قائمة الموقع

نواب الضفة: قرار عباس مناورة.. وغير مأسوف عليه

2009-11-11T10:49:00+02:00

الضفة الغربية – الرسالة نت

طالب النواب الإسلاميون في الضفة الغربية الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس بالخروج ومصارحة الشعب والحديث عن الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى عدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة.

 

واعتبر النواب أن موقف عباس أتى بعد أن وصل إلى مرحلة الإفلاس السياسي خاصة مع الفشل الذريع الذي مني به في مسيرته التفاوضية عبر سبعة عشر عاما من التفاوض.

 

وأوضح النواب في بيان مفصَّل وصل "الرسالة.نت"، "أن ما يقوم به عباس عبارة عن مناورة تهدف إلى تلميع صورته التي باتت في الحضيض بعد الويلات التي جرها عهده للشعب الفلسطيني".

 

وأكد النواب أن "عدم ترشيح عباس نفسه هو أمر داخلي، ونحن نختلف معهم خلاف برنامج ومنهاج وليس خلاف شخصي، أن موضوع الانتخابات يعزز الانقسام ويزيد من الفرقة، فالمخرج ليس بتحديد موعد الانتخابات وإنما بإنهاء حالة الانقسام وبعدها تعالج كافة القضايا على طاولة الحوار، فالظروف غير مناسبة لإجراء انتخابات، هو بهذا الشكل يهين الديمقراطية، وأي تصريح يصدر من موقع المسؤولية تمليه بالضرورة مصلحة الوطن والمواطن التي هي مقدمة على المصالح الفردية".

 

وفي ذات السياق عزى نواب الضفة سبب عدم ترشيح عباس نفسه إلى فشل المسار التفاوضي الذي امتد لأكثر من سبعة عشر عاما، الأمر الذي أظهر حجم الورطة التي بات بها عباس، حيث أكد النائب حاتم قفيشة:"هذا التصريح يعتبر خروجا من الحياة السياسية الفلسطينية من الباب الخلفي وهذا دليل قاطع على أن المسيرة السياسية التي قادها من"أوسلو" حتى الآن أثبتت فشلها، وأن الالتزام بالاشتراطات لم يلق آذان صاغية مما ولد صدمة كبرى لدى عباس، وأجبره على اتخاذ مثل هذا القرار الذي أثبت أن عباس حسب اعتقادي لن يتراجع عنه".

مناورة وضغط

وأدخل النواب قرار عباس في باب المناورات الكثيرة التي تلجأ لها الأنظمة في العالم العربي يقول النائب حامد البيتاوي:"إعلان عباس عن عدم ترشحه جاء مناوره كما هو الحال عند بقية الحكام العرب حتى تطلب الناس منه النزول عند رغبتها، ويتراجع عن قراره نزولا عند رأي الجماهير كما سيعلل ذلك".

 

واعتبر النواب أن القرار بمثابة "ورقة للضغط على الأمريكان والإسرائيليين ليعطوه ضمانات معينه باستئناف المفاوضات، ولاستثارة الساحة الفلسطينية لصالحه حتى تعود شعبيته بعد تدنيها في الفترة الأخيرة بعد جولدستون، وبعد فشله في ملف المصالحة، وهو ما سيسجله التاريخ في صفحات عباس، كما أراد أن يقوي من شعبيته ويجمل صورته كي ينتخبه الشعب الفلسطيني في دورة قادمة فقام بمثل هذه الخطوات لكسب الأصوات ورد الاعتبار".

 

سجل أسود..

وأبدى النواب استياءهم مما جرى على الساحة الفلسطينية في عهد عباس، معتبرين أن قراره جاء متأخرا مقارنة بحجم الويلات التي مني بها الشعب وقضيته، فقد بات واضحاً أن محمود عباس لا يستحق أن يبقى رئيساً للشعب الفلسطيني وليس جديراً لذلك.

