قائد الطوفان قائد الطوفان

إسماعيل لبد.. شخصية جهادية حيّرت الكيان وأرعبته

الرسالة نت – أحمد الكومي

"رحمك الله يا صديقي الحبيب، صُعقت حينما علمت باستشهادك.. كان من أعز أصدقائي فقد أمضيت سنينا معه على نفس مقاعد الدراسة في المرحلة الإعدادية والثانوية.. إسماعيل رجل لا يعرف الخوف؛ فعندما ينطق الرجل بالشهادة عنوانا.. يحاصر الخوف والموت، ويبصق في وجه السجان.. ويتجاوز حدود الزمان".. كلمات سطرها أبو أنس -صديق الشهيد إسماعيل لبد- رثاءً له في مماته بعدما باغتته طائرات الغدر الصهيونية فجر اليوم السبت بعد مسيرة جهادية طويلة، يشهد له الجميع بها بدءًا من تلاميذه وليس انتهاءً بنظرائه من القادة الكبار في كتائب القسام.

يقول أبو أنس: "إسماعيل أعلن استشهاده قبل أن يُستشهد، وأغلق أمام نفسه كل الخيارات ولم يبق إلا خيار الاستشهاد.. شخصية حار في فهمها كثيرون، فكان يردد أمام الجميع: (كلّ منايَ أن استشهد على أرض فلسطين)".

وعن مواقفه الجهادية يقول أبو أنس -متبسما حينًا، وحينا يبدو عليه العجب-: "كنا في الانتفاضة الأولى في مواجهات يومية مستمرة مع قوات الاحتلال.. الرصاص يلاحقه في كل مكان.. تعتقد أنه استشهد أو أصيب وبعد ذلك تجد المعطف الذي يرتديه مثقوبا غير أن إسماعيل بخير، ويد القدر تعدّ إسماعيل لمهمة مقدسة يستحق الرجال مثله أن يؤدوها.. دائمًا ما ترى إسماعيل دائم الجاهزية ومستعدًا للانطلاق في كل لحظة، وكان –رحمه الله- يختار أخطر المناطق كي ينفذ مهامه هناك..".

بين الناس

ما أورده أبو أنس موقف من مواقف عدة نقلتها "الرسالة نت" عن حياة الشهيد إسماعيل وما تخللها من بطولات، تناقلتها روايات "من عاهدوا الله وأنفسهم" على السير في درب ونهج القائد "أبو جعفر" من بعده.

ومن وسط الجماهير الحاشدة التي تجمعت لتشييع جثامين الشهيدين إسماعيل وعبد الله لبد، نجحت "الرسالة نت" في استقطاع اليسير من الوقت للحديث مع شقيق الشهيدين "محمود لبد" 40 عاما، والذي التقى بإخوته الشهداء قبل ليلة واحدة من استهدافهم.

حالة من السكون سيطرت على "محمود" قبل شروعه في الحديث عن محاسن من عاش الحياة بظلهم.. ليقول: "لا أعرف ماذا سأقول؟.. اسأل الجميع من حولك وسيقولون لك من هو إسماعيل.. أهالي الأسرى والجرحى في مخيم الشاطئ يعرفون من هو أبو جعفر، وأيضا أبناء شهداء القسام سيحدثونك عن مواقف الشهيد"..

الليلة الأخيرة

التقى بهم قبل ليلة من استشهادهم.. تسامر معهم كأنه يودعهم، تعالت ضحكاتهم وبدت الفرحة على محيّاهم.. دقت الساعة الواحدة صباحا وانصرف الأشقاء كلّ إلى منزله، ليتكرر اللقاء مجددا في صلاة الجمعة ظهرا.. وليكون بذلك اللقاء الأخير الذي يجمعهم، وبعد سويعات صلى الشهداء الثلاثة العصر وانطلقوا متجهين نحو مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

مضت الدقائق والساعات على عجل، كأنها تنذر بلقاء قريب في الرفيق الأعلى مع من سبقهم من الشهداء القادة في كتائب القسام، وعلى رأسهم القائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، حيث كان يرافقه الشهيد إسماعيل لبد من عمر الثامنة عشرة حتى موعد استشهاد الدكتور.

ثم لتفرض يد القدر نفسها بقوة في تمام الساعة 12 من فجر اليوم السبت، حيث ارتقى الشهداء الثلاثة بعد قصف طائرات الاحتلال الصهيوني لسيارتهم في شارع صلاح الدين جنوب دير البلح بالقرب من منطقة أبو هولي. وعلى إثره سارعت الصحف العبرية للزعم بأن سلاح الطيران استهدف خلية كانت تخطط لخطف إسرائيليين خلال عيد الفصح اليهودي.

يشار إلى أن الشهيد إسماعيل لبد هو أحد المطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني، وقد حاولت الأخيرة اغتياله مسبقا في إحدى الغارات التي شنتها ضده في حي النصر بمدينة غزة دون أن يصاب بأذى، فيما قصف منزله خلال الحرب الصهيونية على القطاع مما أدى لتضرره بصورة كاملة.

ويعد الشهيد من المقربين لعدد من شهداء قادة كتائب القسام أمثال: "عدنان الغول، وخالد أبو سلمية، وسهيل أبو نحل، وعادل هنية، وسعد العرابيد"، وهو من أبرز قيادات القسام منذ سنوات وشارك في عديد من العمليات الاستشهادية والجهادية.

البث المباشر