قائد الطوفان قائد الطوفان

التأخر اللغوي عند الأطفال .. الأسباب والنتائج

غزة – الرسالة نت

تظهر الصعوبة في إثبات أن اضطراب اللغة عند الطفل يعود إلى إصابة المناطق اللغوية في الدماغ أو عدم تطورها إلى الحد الكافي، وبالتالي عجز الطفل عن اكتساب وتعلم اللغة أو معاناته من اضطراب في جوانب مختلفة في اللغة. وفي الوقت الحالي يستعمل مصطلح « اضطراب اللغة المحدد والذي يعرف اختصارا SLD لوصف اضطراب اللغة عند هذه الفئة من الأطفال.

المجموعة الثانية من الاضطرابات اللغوية وعلى العكس من المجموعة الأولى يكون سبب الاضطراب اللغوي واضحا حيث يعاني الطفل من اضطراب محدد وتكون مشكلة اللغة أو التأخر في اكتسابها ناتجا عن هذا الاضطراب أي أن اضطراب اللغة هو ثانوي للمشكلة الأساسية التي يعاني منها الطفل ومن هنا جاءت التسمية باضطرابات اللغة الثانوية.

ومن أهم الاضطرابات والعوامل التي تسبب حدوث تأخر أو اضطراب في اللغة نشير إلى التالي:

1ـ ضعف أو فقدان السمع:

تختلف الاضطرابات اللغوية عند إصابة حاسة السمع في شدتها من طفل إلى آخر وذلك اعتمادا على عوامل وظروف عديدة من أهمها زمن حدوث إصابة السمع، فهناك اختلاف في القدرات اللغوية بين الطفل الذي يولد مصابا بفقدان أو ضعف في السمع وبين الطفل الذي يصاب بفقدان السمع بعد اكتساب اللغة أو اكتساب قدرا معقولا من القدرات اللغوية، ففي الحالة الأولى تكون مشكلة اللغة اشد.

ويعتمد الأمر كذلك على فعالية التدخل المبكر والتزود بالمعين السمعي الصحيح والملائم لمشكلة السمع فكلما كان هناك تدخل مبكر فعال وصحيح كلما تطورت القدرات اللغوية بشكل أفضل وتمكن الطفل من اكتساب اللغة والكلام والأداء التواصلي الشفهي بشكل جيد. ومن الأمور الأخرى التي تعتمد عليها شدة المشكلة اللغوية عند المصابين بحاسة السمع هي درجة وشدة فقدان السمع فالطفل الذي يعاني من ضعف بسيط في السمع لا يتجاوز مستوى 40 ديسبل dB يختلف عن الطفل الذي يعاني من فقدان السمع الشديد أو العميق والذي يتجاوز مستوى 90 ديسبل dB.

2ـ انخفاض القدرات العقلية:

هناك علاقة وثيقة جدا بين الإصابة بضعف القدرات العقلية أو الإعاقة الذهنية وبين الاضطرابات اللغوية، ومن المسلم به لدى جميع المختصين باضطرابات اللغة والكلام بأن الطفل الذي يعاني من انخفاض في القدرات العقلية لابد وان يعاني من اضطراب في اللغة والعكس ليس صحيحا.

والملاحظ هنا أن شدة الاضطراب اللغوي تكون اشد من شدة الإعاقة العقلية أي أن يكون لدى الطفل تخلف عقلي بسيط ولكن اضطراب اللغة يكون متوسطا في الشدة بينما الطفل الذي يعاني من تخلف عقلي متوسط تكون مشكلة اللغة من الدرجة الشديدة. والسبب هنا هي أن اللغة تعتبر من القدرات العقلية العالية في الدماغ وتصنف على إنها من الوظائف العليا في الدماغ.

مظاهر اللغة عند الأطفال المعاقين عقليا تختلف في شدتها من طفل إلى آخر وذلك اعتمادا على شدة الإعاقة العقلية - كما ذكرنا سابقا - واعتمادا على فعالية التدخل المبكر ومدى إشراك الأسرة عمليا التدريب والتحفيز اللغوي. وبشكل عام نلاحظ المظاهر اللغوية التالية عند المصابين بالإعاقة العقلية:

1- غياب كامل للغة أو أية وسيلة تواصل ونجد مثل هذا الاضطراب في حالات الإعاقة العقلية الشديدة.

2- اقتصار اللغة على بضعة أصوات بسيطة يصدرها الطفل للتعبير عن حاجاته.

3- ضعف واضح في القدرات اللغوية التعبيرية والاستقبالية.

4- التأخر في اكتساب اللغة والكلام.

5- البطء الواضح في اكتساب مظاهر معينة في اللغة.

6- البطء في مراحل التطور اللغوي.

وهناك مظاهر أخرى للاضطراب اللغوي عند الأطفال المصابين بالإعاقة العقلية لا يتسع المكان لذكرها جميعها.

3ـ الازدواجية اللغوية أو الثنائية اللغوية:

يختلف الباحثون فيما بينهم حول موضوع ازدواجية اللغة بمعنى وجود أكثر من لغة في البيت كأن يستخدم الأب لغة تختلف عن اللغة التي تستخدمها الأم، وتأثير ذلك على نشوء اضطراب في اللغة عند الطفل فهناك كثير من الدراسات تؤكد على عدم تأثر لغة الطفل عند وجود أكثر من لغة في المنزل.

وبالمقابل هناك من الدراسات ما تؤكد أن وجود أكثر من لغة في محيط الطفل سوف يؤثر سلبا على تطور واكتساب اللغة وذلك تبعا لوجود اختلاف بين الأنظمة اللغوية المستخدمة في كل لغة .

البث المباشر