قائمة الموقع

مقال: لشباب المبادرة , احذروا التجيير

2011-03-20T09:23:00+02:00

بقلم أ.  سناء زقوت

قاد الشباب الواعي الثورة المصرية التي أطاحت بالنظام الفاسد والذي استمر لثلاثين عاما أهدرت فيها حقوق العباد والبلاد , وانفسهم قادوا ثورة تونس وليبيا لتحقق نفس المكتسب والذي أصبح مطلبا ستنادى به كل الشعوب العربية التي ملت هذا الركود في مستنقع الصمت الذي لم يجلب لهم الا مزيدا من الإذلال وضياع الكرامة والتي ضجت بانصياع تلك الأنظمة لاملاءات غربية وصهيونية استعمارية .

وإننا نقرأ كما قرأ العالم أن غزة هي التي صدرت ذلك النصر وتلك الروح الجريئة الحرة والعقلية الناضجة الثاقبة الى تلك الشعوب والى هؤلاء الشباب , فالثورة الأولى قد كانت عام 2006 حين لفظت جماهير الشارع الفلسطيني بأطيافه الاجتماعية والثقافية والسياسية السلطة الفلسطينية بمشروعها التسووى الذي استمر ينخر في جسد القضية الفلسطينية لأكثر من خمسة عشر عاما .

فيتكالب العالم ويجمع على إنهاء تلك الثورة طمعا في إعادة أوسلو وزميلاتها لسدة الحكم في غزة وتحسبا من خطر الحركات الإسلامية والتي لن تتعاطى مع المشروع السلمي التعاطي الذي يريدوه اذا ما تقلدوا زمام الأمور بها , فيلاحقوها تارة بالحرب وأخرى  بالحصار وإغلاق المعابر , فتختار جحافل عباس في ظل هذه الهجمة الضفة الغربية المحتلة لتكن لها مقرا تتساوق فيه مع الاحتلال في جملة من التنسيقات والترتيبات الأمنية والحدودية , بل وانجرت لتراهن على الكثير من الثوابت الوطنية كما أثبتت الوثائق السرية التي كشفتها بعض الفضائيات المستقلة ليستقيل على إثرها عريقات لتتأكد تلك الحقائق والمعلومات .

اليوم قد أدى شبابنا وجذوة تغييرنا وصلاحنا القادم أدى دعوة إلى رفض الانقسام والتظاهر ضده في غزة والضفة , وقد لبى الجميع في غزة تلك التظاهرة والتي تنظمها المبادرة الشبابية , وانضم اليها وجوه من قيادات حماس والفصائل الفلسطينية والحكومة الشرعية لتشاطرهم ذات النداء , وسمحت لها الأجهزة الأمنية في غزة  بالتظاهر وإعلاء صوتها بما تريد وقد سمعنا كل النداءات التي تصدع بإنهاء الانقسام وإنهاء أوسلو وإنهاء كل التعسفات  التي تحدث على أرض الضفة ضد أبناء شعبنا من قتل واعتقالات وإخماد واضح لأي صوت يرفضهم أو حتى لا يلبيهم خيار التنسيق , وفي ظل تلك الأحداث يعلن رئيس الوزراء إسماعيل هنية عن مبادرته التي تدعو أبو مازن إلى طاولة المصالحة الجدية على أي ارض يشاء , فيخرج الأحمد من رام الله ليصرح انه ليس معنيا بتلك المبادرة وإنما معنيا بهذا الحراك في غزة , وقد صرح مصدر مسئول في هذا الإطار ان السلطة قد دفعت مليون دولار لأجل حرف أي حراك شعبي عن بوصلته الحقيقية ولكنه فشل , وهذا ما حدث في ذلك اليوم . فالمبادرة في ذاتها دعوة شبابية تريد التغيير الأمثل بإنهاء حالة الانقسام وإنهاء مشروع التسوية ووقف تجاوزات سلطة عباس في الضفة , وطالما أن المطلب الرئيس هو إنهاء الانقسام وحكومة غزة تبسط يدها لهذا المطلب وعلى الفور تتبناه بأكثر جدية حين تعلن جاهزيتها لإجراء المصالحة والجلوس على أي طاولة يشاءها عباس , فيعلن عزام رفض المبادرة فهو ليس معنيا بها الان ... إذن بماذا هو معني ؟! فهو يرفض الموافقة على مطلبه الذي طلب .. فقد طلب حل الانقسام  وحين تتجاوب حكومة حماس وتربط جرحها النازف في الضفة وترحب بالمصالحة بل وتدعوه الى اجتماع عاجل فيرفضها , إذن الأحمد وسلطة رام الله كما صرحوا لم يكن إنهاء الانقسام مطلبا حقيقيا لهم ولم يكن دس عناصرهم بين شباب المبادرة الا لمصلحة تتساوق مع جملة الممارسات اللا شرعية والتي انتهجتها فتح في الضفة لأجل قتل مشروع التحرير والمقاومة , وما يحدث ما هو الا تجير للمواقف وحرف لبوصلة ذلك الحراك الشعبي العادل في مطلبه عن وجهته الحقيقية واستغلاله لإشاعة الفوضى وإحلال حالة الفلتان في غزة , لتحقق فتح مآربها التي لم ينس ذلك الشاب الفلسطيني بعد وطأة ذلك الفلتان الذي ارتكبت فيه فتح وأجهزة عباس ودحلان أبشع الجرائم والممارسات من إعدام لائمة المساجد وأعيان ومثقفي البلاد واعتداء صارخ على حرمات وكرامة هذا الشعب .

فلشباب المبادرة ورواد الفيس بوك وأخواتها نقول " إن التاريخ لم يمضي بنا بعيدا عن تلك المحطات الأليمة " , وان استغلالكم لصالح العودة الى حال مواز لما يحدث في الضفة الان لهو أمر مؤسف ولن ترتضيه تلك العقلية الناضجة والروح الأبية التي روتها أعينكم الصادقة .

والذي نراه بأن تلك اليد الطاهرة والنداءات العادلة التي صدحتم بها في ساحات غزة يجب أن تحفظ من الاستغلال والتجيير لصالح مشروع يتساوق مع الاحتلال .

 

اخبار ذات صلة