قائمة الموقع

تحليل: عباس بين عدم الرغبة واستحقاق الانتخابات

2009-11-10T18:17:00+02:00

غزة-ياسمين ساق الله- الرسالة نت                                          

تباينت المواقف ورود الأفعال الفلسطينية والعربية والدولية بين الرفض والتأييد عقب إعلان الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس نيته بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وبينما سارعت دول الاعتدال على حث عباس على التراجع عن موقفه, ردت الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لعباس بشيء من الفتور إزاء رغبة زعيم حركة فتح بـ"التزكية".

حالة جديدة

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي طلال عوكل في حديث "للرسالة نت" :"إن إعلان عباس بعدم ترشحه للانتخابات القادمة له مدلول سياسي واضح متمثل بوصوله لنتيجة أن إمكانية تحقيق رؤية الدوليتين وعملية المفاوضات وصلت لطريق مسدود وأن الدور الأمريكي تعترضه مشكلات أهمها الانحياز الواضح لصالح إسرائيل ".

لكن المحلل السياسي خليل شاهين من رام الله قال: "إن قرار عدم الترشيح سواء كان مناورة أو خطوة جدية من قبل عباس سينقل الساحة إلى حالة جديدة ينبغي التعامل معها وأولى إشاراتها وجود إقرار من المستوى الرسمي بان العملية السياسية وصلت لطريق مسدود ".

وأضاف شاهين: "إن خطوة عباس لا تزال تنطلق في الواقع من رهان إمكانية تغير الظروف بشكل يطيل أمد الرهان على المفاوضات رغم أنها لم تأت بنتيجة حتى الآن".

التراجع محدود

وحول السيناريوهات المتوقعة بعد إعلانه قال عوكل: "لا توجد سيناريوهات محددة لكن ربما يكون هناك ضغوط محلية من قبل حركة فتح وتدخلات شعبية للرجوع عن قراره لكن لا أعتقد تراجعه إلا في حالة واحدة ليست لأسباب فلسطينية بل إذا وعدته الإدارة الأمريكية بتعديل مسار التسوية".

في حين طالب المحلل شاهين كافة القوى الفلسطينية بإطلاق حالة من النقاش لتقييم التجربة الماضية ومحاولة التوافق على برنامج سياسي فلسطيني كفيل بمواجهة الضغوطات الخارجية أيا كان الرئيس المقبل", مؤكدا على أن إصرار عباس على عدم ترشيحه للانتخابات يتطلب معالجة تلك الخطوة قانونيا وانسحابه من الحياة السياسية الفلسطينية على حد قوله.

وكانت مصادر فلسطينية ذكرت الأسبوع الفائت عن مصادر أمريكية أن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تشعر بقلق كبير تجاه عدم ترشّح عباس للانتخابات المقبلة, قائلة: "إن البيت الأبيض يفضّل في هذه الحالة رئيس وزراء حكومة رام الله سلام فياض أو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان لخلافة عباس.

ويؤكد المحلل عوكل على عدم وجود أي بديل مطروح في تلك الفترة, قائلا: "إن الانتخابات صعب أن تتم في موعدها المحدد في يناير القادم لأن حماس ترفض إجرائها بغزة و"إسرائيل" بالقدس وبالتالي يمكن أن يستمر كرئيس لبعض شهور أخرى حتى يتم تحقيق التوافق وتجرى الانتخابات وخلال ذلك يتم تأهيل مرشحين آخرين ".

من جانبه توقع المحلل شاهين عدم إجراء انتخابات قريبة على الأقل في يناير المقبل في ظل عدم تحقيق التوافق لان خطوة عباس لا تجعل حركة فتح جاهزة لخوض انتخابات في يناير.

وقال شاهين : "إذا كان عباس جاد في عدم الترشح فإن فتح تحتاج لوقت حتى تتمكن من التوافق على مرشح وتحقيق قدر من التوافق الداخلي الفتحاوي".

تعدد رؤؤس

لكن عوكل بين أن ما حدث من إعلان عباس عدم ترشيحه للانتخابات يعنى الاقتراب من مرحلة فقدان الأمل لخيار المفاوضات والتسوية مما يشكل مناخا لتشكيل حوار وطني يتيح لتكوين أرضية سياسية سليمة كون الموقف الآن يحتاج منا الذهاب لتوافق وطني بأسرع وقت ".

بينما يتوقع شاهين بقاء محمود عباس بمنصبه إلى حين التمكن من إجراء انتخابات تحظى بتوافق وطني , قائلا:" خطوة عباس الأخيرة تطرح تحديات جديدة أمام النظام السياسي فبعد عدم ترشحه لرئاسة السلطة يبقى رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية ولدولة فلسطين ".

ويتابع المحلل شاهين: "إن التوجه للانتخابات في ظل إصراره على عدم الترشح يعنى أننا سنكون أمام حالة من تعدد رؤؤس النظام السياسي اى رئيس للمنظمة ورئيس للسلطة وأخر للحكومة وهى حالة لم يسبق أن  واجهها النظام السياسي الفلسطيني ".

وفي هذا الصدد نشرت بعض الصحف الأجنبية ملاحظاتها على قرار عباس بعدم ترشيحه للانتخابات القادمة ,فأشارت صحيفة التايمز البريطانية إلى أن قرار الرئيس محمود عباس المنتهية ولايته مرتبط بحالة الإحباط التي يعانيها من الإدارة الأمريكية وشعوره أن الأمريكيين تخلوا عن تعهداتهم , موضحة على تراجع شعبية عباس خلال الأعوام الخمسة التي قاد فيها السلطة بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

في حين ترى صحيفة "ديلي تلغراف" في تحليل لها أن عباس يظل حليفا مهما للولايات المتحدة والشخص الوحيد في المناطق المحتلة المستعدة إسرائيل إجراء محادثات معه، لكن الولايات المتحدة لم تقدم له أيا من المميزات التي يحتاجها، منوهة أن عباس كان يعيش حالة من العودة والتأييد بشكل افرح إدارة اوباما.

بينما ترى "الغارديان" أن إعلان عباس الأخير حقيقي مما يعني أن خروجه من المقاطعة في رام الله يعني اختفاء نصف الفلسطينيين معه وتشويش الخطط الإسرائيلية والأمريكية القائمة على فكرة تقسيم الفلسطينيين إلى "الضفاويين الأخيار" و"الغزيين الأشرار".

 

 

اخبار ذات صلة