غزة- مها شهوان-الرسالة نت
احتضنت كنيسة القديس بيرفيروس هلال مسجد كاتب ولاية منذ اكثر من 700 عام في حي الزيتون الشعبي.
عبر درج رخامي نزلت "الرسالة نت" الى رواق الكنيسة بصحبة كامل عياد مدير العلاقات العامة فيها للتعرف على معالمها الذي أخبر الرسالة أن الكنيسة بدأ بناؤها منذ عام 402 م استغرق خمسة اعوام على مساحة تبلغ ما يقارب 216 متر مربع ، مضيفا أنها تتكون من رواق يجلس فيه المصلون والهيكل الخاص بالمطران، بالإضافة إلى مقبرة في الخارج تحوى جاثمين المسيحيين من الطائفة الأرثوذكسية.
يفصل هيكل الكنيسة عن قاعة المصلين حائط خشبي يسمى "الكونوسطاس" له ثلاث أبواب الأوسط لدخول الخوري والآخران لخدم الكنيسة، ويوجد داخل الهيكل "قدس الأقداس" يوضع عليه الإنجيل لإقامة الذبيحة غير الدموية من الخبز ويوزعها الخوري على المصلين ويسقيهم الكرمة "عصير العنب" .
عائلة مسلمة
والى جانب باب الهيكل يرقد قبر القديس برفيريوس محتويا على بعض من عظامه لان رفاته نقل بعد وفاته بعام واحد إلى مسقط رأسه اليونان ،وكذلك توجد عظمة من ساعده محفوظة في صندوق حديدي مزركش، حسب عياد.
وأشار بإصبعه إلى المغطس الحجري الموجود في الكنيسة قائلا :"يعمد الأطفال هنا عند ولادتهم داخله ضمن طقوس خاصة ليصبح الطفل مسيحيا".
المتجول داخل الكنيسة تدهشه الرسومات البيزنطية المرسومة على جدرانها بأيدي يونانيين مهرة ، بالإضافة إلى الأعمدة التي جاءت من قسطنطينية.
وبحسب عياد فإن لكل صورة مرسومة حكاية ترويها ملامحها كصورة القديس بيرفيريوس وملكة قسطنطينية افذوثكيسيا المعلقة أعلى الكنيسة .
وروى أن الكنسية سميت بهذا الاسم حينما جاء برفيريوس محاولا دخول غزة لمحاربة الوثنية ونشر دينه ، فطلب من عمدتها منحه المال لبناء كنيسة لكنه رفض لأن الوثنيين رشوه.
لجأ برفيريوس لملكة قسطنطينية "أفذوثيكسيا" لتمنحه المال بعد أن بشرها بأنها ستلد ولي العهد خاصة وأنها "عاقر" ، حينها وعدته في حال صدق ستمنحه المال حتى تحقق له ما يصبو اليه.
عاد القديس لغزة وبنى الكنيسة واسماها باسم الملكة تقديرا لها ، لكن بعد وفاته سميت باسمه تمجيدا لما قدمه للكنيسة.
وأثناء خروج "الرسالة نت" من الكنيسة لمحت سيدة تحتضن طفل صغيرا واخر يمسك بطرف ثوبها حتى اختفت ملامحهم عن الانظار حينما دخلوا بيتا في احد اركان الكنيسة ليتضح بعد ذلك أن عائلة مسلمة تدعى "قرمش" تسكن فيها منذ الهجرة.