الطرفان أرادا تغيير قوانين اللعب

اتصالات بين "إسرائيل" وحماس لخفض التوتر

القدس المحتلة – الرسالة نت

كشفت مصادر سياسية إسرائيلية، ، عن اتصالات مكثفة جرت الليلة قبل الماضية بين (إسرائيل) وحكومة حماس في قطاع غزة عبر طرف ثالث، أدت إلى انخفاض التوتر وأوقفت عملية قصف مكثف كان الجيش الإسرائيلي قد تلقى الأوامر لتنفيذها.

ولم تعرف هذه المصادر من هو الطرف الثالث الذي أجرى الاتصالات بين (إسرائيل) وحماس، والتقديرات تتحدث عن مصر أو تركيا.

وذكرت المصادر الإسرائيلية المشار إليها أعلاه، أن نتنياهو كان قد أقنع الجيش بضرورة تصعيد الضربات لغزة ردا على القصف المكثف للصواريخ الفلسطينية، خصوصا بعد عملية القدس.

وقال في اجتماع طارئ مع قادة الجيش والمخابرات، إن سكوت (إسرائيل) عن التصعيد الفلسطيني يعني وضع قواعد جديدة للعبة مع حماس، فهي إذا لم تتلق ردا قاسيا وقاصما، ستعتاد على تصعيد قصفها الصاروخي وستعود إلى العمليات التفجيرية في القدس و(تل أبيب) وغيرهما.

ولكن في هذه الأثناء تلقى نتنياهو رسالة حماس القائلة إنها ليست معنية بالتصعيد وإنها تريد الاستمرار في الحفاظ على التهدئة القائمة بين الطرفين.

وكانت الإدارة الأميركية، أيضا قد توجهت لـ(إسرائيل) بطلب ضبط النفس ومنع تدهور المنطقة إلى صدام حربي. وكذلك فعلت مصر ودول أوروبية كثيرة.

وبناء على تراكمت هذه المواقف، خفض الجيش الإسرائيلي من درجة تأهبه. وقرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، السفر إلى موسكو، في لزيارة التي كان قد ألغاها بعد ظهر أول من أمس بسبب "ضرورة متابعة التطورات وإدارة المعركة للرد على العمليات الفلسطينية".

ولكي يكسب الوقت، دعا إلى اجتماع طارئ عقده في مطار اللد قبيل سفره إلى موسكو بساعة واحدة، حضره وزير الحرب، إيهود باراك، الذي كان قادماً من زيارة للولايات المتحدة.

وقرر المجتمعون تخفيض مستوى القصف على قطاع غزة، "مع الحفاظ على اليقظة والرد بقسوة وفورا على كل إطلاق للصواريخ ومراقبة الوضع وتصفية كل خلية فلسطينية تحاول قصف صاروخ".

والتزم الطرفان، أمس، بهذا التفاهم، ولكن وقف النار لم يتحقق بالكامل. فقد واصلت (إسرائيل) غاراتها وواصل الفلسطينيون إطلاق قذائفهم وصواريخهم. واللافت أن هذا التراشق لم يوقع إصابات بين المواطنين.

واعتبر البروفسور بوعز غنور، مدير معهد مكافحة الإرهاب في الكلية الجامعية متعددة المجالات في هرتسليا، ما جرى قائلا: «في حماس رأوا أن الوضع الإسرائيلي في المجتمع الدولي يتدهور والعالم العربي يغلي و(إسرائيل) لا تعرف كيف تتصرف إزاء التغيرات، وأن هذه هي فرصتهم لتغيير قواعد اللعب. فهم يريدون أن يرفعوا سقف قصفهم الصاروخي ويعتقدون أن (إسرائيل) لن تستطيع الرد بالعملة نفسها. ولذلك قرروا التصعيد».

ويضيف غنور: «من جهتها، لا تستطيع (إسرائيل) السماح بأي تراجع في توازن القوى. لذلك، رأينا رئيس الوزراء (نتنياهو)، يصر على الرد الفوري وبشكل واسع، لدرجة أن الجيش طلب التروي وعدم اتخاذ قرار متسرع بالخروج إلى حرب".

البث المباشر