إن العاطفة (بلسم) الحياة الزوجية.. والعاطفة قد تنسحب على الأبناء؛ فتبدو في أخلاقهم الرقة، وينطبع سلوكهم بالجمال.. لكن الرؤية (المثالية) للعلاقة العاطفية قد تكون لها سلبياتها؛ إذ تظل الزوجة تريد من الزوج أن يكون إنساناً (آلياً) مبرمجاً على (عدم) الغضب، وألا تندّ من فمه كلمة فيها رائحة المرارة، ولو بادر بالاعتذار.. وربما كانت الزوجة (حساسة) فأصبحت رؤيتها (ملونة) بعدسة نفسيتها، فهي تصر على أنه غاضب، وتطلب منه تفسير غضبه، ولو لم يكن كذلك!! وهي التي تحس بمرارة الكلمة، ولو كانت ظاهرة (الحلاوة)، إذ تعطيها بعداً آخر كالسخرية، أو تنظر إلى السلوك على أنه مزعج، ولو كان سلوكاً عادياً، لأنها متوترة مثلاً.. وهذه النظرة (الحالمة) تجعل الزوج يرى في حساسية الزوجة أمراً لا حدّ لإزعاجه؛ وسواء أكانت الزوجة متأثرة بالطرح الإعلامي (المثالي الحالم) للعلاقات الزوجية، أو أنها حساسة بطبعها فهو يؤدي للنتيجة نفسها.
وأخيراً فإن الحكمة القديمة تقول: يحب الرجل فلا يستطيع أن يكتم يوماً، ويكره فيكتم سنة، وتكره المرأة فلا تستطيع أن تصبر يوماً، وتحب فتكتم سنة!!! وإذا كانت هذه الحكمة صحيحة ــ فإن الحب موجود، والحب (روح) العاطفة، وما دامت الروح (حية) فربما لم يحتج الأمر سوى إزالة (الرماد) الذي يمكن أن يكون قد تراكم حولها، والنفخ في (جمرة) العاطفة ليشتعل (لهبها)!!