قائمة الموقع

مقال: التصعيد تدميري لا تجاري

2011-04-11T10:15:00+03:00

مصطفى الصواف    

أكثر ما أثار استغرابي قول أحد الأصدقاء أن قوات الاحتلال هدفها الأول من عملية التصعيد تجاري هدفه تسويق منظومة القبة الحديدية التي نشرتها في بعض المناطق القريبة من قطاع غزة، وهي تريد من هذا التصعيد اختبار هذه المنظومة عمليا وتفحص مدى نجاعتها في التصدي للصواريخ قصيرة المدى التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن النفس والتصدي للعدوان.

مع افتراض أن الهدف الإسرائيلي هو فحص هذه المنظومة، فهذا دليل على أن الثقة في قدرات هذه المنظومة في التصدي لصواريخ المقاومة مشكوك فيها من قبل صانعيها أو مطوريها من الشركات الإسرائيلية، والاختبار العملي لهذه المنظومة يقول أنها فشلت بدرجة كبيرة في إسقاط الصواريخ التي أطلقتها قوى المقاومة خلال العدوان وان ما تمكنت هذه المنظومة من إسقاطه لا يتعدى ثمانية صواريخ  من بين العشرات التي أطلقت تجاه فلسطين المحتلة.

قادة الاحتلال وقبل عملية الفحص للمنظومة كانوا متشككين في قدرتها وتحدثوا بذلك بصراحة عندما قال باراك يجب أن ندرك أن هذه المنظومة لن تسقط الصواريخ 100%، فقد لا تنجح في التصدي لبعضها، وما تحدث به الاحتلال وهو مشكوك فيه أن هذه المنظومة لم تستطع التصدي لـ 10% من الصواريخ المطلقة تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إذا على المستوى التجاري فشلت الاعتداءات في تحقيق الترويج التجاري لهذه المنظومة؛ ولكن حقيقة العدوان والتصعيد هو ابعد من الموضوع التجاري، فهو محاولة من قبل قوات الاحتلال للكشف الحقيقي عن قدرات المقاومة ومحاولة تحديد مخازنها وبناها التحتية لوضع خططها العسكرية لضربها والقضاء عليها تمهيدا لعدوان تدميري شامل على القطاع ينهي المقاومة لفترة زمنية طويلة الأمر الذي يشعر المستوطنين الإسرائيليين بالأمن والأمان بعد أن بات مفقودا، خاصة لو علمنا أن نحو مليون مستوطن أو اكثر يبيتون منذ عدة أيام في الملاجئ،  وان الحياة في المستوطنات القريبة من قطاع غزة باتت مشلولة.

الفشل في هذا التصعيد لم يصب فقط منظومة القبة الحديدية بل أصاب المنظومة الدفاعية الجوية لدى قوات الاحتلال التي تخشى استخدام طائرات الاباتشي في التصعيد الأخير خشية أن تستهدفها المقاومة لان اعتقاد الاحتلال أن لدى المقاومة مضادات جوية وكان ذلك واضحا في كثافة النيرات التي تعرضت لها طائرات الاباتشي في اليوم الأول من التصعيد في شمال القطاع ما شل حركة هذا النوع المدمر من الطائرات.

وعلى مستوى طائرات الاستطلاع ( الزنانة ) اعتقد أن تكتيكات المقاومة حدت من تأثيرها رغم كثافة طلعاتها وتواجدها على مدى أربعة وعشرين ساعة تمسح فيها القطاع برمته، إلا أن الشلل أيضا أصابها بدرجة كبيرة ولم تنجح في اصطياد عدد كبير من المجاهدين، إلا في بعض الحالات التي استهتر فيها بعض المقاومين و لم يأخذوا الاحتياطات اللازمة وخالفوا تعليمات القيادة العسكرية.

لسنا حقول تجارب مع قوات الاحتلال وأدواته الإرهابية، بقدر أن صراعنا مع العدو صراع أدمغة نحاول بإمكانياتنا المتواضعة أن نشكل وسيلة ردع له ننجح في بعض الأحيان ونفشل في أحيان أخرى؛ ولكن لا نوقف المحاولات ويبقى الصراع قائما، فلن يكون هذا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الأخير لان إسرائيل لم تصل بعد إلى مرحلة تدمير المقاومة الفلسطينية كما حدث في لبنان عام 82، لان هدف العدوان هو القضاء على المقاومة، ونعتقد بإذن الله أن إسرائيل لن تصل إلى هذا الهدف.

 

 

اخبار ذات صلة