غزة- كمال عليان- الرسالة نت
يسود هدوء حذر لليوم التالي على التوالي في قطاع غزة، بعد وساطة أوروبية مصرية للحد من التصعيد بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية.
ودخل اتفاقا غير مباشرا للتهدئة حيز التنفيذ فجر أمس الأحد بعد وساطة أممية ومصرية، تراجعت معها حدة الغارات الجوية الإسرائيلية التي أودت بحياة 18 فلسطينياً وجرح 70 آخرين، منذ ظهر الخميس الماضي، في موجة تصعيد هي الأعنف منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل أكثر من عامين.
وبدأ الهدوء يشق طريقه على جانبي الحدود رغم أن رائحة البارود لا تزال تملأ المكان.
وعادت الحياة إلى طبيعتها في شوارع مدينة غزة، مع استئناف دوام الجامعات والمدارس وذلك وسط انتشار مروري كثيف لأمن الحكومة الفلسطينية.
القيادي في حركة حماس مشير المصري أكد أن توافق الفصائل الفلسطينية على التهدئة لم يكن من باب الضعف بل من باب الحكمة ومصالح الشعب الفلسطيني.
وحذر المصري في تصريح لـ"الرسالة نت" الاحتلال الصهيوني من امكانية فهم هذه التهدئة في الإطار السلبي أو الخطأ، مبينا أن المقاومة قادرة على الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
وكان وكيل وزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية بغزة د. غازي حمد قال في حوار خاص "للرسالة نت " أن الجانب المصري كان له دور فعال في التواصل المباشر مع الاحتلال والضغط لتهدئة الاوضاع, مشيرا الي عدم وجود ضمانات لاستمرار التهدئة حتى الان.
وقال المراسل العسكري للتلفزيون الإسرائيلي (القناة الثانية)، روني دانيال، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصر خلال مشاورات أمنية مع قيادة الجيش ورئاسة الأركان، على أنه يقبل وقف إطلاق النار، شرط أن يكون للجيش حرية العمل في تصفية عناصر حماس متى شاء.
بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش أن جهود أوروبية بذلت مع الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة للتوصل إلى تهدئة الأجواء على الحدود.
وأضاف البطش لـ"الرسالة نت" : "تم التواصل بيننا وبين الحكومة لكننا نؤكد أن التهدئة يجب أن تكون متبادلة ويلتزم بها العدو الصهيوني أما إذا استمر في عدوانه فليس أمامنا خيار سوى الدفاع عن أنفسنا".
ورغم ارتفاع نبرة التهديدات الصهيونية بالحرب الشعواء على غزة، فإن ذلك لم يقابله أي تطور على أرض الميدان، بل تم التوافق على التهدئة دون الابتعاد عن حق الفصائل الفلسطينية في المقاومة.
ولم تكن بعض الفصائل الفلسطينية التي اعترضت على التهدئة الحالية خارج إطار التوافق الفصائلي على التهدئة تغليبا للمصلحة الوطنية -حسب قولهم-.
من جهته قال القيادي في الجبهة الشعبية جميل مزهر لـ"الرسالة نت" :" رغم موقفنا الرافض للتهدئة بصيغتها الحالية إلا أننا عندما نتعامل مع هذا الموضوع سنراعي مصالح شعبنا باعتبارها فوق كل الاعتبارات الحزبية".
إذن هدوء يقابله هدوء وتصعيد يقابله مقاومة، معادلة صعبة لا أحد يضمن استمرارها في ظل حكومة صهيونية متطرفة متغطرسة. بينهم نساء وأطفال قتلوا وأصيب أكثر من 60 آخرين جراء سلسلة غارات جوية ومدفعية إسرائيلية هي الأعنف منذ شن إسرائيل عملية الرصاص المصبوب