رام الله- الرسالة نت
أكد مصدر رفيع المستوى داخل حركة فتح أن محمود عباس -رئيس السلطة- طلب رسميا من الطيب عبد الرحيم -أمين عام الرئاسة الفلسطينية- الاستقالة من منصبه فورا، وذلك بعد أن أبدى أبو مازن استياءه من عبد الرحيم إثر تصرفات الأخير، وعبثه بساحة حركة فتح وسلطتها في الضفة -وفق وصف المصدر-، إضافة إلى خلافاته مع شخصيات فتحاوية في مكتب أبو مازن بسبب نفوذه الواضح في مؤسسة الرئاسة وتحكمه في كثير من الأمور باعتباره الابن المدلل للمسؤولين الأردنيين.
وأكد المصدر الفتحاوي -الذي فضل عدم الكشف عن اسمه- أن هناك معلومات موثوقة من رجال كبار في السلطة وردت إلى عباس تفيد بأن الطيب عبد الرحيم بات يرسم سياسة جديدة مع سلام فياض رئيس حكومة فتح، والتي كان آخرها محاولات عبد الرحيم الحثيثة في التعاون والتنسيق مع فياض لإعطاء الأخير صلاحيات إضافية من شأنها التأثير على دور رئيس سلطة فتح محمود عباس؛ مما أسس إلى علاقة متوترة جدا بين محمود عباس وسلام فياض في الآونة الأخيرة.
وقد دفعت العلاقة المتوترة بين فياض وأبو مازن -وفق المسئول الرفيع- إلى اتهام أبو مازن لفياض بتجاوز صلاحياته وتعدي حدوده، وقد ظهر الخلافة رسميا عندما أعلن سلام فياض أنه سيعلن عن دولة فلسطينية من جانب واحد والتي رفضها أبو مازن جملة وتفصيلا.
وأوضح المصدر أن أبو مازن اعتبر هذه الخطوة من طرف الطيب عبد الرحيم بمثابة طعنة في الظهر واستقواء بالجانب الأردني؛ مما أغضب أبو مازن الذي هو منزعج أصلا من النظام الأردني بسبب مواقفه الأخيرة من موضوع التوطين واللاجئين، حيث جاءت مواقف الأردن مخالفة لهوى محمود عباس في هذا الشأن.
يذكر أن صحيفة "هآرتس" العبرية نقلت عن مصادر مقربة من رئيس سلطة فتح محمود عباس أن هناك توترا في العلاقة بين عباس ورئيس وزرائه سلام فياض، مشيرة إلى أن الأخير يتجاوز صلاحياته، وأوضحت الصحيفة أن هناك خصاما قديما بين القائدين، لكنهما نجحا على مدى الأعوام السابقة في إدارة علاقات طبيعية بينهما, وامتنع كل واحد منهما عن انتقاد الآخر أو تكذيبه علنا عبر وسائل الإعلام.
ولفتت الصحيفة إلى أن فياض يسعى في الآونة الأخيرة بأن يظهر بصورة شعبية ويهتم باستطلاعات الرأي, فيوزع بيانات تشير إلى اتخاذ خطوات مستقلة ومنفصلة عن رئيس السلطة، بينما يتهم مسؤولون كبار في حركة فتح فياض بأنه يدير حملة انتخابية بمعنى الكلمة, وأنه يحرص على المشاركة في أحداث كثير تحظى بمستوى إعلامي كبير داخل فتح.