقوات القذافي بوقف تقدمها نحو بنغازي، والانسحاب من مدن مصراتة والزاوية وأجدابيا.
كما توعد الرئيس الأميركي باراك أوباما العقيد القذافي بعمليات عسكرية إن لم يمتثل للقرار الأممي، وقال إن مخاوف تساور المجتمع الدولي من وقوع فظائع إن لم يوضع حد لنظام العقيد الليبي.