د. فايز أبو شمالة
لا ترحموا عربياً، دوسوا على أنوفهم، إنهم الجرذان كما قال عنهم معمر قذافي، وإنهم حشرات في زجاجة كما قال عنهم الحاخام اليهودي "عوباديا يوسف"، وإنهم الجواسيس كما قال عنهم بشار الأسد، وهم المخربون كما وصفهم على صالح، وهم المتطرفون كما يصفهم حاكم الأردن، وهم الغوغائيون كما قال عنهم حسني مبارك، وهم الرعاع كما وصفهم بن علي، وهم الطائفيون كما يحسبهم حاكم البحرين، إنهم العرب الأذلاء الجبناء الأغبياء الضعفاء المختلفون المتخلفون الإرهابيون التائهون المهزومون القذرون من وجهة نظر اليهودي، وكما يراهم الحاكم العربي الذي يدوس بحذاء إسرائيل على جبين الكرامة العربية.
إنه الشعب العربي الذي أغرقوه في القطرية على حساب الأمة الواحدة، وجعلوا كل مواطن يصدق أكذوبة حاكمه، ويصفق لأفعاله، دون أن يسأل عن أسباب انعزاله عن أخيه العربي في القطر الآخر، إنه الشعب العربي الذي ضللوه ليصادق الإسرائيلي ويعادي أخيه العربي دون أن يسأل نفسه، لمصلحة من التعاون مع إسرائيل؟ وما خطورة التنسيق الأمني مع إسرائيل؟ ولماذا نتفاوض، ونتصالح مع إسرائيل؟ ولماذا نحمل سيوفنا لنقطع رأس أخينا الذي صار في عرف حكامنا هو الدخيل؟.
عشرات السنين العجاف، والشعب العربي يستعطف أمريكا أن تولي عليه الحاكم الصالح، ولكن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية تصر أن توظيف عليه الحاكم الأكثر وفاء للصهاينة، والأكثر إخلاصاً لإسرائيل، وما على الشعب العربي إلا التصفيق، والهتاف بحياة الحاكم الذي يرفع علناً شعار تحرير فلسطين، ويحارب سراً كل مقاومٍ للغاصبين.
اليوم جاء الحساب، وتنفس الحق، وبزغ الفجر، وذاب الثلج، وانجلى الصبح، لتصدح الجماهير العربية من الخليج إلى المحيط: الشعب يريد إسقاط النظام، كل النظام العربي دون استثناء، كل السلاطين وكل المماليك، وكل الزعماء الوهميين، وكل القادة المخادعين، وكل المسئولين غير المسئولين، والرؤساء والمرءوسين، والأمراء والإجراء، وكل من سار في فلكهم من شخصيات عرجاء عوجاء خرقاء.
اليوم يقرض الجرذان العرب أبراج حكامهم، ويقوضون أسوارهم، ويستردون آدميتهم التي قوضها الحاكم المستأجر، إنهم يزحفون لكسر الزجاجات التي حشر فيها الحاخام "عوباديا يوسف" العرب، واعتقد أنهم حشرات في زجاجة بلا تاريخ، وبلا حضارة، وبلا معتقد يفنّد معتقده، ويقارع باطله، ويقضي على أكذوبته عن أرض الميعاد