قائد الطوفان قائد الطوفان

كاتب مصري: الشعب يريد إقصاء عباس

القاهرة - عبد الحليم قنديل

قال كاتب مصري إن الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية تشجع الشعب الفلسطينية على اسقاط رئيس السلطة محمود عباس الذي وصفه بانه مومياء محنطة.

وكتب عبد الحليم قنديل في مقالة اليومي بصحيفة "القدس العربي": "هي لحظة تاريخية بامتياز في حياة الأمة، حيث تتدافع الثورات العربية السلمية، وتفلت الأحوال من قبضة الركود، ويحتدم الصدام ـ بالنار والدم ـ بين قوى تتراجع وأخرى تتقدم".

وقال قنديل في مقالة "ولا تبدو الأحوال الفلسطينية معزولة عن سياق اللحظة، وعن تفاعلاتها الموّارة، فقد وصل الحال الفلسطيني إلى المأزق من زمن، وبدت سلطة أوسلو كأنها من الآثار الدارسة، وبدا الرئيس عباس كأنه مومياء محنطة، تلعب الحوادث ضده، ويستخف به الإسرائيليون بطريقة رسمية جدا، ويخيره نتنياهو ـ بالنص ـ بين الاتفاق مع (إسرائيل) أو الاتفاق مع حماس، ويقول له في وضوح ما يتعين عليه فعله، وهو أن الاتفاق مع (إسرائيل) أفضل".

وأضاف "وبالطبع، لا يعرض نتنياهو أي اتفاق تسوية، ويقصد باتفاق عباس مع (إسرائيل) ما هو مفهوم للكل، وهو أن يعمل مع (إسرائيل) ضد حماس، وبديلا عن العمل مع حماس ضد (إسرائيل)، وهو ما يعني ـ بصريح العبارة ـ أن (إسرائيل) ضد أي اقتراب لعباس من حماس، وضد إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتتخوف من زيارة عباس المزمعة إلى غزة، واللـــقاء مع قيادة حماس هناك، والبحث عن صيغة مصالحة فلسطينية تستعيد زخم الوحدة الوطنية".

وتابع قائلاً: "الفيتو الإسرائيلي ليس جديدا، وإن كان معلنا بأوضح الألفاظ هذه المرة، والفيتو الأمريكي داعم للإسرائيليين كالعادة، وضاغط بقوة مئات الملايين من الدولارات الممنوحة لسلطة الرئيس عباس، وهو ما يضع عباس في القيد من جديد، ويشل حركته السياسية، ويغلق عليه الطرق، ويدفعه لخانة العزلة التامة، فقد قطع الرجل كل رابطة تربطه بالحس الفلسطيني المقاوم، يرفض العودة لسلاح المقاومة، ويرفض الدعوة لانتفاضة فلسطينية ثالثة، ويتحدث عن سلام ومفاوضات لا وجود له ولا لها، فقد تضاعف الاستيطان الإسرائيلي بمعدل أربع مرات في العام الأخير وحده، وبدت واشنطن كأنها تترك عباس لأقداره، فلديها ما يشغلها أكثر، لديها حيرة إعادة ترتيب الأوراق مع مفاجآت الثورات الزلزالية في المنطقة، وتهاوي العروش والكروش، التي خبرت كيفية التعامل معها لعقود، ولديها ـ أي واشنطن ـ أولوية الالتزام برغبات إسرائيل".

وختم قنديل مقالة بالقول إن "التفاصيل على الجبهة المصرية كثيرة، وقد لا يستحسن الخوض في تشابكاتها الآن، ربما الخلاصة: أن عزلة حماس تنفك مصريا، بينما عزلة عباس تزداد، حتى لو جرت دعوته ورجاله لزيارة القاهرة، كما هو معتاد بروتوكوليا، فلم يعد الوسيط المصري كما كان بالضبط، لم يعد ذلك الطرف الضاغط على حماس لحساب عباس، وهو ما يعني أن حوار حماس وعباس صار مرتبطا أكثر بالمعادلات الفلسطينية الداخلية، وهي تميل، أيضا، لمصلحة سياسة حماس، وتخذل عباس، فكل الفصائل المؤثرة ميدانيا ـ عدا حال فتح المأزوم ـ أقرب لتقبل الوزن المميز لحماس، وهيئة الثوابت الفلسطينية، وهي تضم أغلب الشخصيات الفلسطينية الوطنية، هذه الهيئة تخاصم تنازلات عباس، وحركة الشباب الفلسطيني تميل باطراد للربط الوثيق المستحق بين شعار (الشعب يريد إنهاء الانقسام) وشعار (الشعب يريد إنهاء الاحتلال)، وهو ما يضيق الخناق أكثر على عباس، ويحاصر مناوراته، ويكشف استحالة عودته عن خدمة إسرائيل إلى خدمة الكفاح الفلسطيني، ويخلق شعورا أقرب لشعار قد يتطور إليه المزاج الفلسطيني، وهو أن (الشعب يريد إقصاء عباس).

البث المباشر