ردود افعال ..قرار عباس اعلان صريح بفشل نهج المفاوضات

قطاع غزة  - وكالات

 

وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خطاب محمود عباس بأنه "بمثابة إعلان صريح وواضح لفشل برنامج  ونهج التسوية ووصوله إلى طريق مسدود، وهو ما أكدته حركة "حماس" باستمرار".

 

وأكدت الحركة، في بيان لها أن "المطلوب الآن هو تغيير النهج السياسي الفاشل الذي قاده وما زال محمود عباس وفريق التسوية، وعدم الإصرار على هذا النهج المدمر لشعبنا ولقضيتنا الوطنية"، مبينةً أن "مواجهة حالة الانحياز الأمريكي الصارخ لـ"إسرائيل" على حساب حقوقنا الوطنية يتطلب الذهاب إلى إعادة بناء الموقف الوطني بناء على اعتباراتنا ومصالحنا الوطنية، وليس بناء على شروط "الرباعية الدولية" وإملاءات الصهاينة".

 

وشددت "حماس" على أن "المسؤولية الوطنية تتطلب مصارحة الشعب الفلسطيني بأن خيار التسوية تمخض عن سراب ووهم كبيرين"، داعية إلى عدم إضاعة المزيد من الوقت وراءه، وإلى "إعادة الاعتبار لخيار المقاومة والصمود، والتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، ووقف كل أشكال التعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال، ووقف ملاحقة أجهزة عباس الأمنية للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وإعادة بناء "منظمة التحرير الفلسطينية" حسب ما تم التوافق عليه في حوارات القاهرة، وإيجاد مرجعية وطنية تمثل كل القوى والفصائل الفلسطينية تكون معنية بإدارة القرار الفلسطيني ورعاية المصالح العليا لشعبنا".

 

وأوضحت "حماس" أنه "ليست القضية المهمة أن يترشح محمود عباس أو لا يترشح للانتخابات الرئاسية، فهذا شأن يخصه، القضية كانت وستبقى أهم من كل الأشخاص والقيادات".

 

وفي ظل هذه الأوضاع طالبت الحركة في بيانها "محمود عباس والإخوة في حركة (فتح)" بـ"التوجه الصادق نحو إعادة بناء البيت الفلسطيني وترتيبه، وإنجاح المصالحة الوطنية، وعدم وضع العقبات أمامها، والذهاب إلى انتخابات في إطار التوافق الوطني الفلسطيني وليس بقرار فردي من عباس؛ بحيث تكون هذه الانتخابات جزءًا من عملية المصالحة وليست بديلاً عنها.

 

 

من جهته عزا الدكتور ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في الخارج قرار رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس عدم الترشح للانتخابات القادمة، إلى أن برنامجه فشل ولم ينجح، وأنه وصل إلى قناعة بأن مسار التسوية وصل إلى طريق مسدود.

 

وقال الطاهر في مقابلةٍ على فضائية "الجزيرة": "إنه على ضوء الوقائع الحسية والملموسة التي أفرزتها تجربة أبو مازن، فقد قرَّر عدم ترشيح نفسه مرة أخرى؛ لأنه أدرك أخيرًا أن "إسرائيل" لا تريد تسوية، بل تصفية القضية الفلسطينية بتأييد وانحياز واضح من قِبَل الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الأمر هو ذاته الذي وصل إليه الشهيد ياسر عرفات في (كامب ديفيد)".

 

وأضاف الطاهر أن عباس كان واضحًا في خطابه عندما قال إنه كان يؤمن بإمكانية نجاح عملية السلام والتسوية السياسية، وهذا الموضوع يعبِّر عنه الرئيس أبو مازن منذ توقيع اتفاقيات "أوسلو" منذ 16 عامًا ولا يزال يعلنه بجرأة ووضوح.

 

وأشار الطاهر إلى أن "الجبهة الشعبية" منذ أن تم توقيع اتفاقيات "أوسلو" أكدت أن هذا الطريق لن يؤديَ إلى انتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية، وأنه لا يوجد عملية تسوية في ضوء موازين القوى القائمة، بل يوجد عملية تصفية للقضية الفلسطينية، وأن "إسرائيل" لا تريد السلام، والولايات المتحدة ليست مرجعية نزيهة ومحايدة وموضوعية، بل هي طرف يقف ضد المصالح الفلسطينية.

 

وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمد نزال إن خطاب رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس كان خطابًا غامضًا، وليس مطمئنًا، وغير مقنع، مؤكدًا أن الأيام ستكشف حقيقة قراره عدم خوض الانتخابات.

 

وأضاف نزال في تصريحٍ لفضائية "القدس" (5-11): "ليست المرة الأولى التي يهدِّد فيها عباس بالاستقالة؛ فقد هدَّد قبل خمس سنوات بالاستقالة، ودائمًا ما يطرحها كنوع من التهديد".

 

وحول ما ساقه عباس من اتهامات لحركة "حماس"، ردَّ قائلاً: "إن إستراتيجية عباس هي التي أوصلتنا إلى طريق مسدود وأفشلت كل الطرق للوصول إلى المصالحة، رغم أننا لا نزال نسعى إلى تحقيقها".

 

وحول قول عباس إنه رأيه كان صائبًا عندما أجَّل "تقرير غولدستون"، أكد نزال أن عباس هو من طلب من مندوبه سحب التقرير، ولكنه اضطر إلى إعادة عرضه على "مجلس حقوق الإنسان" بعد تعرُّضه للضغط الشديد وقيام الدنيا كلها عليه.

 

وكان محمود عباس رئيس السلطة المنتهية ولايته اعلن أنه أبلغ اللجنتَيْن التنفيذية لـ"منظمة التحرير" والمركزية لحركة "فتح" رغبته في عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكنه ترك الباب مفتوحًا للعدول عن ذلك؛ الأمر الذي اعتبره بعض المراقبين لا يعدو عن كونه مسرحية جديدة.

 

وقال عباس في خطاٍب مقتضبٍ: "لقد أبلغت الإخوة في اللجنتَيْن التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، والمركزية لحركة "فتح"، عدم رغبتي في ترشيح نفسي لانتخابات الرئاسة القادمة".

 

البث المباشر