يوجد عدد منها في القطاع

غزيون يتغلبون على حصار البحر بالاستزراع السمكي

غزة- لميس الهمص

حاول غزيون التغلب على الحصار البحري الذي تفرضه قوات الاحتلال على الصيادين ومنعهم من الاصطياد في البحر بإنشاء عدد من مزارع الأسماك التي انتشرت في الآونة الأخيرة بهدف سد العجز الموجود في السوق والحد من ارتفاع أسعارها .

*الأول المالح

الدكتور رياض شاهين صاحب مشروع استزراع سمكي تحدث "للرسالة" نت"  أن فكرة استزراع الأسماك تساهم في التنمية في المجتمع كما أن دولا كبرى تعتمد هذا النظام وتدعمه .

وذكر أن بداية الفكرة جاءت بتقديم مقترح لبعض الجهات الخيرية إلا أنها لم تتجاوب مع الفكرة فبدأ التنفيذ مع شركاء محليين لحل الكثير من الإشكاليات الموجودة في قطاع غزة كالتغلب على الحصار البحري والصعوبات التي يواجهها الصيادين .

وبين أن المشروع الذي يقع على بحر الزوايدة ولا يبعد عن ساحل البحر سوى خمسين مترا جاء بعدما لمس القائمون عليه نقصا في الأسماك خاصة أنه لم يفكر أحد باستزراع السمك في مياه البحر فكل المشاريع التي نفذت كانت في مياه عذبة، موضحا أن مثل هذه المشاريع تعتبر داخل الدول من الأسرار كونها تعتبر مشاريع قومية .

ويقوم الاستزراع السمكي على تربية الأسماك تحت ظروف وشروط معينة بشكل يتيح لها النمو والتكاثر ثم حصادها بعد فترة زمنية بطريقة علمية ومنظمة تحقق أقصى عائد وبأقل التكاليف من الوحدة المساحية وتحافظ على استدامة واستمرارية الإنتاج موسم بعد آخر.

وذكر شاهين أنه بدأ اتصالات بمكاتب استشارية خارجية وبخبراء في هذا المجال وبوزارة الزراعة فلاقى تشجيعا من وزير الزراعة وهيئة الثروة السمكية ، ومن ثم  باشر بدراسة الجدوى على أسس علمية صحيحة حتى يتم التأكد من الجدوى الاقتصادية للمشروع .

وأوضح أن المشروع خضع للدراسة لمدة شهرين ودخل حيز التنفيذ بعد ذلك على أرض الواقع بتكلفة 130 ألف دولار ، مبينا أن المشروع يجلب بذور الدنيس من مصر بواقع 34 ألف سمكة تبقى لمدة عام حتى تصبح صالحة للتسويق.

**نفس الطعم

ولا تقل جودة السمك المستزرع عن سمك البحار كما يؤكد شاهين كونه يوضع في ذات الظروف وفي مياه مالحة أي أن الطعم لن يتغير بل أن الاهتمام الخاص والرعاية سيجعله أجود .

ويذكر خبراء أن أهمية الاستزراع تصب في الأساس لمصلحة المستهلك، وتؤدي إلى نزول الأسعار، فقد يصل إلى اقل من نصف هذا السعر في الأسماك المستزرعة، كما أنها فرصة للاستثمار وتزويد السوق بأسماك طازجة، حيث جاءت هذه التقنية لتلبية الطلب المتنامي على الأسماك من قبل المستهلكين، لأن الكميات المتوافرة من الأسماك، من الأنهار والبحار على السواء، بدأت في التراجع بسبب عمليات الصيد، ونسبة الصيد الحالية اقل بكثير مما كانت عليه منذ عشر سنوات.

وذكر شاهين أن المشروع استعان بخبراء من خارج فلسطين واستخدم تقنيات عالية وحديثة في تربية الأسماء وخضع لأحدث الأسس العلمية التي تطبق بأرقى الدول .

وبين أنهم بدئوا بالعمل على أصعب أنواع الأسماك ليشمل بعد ذلك المشروع العديد من الأصناف الأخرى.

وأشار إلى أن من أهم المعوقات التي واجهتهم هو الحصار الذي منع دخول العديد من المواد اللازمة للمشروع علاوة على عدم وجود خبراء مختصين في هذا المجال في الداخل .

