بقلم: وائل عبد الرزاق المناعمة
تمر علينا ذكرى يوم الأرض وما زالت الأرض تعاني وتشكو ظلم المحتل وقلة حيلة أهلها, فعملية هدم البيوت وإخراج أصحابها عنوة منها وإعمال جرافات بني صهيون فيها أمام مرأى العالم وحسرة أهلها لا تكاد تغيب يوماً واحداً منذ أن وطأت أقدام المحتل الغاشم هذه الأرض المباركة.
ولعل أصعب المشاهد ما تعانيه مدينة القدس من تهويد منظم ومتزايد تشرف عليه حكومة الإرهاب الصهيوني بمعاونة المنظمات والجمعيات والحركات الصهيونية والمتصهينة حول العالم, والتي لم يكتب لها النجاح إلا بعد اطمئنان يهود إلى صمت العرب والمسلمين في أرجاء العالم بعدما انشغلوا بأنفسهم عن مقدساتهم, حتى وصل الأمر مؤخراً إلى الاعتداء على المسجد الأقصى من العصابات الصهيونية تحت حراسة الشرطة وأجهزة الأمن في دولة الاحتلال, عدا عن حالات الطرد المتكرر للسكان المسلمين والمسيحيين من منازلهم التي يملكونها منذ مئات السنين وقبل قيام الكيان الصهيوني العنصري على أرض فلسطين ويسلموها للمستوطنين الغاصبين أمام مرأى من العالم وفي تجاوز صارخ لكافة الحقوق وللقانون الدولي الإنساني.
جميع هذه الأحداث المتتالية والمتسارعة لتؤكد مضي العدو الصهيوني بتنفيذ مخططاته الرامية إلى طرد العرب من المدينة المقدسة في محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي لصالح اليهود, وتغيير معالم المدينة المقدسة للوصول إلى إقامة هيكلهم المزعوم, وتتزامن هذه الأحداث مع تنفيذ مخطط آخر تشرف عليه كذلك حكومة الإرهاب بعد إعلان يهودية الدولة يرمي إلى طرد السكان العرب من الداخل بحجة أن هذه الدولة لا تتسع إلا لليهود فقط, حيث توافق في ذلك إرهاب نتنياهو مع عنصرية ليبرمان في المضي بتنفيذ تلك المخططات المجرمة أثناء ولايتهم.
وأولى محاولات الاستيلاء على المسجد الأقصى شروع دولة العدو بتنفيذ سياسة عنصرية جديدة في المسجد تهدف إلى تقسيم أوقات العبادة وإقامة الصلوات داخل المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، من خلال التوقيت الزمني لأداء العبادات فيه، الأمر الذي يقود إلى تقسيم أوقات العبادة في الأقصى خاصة إذا علمنا أن هناك خمسين عيداً لليهود يتذرعون بها للتواجد الدائم في المسجد الأقصى تحت هذا المبرر.
ويأتي هذا التقسيم في إطار تجاوز فكرة التقسيم الجغرافي مؤقتاً إلى ابتداع فكرة التقسيم الزمني لأداء العبادات في المسجد الأقصى، كبداية للاستيلاء التام على المسجد.
حيث تجاوز العدوان على الأقصى مرحلة العدوان الجزئي ليصبح عدوانا شاملا من تحت الأرض ومن فوقها.
وهذا ما يستدعي استمرار حالة النفير العام لدى الشعب الفلسطيني والتوجه للقدس المحتلة والمسجد الأقصى دفاعاً عنه وعن جميع المقدسات والأرض الفلسطينية التي تتعرض لهجمة مبرمجة من قبل العصابات الصهيونية, عدا عن حالة الغليان التي يجب أن تصل إلى جميع المسلمين في أرجاء المعمورة للذود عن فلسطين والأقصى المأمورون بالدفاع عنهما.