القدس المحتلة-الرسالة نت
اعتبر الخبير المقدسي في شؤون الاستيطان هايل صندوقة أن خطوات قليلة فقط باتت تفصل القدس المحتلة عن التهويد الكامل.
وقال صندوقة في تصريح لـ"الرسالة نت" إن الوضع القائم في المدينة المقدسة أضحى تهويداً سريعاً في المدينة بكل نواحيها وبناء المستوطنات ما أمكن داخلها وخارجها، مبيناً أن الصهاينة يعملون بجد لإقامة المستوطنات وسلب العقارات المقدسية وتهجير السكان الأصليين.
وأضاف:" الاحتلال يقوم بخطوات تهويديه واضحة المعالم في القدس من أجل وضعها في دائرة التهويد الكامل، فمثلاً قام قبل فترة بسيطة بفرض منهاجه التعليمي الصهيوني على المدارس الفلسطينية بهدف طمس التاريخ والهوية، ثم يريد أن يفرض لغته العبرية أو اللغة المختلطة في المدينة كي يزيل اللغة العربية من قاموس المقدسيين، والآن يفرض رؤيته التوراتية على كافة أنحاء المدينة".
وأكد صندوقة أن الاستيطان في القدس يجري على قدم وساق الأمر الذي يجعل فترة قصيرة فقط تفصلها عن التهويد الكامل، موضحاً أن الاحتلال أنشأ مستوطنات عدة في بداية سيطرته على المدينة باقتطاع 24 كم ونصف من أراضيها وأراضي البلدات المجاورة.
ولفت إلى أن الهدف من إنشاء تلك المستوطنات مثل جبل أبو غنيم وجيلو هو خلق اتصال ما بين القدس والأقسام الجنوبية من الضفة، حيث أن المصادقة الآن على توسيعها يعني قطع اتصال القدس بالأراضي الفلسطينية وفرض أمر واقع جديد يربطها بمستوطنات جنوبية لتجاهل الوجود الفلسطيني وإنشاء خريطة هيكلية جديدة مغايرة تماماً لتلك التي كانت قائمة في الضفة.
وحول تأثير الثورات العربية على تسارع الاستيطان اعتبر الخبير أن الفكر الصهيوني القائم على تهويد المدينة المقدسة تمت مساعدته من قبل أنظمة عربية خائنة للقضية الفلسطينية ولا تعمل لصالحها، بينما الآن جاءت ثورات التغيير في الوطن العربي والتي ستؤدي إلى تأييد القضية الفلسطينية وإنقاذ القدس.
وتابع:" هذا القلق والخوق والتوجس الصهيوني من الثورات جعله يسارع في عجلة الاستيطان ويلتهم المزيد من الأراضي كي يفرض أمراً واقعاً أمام الأنظمة العربية الجديدة التي لن تقبل بالتهويد خاصة في القدس، فهو يأمل أن يكون قد ابتلع مسبقاً معظم الأراضي الفلسطينية في الضفة ثم يفكر في سياسته مع الأنظمة الجديدة كي يحفظ أمنه".