 

وأضاف النواب:"قرار عباس بعدم الترشح غير مأسوف عليه، ففي ظل عباس حصل الانقسام والتشرذم بين فتح وحماس، وعباس أول من تجاوز الشرعية عندما لم يسلم للحركة الإسلامية فوزها، وفي عهده تم اعتقال واستدعاء أكثر من 10000من أبناء الحركة الإسلامية في سجون السلطة الفلسطينية ومنهم من استشهد تحت التعذيب في هذه السجون".

 

وتمنى النواب ألا يتراجع عباس عن موقفه ليفتح المجال للكفاءات الكثيرة الموجودة كي تأخذ دورها وتتحمل المسؤولية، ولأني أرى أنه يشعر بأعباء كثيرة عليه ويجب أن يريح نفسه منها، لكن أنا أتوقع أن يتراجع عباس عن قراره وذلك لأنه كما كل الأنظمة العربية يحكم حتى يموت ويورثها لأبنائه، أيضا عباس ابن حركة والحركة لها مؤسسات وإن طالبته الحركة بالعدول عن قراره وهو ما أتوقعه فإنه سيأخذ برأيهم".

 

دعاية انتخابية

واعتبر النواب جولات عباس الأخيرة في مدن الضفة أنها جزء من الدعاية الانتخابية التي يمارسها عباس لتلميع صورته أمام الشعب، وأنها فبركات إعلامية تعبر عن واقع مأزوم لفريق السلطة وعن حجم الصراعات داخل القيادات السياسية في السلطة وحركة فتح".

 

وتساءل النواب:"إذا كان أبو مازن لا يريد ترشيح نفسه لفترة رئاسية ثانية لماذا يطوفون به في المدن والقرى الفلسطينية، ويعلقون له الصور واليافطات؟! هذه مسرحية منه ليعزز مكانته التي باتت في الحضيض، أو أن يكون الرجل قد أحرق سفنه ولم يحصل على شيء ولم يعد ذا قيمة عند الأمريكان والإسرائيليين".

 

من جانبها أرجعت النائب منى منصور الأمر إلى "الموقف المحرج الذي وضعه الإسرائيليون والأمريكان فيه تقول فهو لا يملك أوراق قوة، ويحارب المقاومة فآثر الخروج بنفسه حتى يضع حلفاءه في مأزق ليجدوا بديلا عنه في خطوة تكتيكية ليرفع شعبيته، ويحقق بعض المكاسب السياسية التي لم يحققها في المفاوضات، لكن الأمريكان والإسرائيليين وضعوه في موقف محرج أكثر أمام شعبه فلم يقدموا له أي تنازلات، رغم انه حاول تطبيق كل ما طلب منه خلال الاتفاقات السابقة".

 

مطالب النواب..

وطالب النواب أبو مازن بالعودة إلى شعبه والمصالحة مع حركة حماس، وأن يعلن التوقف عن اتفاق خارطة الطريق، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتركيز الجهود لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني والتوجه إلى انجاز مصالحة حقيقية على أسس وثوابت واضحة والعمل بكل السبل للوصول إلى المصالحة الوطنية، والإعلان الصريح عن السبب الحقيقي وراء هذه الخطوة وندعوه إلى الإصرار على موقفه والعودة إلى تبني الثوابت الفلسطينية قولا وفعلا، وفتح كافة الخيارات أمام الشعب والقيادة للدفاع عن الحق الفلسطيني بتبني خيارات المقاومة والوحدة الوطنية، ووقف التنسيق الأمني المهيمن".

 

واعتبر النواب أن الهجوم على حركة حماس في خطاب عباس يعتبر هروبا إلى الإمام، وخارجا عن السياق، ودليلا على انه ما زال مصرا على إرضاء الإسرائيليين والأمريكان، وكان الأمل انه بعد هذا الفشل أن يفتح صدره لكافة الفصائل المقاومة، وأن يصوغ برنامجا موحدا للدفاع عن الحق الفلسطيني".

 

اخبار ذات صلة