قائمة الموقع

كيف يقرأ الصهاينة أحداث الشرق الأوسط؟

2011-03-29T15:14:00+02:00

الرسالة نت - وكالات

يتابع الخبراء الصهاينة باهتمام بالغ تطورات الأحداث والوقائع الجارية في منطقة الشرق الأوسط، وتشير المعطيات الجارية إلى أن الأحداث والتطورات سوف تظل تلقي بتداعياتها على كافة الحسابات الإستراتيجية والتكتيكية الصهيونية: كيف ينظر الصهاينة لأحداث منطقة الشرق الأوسط؟؟... وإلى أي مدى سوف تؤثر هذه الأحداث لجهة تشكيل إدراك الصهيوني جديد لجهة التعامل مع واقع المنطقة الذي أصبح أكثر تقلباً؟

أحداث الشرق الأوسط

سعت الأطراف الرسمية الصهيونية إلى التزام الصمت النسبي المحدود إزاء التطورات الشرق أوسطية الجارية حالياً على خلفية مفاعيل الاحتجاجات الشعبية الجارية في المنطقة إضافة إلى ما أفرزته هذه التغييرات في كل من تونس ومصر، وبرغم ذلك فقد سعى العديد من الخبراء الصهاينة إلى إبراز وجهات نظرهم عبر النوافذ الآتية:

أولاً :أجهزة  الإعلام والصحافة الصهيونية: ركزت على التقارير المكثفة التي ترصد الوقائع، مع القليل من التحليلات السياسية التي ركزت على المعطيات والأبعاد الشكلية، وكانت صحيفة هآرتس العبرية الأكثر نشاطاً لجهة إبراز تطورات المواقف والأحداث.

ثانياً: مراكز الدراسات الصهيونية: لم تسع مراكز الدراسات الصهيونية لجهة تقديم الأوراق التحليلية السياسية، واكتفت بتقديم القليل منها، وفي هذا الخصوص فقد برز كل من: مركز أورشليم، ومعهد دراسات الأمن القومي الصهيوني التابع لجامعة تل أبيب في تقديم بعض الأوراق البحثية المختصرة التي سعت إلى تخمين الملامح العامة للمرحلة القادمة في المنطقة.

هذا، ويلاحظ أن دور مراكز دراسات اللوبي الصهيوني وتحديداً في أمريكا (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومؤسسة جيمس تاون، ومعهد المسعى الأمريكي) وفي بريطانيا وأستراليا، كان الأكثر تركيزاً لجهة القيام بمحاولات التأثير من جهة على مواقف واشنطن، ومن الجهة الأخرى على الموقف الصهيوني، ومن جهة ثالثة لجهة التعامل الانتقائي مع الأحداث والتطورات الشرق أوسطية.

خارطة طريق نظرية الأمن الصهيوني: الأداء السلوكي الانتقائي

برغم عدم وجود المزيد من الخلافات في المقاربات التحليلية السياسية الصهيونية، فمن الممكن، أن نستعرض الآتي:

مقاربة المحلل السياسي الصهيوني يوسي ألفر: سعى يوسي ألفر لطرح مقاربته من خلال عدة تحليلات ركزت على توضيح المخاطر مع ضرورة السعي لجهة القيام بافتتاح المجال من أجل توسيع أفق الحل السياسي. وذلك بما يتضمن أن تسعى تل أبيب لجهة إعادة بناء الثقة مع السلطة الفلسطينية وزعيمها محمود عباس عن طريق الحد من توسيع الاستيطان وما شابه ذلك بما يؤدي بدوره إلى إعادة الطرف الفلسطيني لطاولة المفاوضات من جهة ومن الجهة الأخرى يقضي على أي احتمالات لأي مصالحة وطنية فلسطينية تجمع حركة حماس وحركة فتح ضمن إطار سياسي وطني فلسطيني موحد.

مقاربة المحلل العسكري الجنرال ميشيل هيرتزوغ: سعى ميشيل هيرتزوغ لطرح مقاربته من خلال التركيز على ثلاثة معطيات، هي:

ـ نموذج الحالة المصرية باعتبارها تشكل مؤشراً قوياً لاحتمالات ثلاثة هي: تدهور أمن جنوب دولة الكيان عبر شبه جزيرة سيناء ـ تدهور العلاقات التجارية المصرية الصهيونية ـ تدهور التنسيق الأمني والسياسي المصري الصهيوني.

معايرة السيناريو الإقليمي: وذلك على أساس اعتبارات ضرورة أن تسعى واشنطن إلى بذل كل الجهود الممكنة لجهة إدارة التغييرات الجارية بما يتيح احتواء مخاطرها بشكل مبكر. وذلك على أساس اعتبارات الفرضية القائلة بأن حسابات التكلفة والعائد تسير إلى أن المطلوب من واشنطن هو عدم التردد في تحمل التكاليف الحالية لتدخلها في المنطقة، وذلك لأن واشنطن إذا ترددت الآن فإنها سوف تواجه بتكاليف أكبر وأخطر في المراحل القادمة.

مخاطر الحرب على غزة

وتشير معطيات متغير الإدراك السياسي الصهيوني ومتغير الأداء السلوكي الصهيوني إلى تركيز تل أبيب لجهة تفادي الدخول في أي مواجهات شاملة مرتفعة الشدة في المنطقة، وذلك لإدراك تل أبيب وواشنطن بأن أي عملية عسكرية صهيونية مرتفعة الشدة ضد قطاع غزة أو ضد جنوب لبنان سوف يترتب عليها المخاطر الآتية:

تصعيد الاحتجاجات السياسية الدائرة حالياً في المملكة الأردنية الهاشمية. بما يؤدي إلى احتمالات سقوط النظام الملكي. والقضاء على اتفاقية سلام وادي عربة الأردنية ـ الصهيونية.

اندلاع المظاهرات المصرية المعادية لدولة الصهيونية، بما يؤدي إلى إضعاف نفوذ "المعتدلين المصريين". وصعود قوة نفوذ "المتطرفين المصريين".

تزايد نفوذ معسكر قوى 8 آذار بقيادة حزب الله اللبناني والتيار الوطني الحر وحلفائهم وإضعاف قدرات قوى 14 آذار. والتي أصبحت ضعيفة بالأساس.

وتأسيساً على ما سبق، فمن المتوقع أن تستمر تل أبيب في القيام بمراقبة التطورات الشرق أوسطية الجارية عن كثب، والسعي في نفس الوقت لإنفاذ المزيد من العمليات السرية في المنطقة المصحوب بالابتعاد عن إشعال المواجهات المرتفعة الشدة وذلك إلى حين اكتمال صورة المشهد.

المصدر: الجمل

اخبار ذات صلة