غزة - نور اسليم-الرسالة نت
مثلما صنع الفيس بوك ثورات في العالم، نتج عنها اسقاط حكومات وأنظمة مستبدة، أحدث ثورة منزلية في عقول الآباء نحو ابنائهم , الذين ظلوا لسنوات يحولون بينهم وبين الانترنت.
وعقب الثورات العربية أصبح الآباء يشجعون أبنائهم على تصفح الانترنت والاشتراك بمواقع التواصل الاجتماعي, كـ"الفيس بوك، وتوتير" على عكس ما كان يحدث في الماضي من توبيخ ومشاكل بدعوى ان تلك المواقع الإلكترونية مضيعة للوقت ومتابعتها (كلام فاضي).
ولم تقف النظرة الجديدة للآباء عند هذا الحد فقد أضحى العشرات منهم يطالبون أبنائهم بتسجيل حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، والاشتراك فيها, للغوص في أعماق هذا العالم الذي احدث ثورات شعبية متعددة .
دعوة للتعرف
الرجل الخمسيني أبو ادهم الطويل- تاجر الأقمشة- لم يكن يمنع أبناءه من استخدام الانترنت, لأنهم يحتاجونه في دراستهم على حد قوله, موضحا انه بعد حدوث الثورات في كل من تونس ومصر وليبيا وما سمعه عن " الفيس بوك" رغب في مطالعاته ، فوجد كل أبناءه مشتركين فيه.
وقال :" طلبت من ابنتي مساعدتي في خوض هذه التجربة وسأحاول أن أوفر وقتا للجلوس عليه وتصفحه ومعرفة أسراره ".
اما الطالبة الجامعية سمر موسى(22) عاما التي كانت تخفي استخدامها لمواقع التواصل الاجتماعي عن والدها, على اعتبار انه لن يستوعب ماهية وفائدة تلك المواقع على حد تعبيرها، تقول :" بعد الثورات العربية استدعاني والدي وطلب مني معلومات عن الفيس بوك، بل وطلب مني تعليمه كيفية الدخول عليه".
بينما لم يلقى الشاب احمد 20 عاما اعتراض من والده الذي يعمل مهندس كمبيوتر في احدى الشركات امام استخدام لموقع " الفيس بوك". ويقول:" أبي سمح لي باستخدامه، ولكني امي رفضت بقوة هذا الامر بذريعة انه مضيع للوقت، ولكنها نظرتها له تغيرت بعد احداث الوطن العربي التي هزت تفكيرها واشعرتها بأهميتها، مما داعها لتسمح لي بتصفحه، مع بعض التنبيهات.
تغيير جذري
من جهته، قال د. نشأت الاقطش رئيس كلية الاعلام في جامعة بيرزيت، إن التغير الجذري في نظرة الاباء لمواقع التواصل الاجتماعي سببه وسائل الاعلام التقليدية، منوها إلى أن تلك التطورات ستقود إلى عدم اقتصار مواقع " الفيس بوك" على خدمة الشباب فقط.
اما د. درداح الشاعر استاذ علم النفس بجامعة الاقصى، فيشير إلى أن التفكير السلبي عن الفيس بوك عند الاباء سببه الاعتقاد بأنه مضيعة للوقت، اضافة إلى اعتقادهم بأنه وسيلة للاختلاط بين الشباب والفتيات مما يخالف عاداتنا وعرفنا الاجتماعي.
واستطرد:" عندما ادرك الآباء أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وقدرته على تغير الواقع السيء في بعض الدول العربية, سارعوا الى تشجيع ابنائهم على استخدامه ,والتعرف عليه , والمشاركة فيه ايضاً.
ونصح الشاعر الآباء بعدم التخلي عن الوظيفة التربوية لهم في المراقبة والاشراف على استخدام الفيس بوك .