قائمة الموقع

مقال: انزلوا عند رغبات شعوبكم

2011-03-28T08:45:00+02:00

لازال بعض الزعماء العرب لم يفهم الدرس، ولم تصله بعد العبرة ولم يتحرك من تلقاء نفسه لتحقيق مطالب شعبه ويصر على عناده ويمارس نوعا من خداع النفس وهو يعلم أن الأوضاع الداخلية متفجرة ويرفض التحرك في الاتجاه الصحيح ويمارس القتل عبر أجهزته الأمنية المختلفة تارة بلباس مدني وتارة على المكشوف، ويمعن في القتل والتغول ويزداد الشعب إصرارا وتصميما على المضي في نيل كرامته وحريته وأمنه.

الغريب أن الزعماء العرب يمارسون الكذب ويختلقون الروايات الكاذبة عن مجموعات وهمية خارجة عن القانون في سيناريو متكرر وكأنهم يحفظون عن ظهر قلب أكاذيب مفبركة يريدون من خلالها خداع الرأي العام المحلي والعربي والدولي، وكان الأمر عبارة عن سيناريو موحد فيخرجون صورا لأموال سواء دولارات أو أسلحة ومسدسات وأوراق وكأن شركات العلاقات العامة التي تخطط لهم لا تملك إلا هذا السيناريو المضحك المبكي.

الدماء لا زالت تراق في ليبيا على أيدي سفاحها ومرتزقته من الأفارقة, والشهداء باتوا بلا عدد أو إحصاء من كثرتهم حتى جزء من الجرحى يتلقون العلاج في الدول المجاورة ويحرص أن تظهر ملامح وجهه على وسائل الإعلام خوفا من بطش وإرهاب القذافي وزبانيته.

يوم الجمعة كان داميا في الأردن شهداء وجرحى رغم أن مطالب الشعب الأردني ليست بكبيرة, هم يطالبون فقط بإنهاء تسلط جهاز المخابرات على الحياة العامة والخاصة، والجميع يعلم مدى الانحطاط الذي وصلت إليه أجهزة المخابرات العربية وسمعتها بين شعوبها والشعب الفلسطيني في الدرك الأسفل، وكم عانينا من المخابرات الأردنية والتي لا يدخل فلسطيني إلى المملكة إلا ويعاني كثيرا من المقابلات والتهديدات والبذاءات اللفظية والفعلية التي تنم عن سوء خلق وعقيدة فاسدة، والأردنيون أكثر معاناة، وسبقتهم المخابرات المصرية وامن الدولة، واليوم يبدو أن أجهزة مخابرات الإمارات العربية تقوم بنفس الدور للمخابرات الأردنية والمصرية.

دول عربية أخرى اليوم تعيش أياما سود على أيدي أنظمتها التي لم تتعلم بعد درس تونس ومصر ولم تستفد من سيل الدماء في ليبيا واليمن الغارقتين في دماء مواطنيها، وبات المواطن فيها على وشك الغرق في دمه نتيجة إرهاب أجهزة الأمن, وكانت مدنا فيها أول السيل كما كانت سيدي بوزيد والسويس وبنغازي وصنعاء وغيرها من المدن العربية التي تشتعل نارا بسبب غباء رؤسائها ودكتاتوريتهم وإرهابهم.

والسؤال ماذا ينتظر هؤلاء أن تثور كل مدنهم وتتحول شوارعها إلى بحر من الدماء، وماذا ستكون النتيجة، بقاء سلطة وتسلط، أم تغيير وفق إرادة الشعوب، أم يعتقد هؤلاء أنهم ( نواب الله على الأرض) ولا يسألون عما يفعلون، وان الجميع خلقوا من أجلهم يأكلون ويشربون ويخدمون سلطانهم ومن يفتح فمه إما يقتل أو يسجن أو يطارد في أصقاع الأرض.

لقد انتهى زمن العبودية وانتهى زمن الحكم الجبري، فهؤلاء ليسوا سلاطين لا يجوز الخروج عليهم، بل الخروج على سلاطين العرب بات من مستلزمات الدين والشرع؛ لأنهم فقدوا الحكمة، وباتوا سبب التخلف والتبعية والانحلال والفساد، فكان واجبا على كل واحد في المجتمعات العربية أن يعمل على تغييرهم فهم المنكر، هذا المُنكر اليوم يجب أن لا يُنكر بالقلب أو اللسان بل يجب أن يزال باليد.

يا من تبقى من زعماء العرب من يثور شعبه أو سيثور، أدركوا الحقيقة وارحلوا بكرم وشرف ولا توغلوا في أعراض شعوبكم ودمائهم، فلم يعد الخوف له مكان، ولا التراجع عن الثورة قائم، والشعوب ماضية في طريقها وسيزول سلطانكم وسلطتكم، فلماذا لا تعطوا شعبوكم ما تريد بمحض إرادتكم طالما انه آت رغم أنفكم وعنجهيتكم.

اخبار ذات صلة