قائد الطوفان قائد الطوفان

تحليل: إسرائيل تصعد لتفشل المصالحة

غزة- شيماء مرزوق- الرسالة نت

أكد محللان سياسيان أن التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة ينصب في إطار تعكير وإفساد أجواء الحوار والمصالحة الفلسطينية, موضحين أن (إسرائيل) تحاول منع رئيس السلطة من دخول القطاع خشية مما وصفته بـ"شرعنه حكم حماس".

وأشار المحللان في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" إلى أن التصعيد يعد أحد الخيارات التي تستخدمها دولة الاحتلال لإفساد المصالحة الفلسطينية, مشددين على أن الانقسام يعطي مساحة واسعة للاحتلال للتفرد بالشعب الفلسطيني.

تخريب متعمد

من جهته, أكد الكاتب المحلل السياسي مؤمن بسيسو أن التصعيد الصهيوني الأخير ضد قطاع غزة يهدف الي تخريب متعمد الأجواء الميدانية بهدف إحباط أجواء المصالحة والتوافق الوطني التي سادت بعد استجابة محمود عباس لمبادرة إسماعيل هنية لزيارة غزة.

وكان رئيس سلطة فتح محمود عباس أعلن في وقت سابق نيته زيارة قطاع غزة, بعد أن دعاه رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية لزيارة غزة للبدء في المصالحة الفلسطينية.

واعتبر بسيسو في حديث لـ"لرسالة نت" أن الخطر الحقيقي أمام المصالحة يكمن في الطرف الاسرائيلي المتربص بالفلسطينيين والذي أعلن عن موقفه الرافض للمصالحة اكثر من مرة.

وقال بسيسو ان كل الخيارات مفتوحة امام العدو الصهيوني في هذا الجانب لمنع عباس من زيارة غزة, مضيفا ان اسرائيل ستستغل كل الوسائل المتاحة امامها لمنع اتمام المصالحة عن طريق التصعيد العسكري, او منعه من دخول غزة, وقد تلجأ للطرف الاميركي والأوربي للضغط عليه لمنعه من المصالحة.

وكانت مصادر إسرائيلية ذكرت أنّ نتنياهو يجري اتصالات مع الإدارة الأمريكية والدول المؤثرة في الاتحاد الأوروبي للضغط على رئيس سلطة فتح، محمود عباس، وثنيه عما أعلنه بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال مصدر مقرب من نتنياهو إن عملنا سيكون في المستوى الدبلوماسي،حيث سنطالب المجتمع الدولي أن يوضح للفلسطينيين أن تشكيل حكومة وحدة مع حماس، هو دليل على عدم الرغبة في استمرار عملية السلام، كما قالت المصادر.

وحمل نتنياهو بشدة على السلطة الفلسطينيّة قائلاً "إنّها تعمل الآن على المصالحة مع حماس وإدخالها في الحكومة الجديدة، وهي الحركة التي تعمل بكل ما أوتيت من قوة من أجل القضاء على الدولة العبريّة".

رفض للمصالحة

من جانبه قال هاني حبيب المحلل السياسي لـ"لرسالة نت" : "الانقسام الذي تم بين الفلسطينيين بمثابة هدية كبرى لـ(إسرائيل) وهي معنية بالمحافظة على استمرارية الوضع الراهن".

وأكد حبيب أن الخريطة السياسة الفلسطينية القائمة تعزز مواقف (اسرائيل) في المفاوضات وفي مواجهة المقاومة, مشيرا إلي أن محاولات انجاز ملف المصالحة لن تكون مرضية لـ(إسرائيل) والتي ستقوم بكل شيء من عمليات عسكرية واغتيالات وتصعيد ميداني لمنع التقدم في اتجاه المصالحة.

وأشار إلى أن (إسرائيل) تعتبر زيارة عباس لقطاع غزة "شرعنة لسلطة حماس في قطاع غزة", الأمر الذي يضعف الموقف الإسرائيلي في المحافل الدبلوماسية الدولية حيث تحاول (إسرائيل) ترويج إلصاق تهمة الإرهاب بالحكومة الفلسطينية التي يرأسها إسماعيل في قطاع غزة"

وكان خمسة فلسطينيين بينهم طفل وثلاثة رجال امن اصيبوا بشظايا قذائف اسرائيلية استهدفت صباح أمس السبت مسجداً ومنزلاً وحقوق زراعية على امتداد الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بعدما قصفت المقاومة الفلسطينية بوابل من قذائف الهاون معبر صوفا ومناطق مفتوحة في النقب الغربي.

كما قصفت مدفعية الاحتلال في وقت سابق منزلاً في شرق خان يونس وحقول زراعية في شرق رفح دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.وفي السياق ذاته، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أنها قصفت عدد من المواقع العسكرية الصهيونية بعشرات قذائف الهاون .

تكامل اعلامي

وتكاملت وسائل الإعلام الإسرائيلية مع الهجمة ضد قطاع غزة التي يشنها الجيش الإسرائيلي لتتناقل سخط أعضاء الكنيست من رد المقاومة ,الأمر الذي وصفه المحللون السياسيون بـ"محاولة لإكمال المشهد التصعيدي لمنع المصالحة والوحدة الوطنية"

ونقلت صحيفة "يديعوت احرنوت" على لسان عضو الكنيست دانيئل بن سيمون القول: "الهجمة الشرسة على منطقة الجنوب، هذه الهجمة المُتطرفة من شأنها أن تشعل لهيب النار من جديد في تلك المنقطة".

 بينما دعا النائب اليميني المتطرف داني دانون حكومة بنيامين نتنياهو للرد بقوة على هذه الهجمات ,حيث قال:"يبدو أن سكوتنا عن عملية ايتمار جر المزيد من العمليات والهجمات، علينا أن نتحدث مع حركة حماس باللغة التي تفهم".

البث المباشر