قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: رداُ على من عطّل صفقة شاليط

بقلم: جهاد شعبان   

إلى من يعيش في العالم الآخر الضيق الذي يضيق أكثر وأكثر والذي كلما ضاق تنضج تلك الصورة الأجمل التي لا تزال تحملها في قلبك وعقلك ياسيدي، كنت يوما صغيرا بريئاً لا تعرف الكره فكبرت لتحب شعبك كله، كان احترامك للكبير مقدس ونحن نحترمك يا كبير كأنك أية من القران، وكنت أنت الأكثر ترتيبا في حقيبة مدرستك واليوم نبض قلبك يتسع ليرتب قيم وأخلاق الدنيا كلها، صحيح وأنت صادق في حروفك يا عظيم الزمان في انك تعجز عن الحديث مع صديق عن غزة وخانيونس، ولكن سأقف لك ندا للأؤكد لك أن كل غزة وخانيونس وجل الوطن يتحدثون عنك، وان كان شكلك قد كبر فجوهرك يكبر ويكبر، وقد شابت لحيتك وقاراً وصبغت بدموع خشية الله وذكره ،فالمبادئ التي حملتها في ضميرك ووجدانك لا زالت طفلا يكبر ويكبر، ولن تكون شبابا الا بمفتاح زنزانتك عندما تحطمها ياسيدي أصابع الأحرار.

من يستطيع عزل ذاكرتك وإخراجك من عالم البشر فلا زال يربطنا بك جزيئات قليلة من شمس كبيرة أضاء بها الرحمن كل الدنيا ، فهل سمعت يوما ان الشمس تغطى بغربال ،اذاُ فهم مخطئين وإذا كانت لحظات سعادتك في كلمات تخطها على ورقة مروسة بشعار الصليب الأحمر او بشفافة وصلتك بصعوبة ،الا أنها لحظات قاسية علينا تحرك شراييننا من ارتفاع نبض قلوبنا، فنحن نشعر بالخجل كيف لمن افتدانا بروحه وعيونه أن يشعر بكتابة كلمات عن الماضي وحلاوته وعن واقع ومرارته وعن مستقبل وخياله، أما نحن فمنا من يستمتع بالجاه والمال والبنون والكرسي، ولكن انتظر انتظر لقد تذكرت ان الله لم يعاقب كل البشر فهو الحق والعدل فأطمئنك بان لا زال منا السيف القلم.

أعاتبك ياسيدي فكل من يتنفس على البسيطة يتمنى الانتماء لك وليس للفيس بوك، كيف تشك انك ما زلت تنتمي لنا ؟ فمن الذي يتشرف بالانتماء للاخر؟ فأنت السيد ونحن العبيد وأنت الكبير ونحن الصغار وانت عظيم المرؤئة ونحن نبحث عنها لنشعر بها ولو بقدر رئة عصفور غرد ووقف لحظات على شباك عرين في نفحة الشهداء ، والله ثم والله (نقسم بالذي اقسمت به) انت الأكسجين الذي نتنفس به ومن خلاله، فان وصلتنا اخبارك وكلماتك انتعش بها كل احرار الدنيا ، وان نسيناك ورفاقك عدنا جثث تتحرك كما في ( فلم انتقام الأموات) ، تسع سنوات متواصلة كل من نسيك يجب ان يشعر انه كان في قبر لا يخرج منه إلا في اليوم 364 من العام ليتنفس اخره ويعود للبيات السنوي، لحظة لحظة لحظة اول حروف خطتها اصابعك الطاهرة انك تملك ارادة صلبة فهل لك ان تطمئن من حولك ومن وصفت حالهم انها يرثى لها من المؤكد انك تسألني بماذا اطمئنهم ؟ الم تصدق الاف من نشدوا قبلكم بان "سجننا لن يدوم الظلم فيه وها شبابنا قلعة فيه" ؟ الم يعتقل سيد البشرية جمعاء محمد صلى الله عليه وسلم ولم يجد غير ورق الشجر وقطرة ماء ابتلت فيها شفتاه الطاهرة ؟

لماذا تصر احراجنا ايها القائد بان همومنا ومشاكلنا قد شغلتنا عن التواصل معك ؟ فهل تعرف انت اولئك الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ويدعون ويتذللون للرحمن ان يفك قيدك ؟ فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين  جزاءً بما كانو يعملون وجزاءً بما كانوا يدعون لكل مجاهد وانت سيدهم، ولكن نحن تربينا في زقاق واحد وبيت واحد وعلى مبادئ أن يكون الله غايتنا، لذا يجب ان يصدقونا ويصدقوك والا فهي قسمة ضيزى ، وليس من حقك ان تحاسبنا لماذا نذهب لأي مكان او نزور صديق طفولة عندما نمل فهموم تقسيم الوطن تجعل عذابنا امام ضمائرنا اقسى مما تعانيه انت والفرق بيننا ان من المؤكد انك ستؤجر عند الخالق على عذابك، أما هم انقسامنا فالله وحده يعلم كيف سيتم حسابنا عليه ؟

بقدر ما انت تجاهلت اهمية كيف ستصلك الرسائل لا يهم في معادلة انقسامنا ( على مين الحق ) ، وكذلك احتساب العمل عند الله لا اهمية لرأي البشر فيه ، ولا نعرف هل رأينا ما زال من عقولنا ام من مزاج  من ساعدونا وأوهمونا انهم معنا ضد اخواننا من أبينا وأمنا ، وانا مسكت قلمك الذي وجدت نفسك فيه كالجائع او العطشان ولكن ليس لاتحدث بما يجول في نفسي مثلك ، بل لان يصرخ هذا القلم يا احرار العالم انتفضوا وهبوا لرفض 23 ساعة من الموت في اليوم لأسد في عرينه بـ ( اسطبل ايالون ).

لا تبكي ايها الخليفة لا تبكي يا من كنت توزع الجند يوم القادسية واليرموك ورفضت ان تحارب يوم الجمل  ويوم صفين ، نحن لم نستطع مثلك ان نحبس دموعنا الا انها  نزفت دماً في قلوبنا، ولا نستطيع مثلك السعادة النزف ، فدموع قلوبنا ان كنا بشر يجب ان  تعقم جرحنا الذي هو في كفنا ولا تزيد من ألامنا ، فالجرح  قد تغرغر وتسرطن، ونحن عكسك تماما  نريد ونتمنى ولا نجرؤ على الجهر بالقول، فنتمنى كثيرا أن ننسى ألامنا واوجاعنا ، ولم نعد نحتمل ان تؤلمنا كل دقيقة فهي يجب ان تكون  بركان يريد ان يغلي كل يوم على ابن صهيون، حتى تسمع نصيحتك يا سيدي بأن لا ننسى من نحن ومن هم.

نعدك وان كذبنا سنستغفر الله بان نتذكرك كل اسبوع كما اشترطت انت،  وسنكتب كلمات لا يهم انها تصل اولا تصل،  لماذا تؤكد انتماءك لنا في كل سطر من كلماتك فنحن لنا شرف الانتماء لاصابعك وعينيك وانا اوافقك ان نسيك كل البشر فلك رب لا ينساك وهو جميل, وعش انت وفق هذا الجمال فسامحنا سامحنا سامحنا.

 

 

البث المباشر