وحول الدعم المادي للمشروع قال شاهين: "للأسف كل اعتمادنا المادي بالرغم من التكلفة الباهظة هو ذاتي حتى أننا لم نعف من أية رسوم عند التقديم للأوراق الرسمية .وبين أنهم يعملون على تدريب كوادر عن طريق بعض المكاتب الاستشارية وإلقاء بعض المحاضرات للاستفادة منهم في تربية الأسماء والحفاظ عليها.

*تقبل للفكرة

من جانبه ذكر إياد العطار مدير مشروع الاستزراع السمكي بمدينة أصداء أن المشروع جاء للحاجة الماسة للأسماك في القطاع بسبب الحصار البحري وملاحقة الصيادين من قبل قوات الاحتلال، مبينا أن مشروعه جاء بعد دراسة وسؤال للخبراء .

وتحدث أن المشروع بدأ في عام 2007 وحقق نجاحا كبيرا فأصبح ينتج نصف مليون بذرة سمك و30 طنا من الأسماك سنويا .

وبين أن المشروع في بداية الأمر لم يقنع المواطنين لشراء أسماك البرك لكن بعد التجربة أصبح إقبال المواطنين والمطاعم والفنادق كبيرا فأصبح يبيع 3 آلاف كيلو ، منوها إلى أن الأسماك التي يتم إنتاجها هي  من نوعي البوري والبلطي بحيث ينتج 3 أصناف من كل نوع.

وتبين دراسات أن الأسماك المستزرعة تعتبر أكثر فائدة وجودة من الأسماك العادية وذلك لكون الغذاء المقدم لها يكون بطريقة مدروسة تراعي توفير جميع المواد المناسبة لها واحتياجاتها الغذائية على عكس ما هو متوافر للأسماك العادية والتي قد تحصل على مناطق جيدة للرعي فيها وقد تكون في مناطق أقل جودة.

وذكر العطار أن المشروع أفاد في تشغيل الأيدي العاملة كما أنه يدر أرباحا بمقدار 50 % بالرغم من الحصار الموجود ، مشيرا إلى دورات أخضع لها العاملين في المشروع لضمان استمراريته.

وأشار إلى أن الوقت الذي يستهلكه السمك للنضوج يختلف من نوع إلى آخر فبينما يستغرق البلطي ثمانية أشهر يحتاج البوري لأربعة عشر شهرا لكي يصبح صالحا للتسويق .

وقال أن هناك خططا لتسويق الإنتاج في كل المحافظات من خلال إيجاد معارض زجاجية تعرض فيها الأسماك حية للزبائن ، إلا أن ذلك يحتاج لبعض الوقت لتنفيذه بسبب التكلفة والحصار ، مشددا على أن الحصار يعيق التقدم في المشروع لمنعه مواد البناء والأدوية البيطرية من الوصول للقطاع، بالإضافة للانقطاع المتكرر في الكهرباء وهذا ما يزيد من تكلفة المشروع العالية بالأساس.

*تسهيلات

الثروة السمكية بوزارة الزراعة ذكرت على لسان مديرها المهندس عادل عوض الله أن تلك المشاريع تساهم بسد جزء بسيط من احتياجات القطاع من الأسماك.

وبين "للرسالة نت " أن الوزارة تشرف على تلك المشاريع فلا ينفذ أي مشروع إلى بعد تسليم مخططاته الهندسية للثروة السمكية علاوة على توضيح مواد البناء المستخدمة وترخيص من سلطة البيئة وسلطة المياه، موضحا أن ذلك يأتي لضمان أن المشروع غير مضر والبئر القائم عليه مرخص.

وأشار إلى أن الوزارة تساعد في تصميم المشروع كما أنها تبيع البذور من محطة التفريخ بأسعار رمزية للمزارع.

وذكر عطا الله أن خطط الوزارة المستقبلية تسير صوب إدخال أصناف جديدة من الأسماك وإخضاعها للتجربة قبل البدء بتوزيعها على المزارعين بحيث تصبح لدى محطات الاستزراع السمكي المكثف كافة الأنواع التي تحتاجها السوق المحلية.

وأشار إلى أن الوزارة تحاول جاهدة التغلب على الحصار وتأثيراته السلبية على قطاع الأسماك من خلال توفير المواد الخام من السوق المحلي لإيصال رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني قادر على الحياة وقهر الاحتلال.

 

 

البث المباشر