قائمة الموقع

أريغوني وكوري .. اختلفت الأداة والقاتل واحد

2011-04-15T18:39:00+03:00

الرسالة نت - رامي خريس

أصبح اغتيال أي شخصيات سياسية او قيادية وارداً ، لكن هذه المرة لن يكون بصاروخ طائرة استطلاع إسرائيلية بل قد يحدث هذا الامر بواسطة مجموعات تعمل من داخل القطاع تقول أنها تسعى للضغط على حكومة إسماعيل هنية لإطلاق سراح قاتل أو مجرم من سجونها بحجة أن الأخير "سلفي" أو "جهادي" كما فعلت بعملية اختطاف المتضامن الايطالي مع الشعب الفلسطيني"فيتوري اريغوني" وقتله .

التوقعات اصبحت الان لا حدود لها في غزة بعد اختطاف "اريغوني" وإعطاء مهلة لحكومة هنية لإطلاق سراح أبو الوليد المقدسي أو بالأحرى هشام السعيدني الموقوف لدى الأجهزة الأمنية ومن ثم قتل  اريغوني الذي عثرت الأجهزة الأمنية على جثته قبل انقضاء المهلة الممنوحة للحكومة بوقت طويل.

وتحمل عملية الاختطاف والقتل أبعاداً خطيرة ودلالات مختلفة لاسيما أنها جاءت قبل شهر تقريباً من انطلاق سفن "أسطول الحرية 2" باتجاه شواطئ القطاع في محاول جديدة لكسر الحصار ، ويبدو الحديث عن جريمة قتل المتضامن الايطالي في هذا الوقت للضغط على حكومة هنية لإطلاق سراح "السعيدني" احتمالاً ضعيفاً بالرغم من أن هذا هو الهدف المعلن للخاطفين.

توقعات أخرى للمتابعين للشأن الفلسطيني تشير إلى أن الأمر قد يكون في إطار لعبة مخابراتية كبيرة هدفها إخافة المتضامنين الأوروبيين من التعاطف مع الشعب الفلسطيني أو غزة تحديداً لاسيما أن غالبية من تحملهم سفن كسر الحصار هم من الأجانب ، وهنا قد تكون آمال البعض أن تأتي سفن كسر الحصار لغزة بدون أي متضامن.

قد يكون اللجوء لطرق وألاعيب المخابرات أجدى من مواجهة السفن عسكرياً فما حصل مع أسطول الحرية وسفينة مرمرة التركية تحديداً سبّب الكثير من الحرج لدولة الاحتلال ، والمتابعون للشأن الإسرائيلي يستطيعون رصد النقاش الدائر في أروقة الحكومة الإسرائيلية حول كيفية مواجهة "أسطول الحرية 2" وهناك توجهات إسرائيلية للتعامل معه بطريقة مغايرة ، وفي تصريحات نقلها الإعلام الإسرائيلي على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنه قد يسمح للسفن بالوصول إلى شواطئ غزة .

ومن المؤكد أن عملية قتل المتضامن "أريغوني" ليست جريمة عادية بكل المقاييس ولا يبدو أن فلسطينياً عاقلاً يقدم على عمل بهذه الشاكلة بحق متضامن مهمته تحريك الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية، والفلسطينيون جميعهم شاهدوا عبر شاشات التلفزة كيف كان "أريغوني يهتف بحرية فلسطين ويقول " Free Palestine " ، وقبله كانت المتضامنة الأمريكية راشيل كوري التي وقفت أمام جرافات الاحتلال في رفح قبل أن تدوسها تحت جنازيرها.

وإذا لم يكن من نفذ الجريمة عميلاً مباشراً للاحتلال ويتلقى أوامره من جهاز الشاباك الإسرائيلي فإن هؤلاء المنحرفين مرتكبي الحادث هم أدوات للمخابرات الإسرائيلية بشكل غير مباشر .

ودلت تحقيقات سابقة لفصائل المقاومة أن المخابرات الاسرائيلية أوعزت في أوقات سابقة لأحد عملائها لتجنيد مجموعات للمقاومة أو على الأقل يعتقد من ينضم لها من الشبان أنه يعمل لصالح الوطن والمقاومة وفي لحظة الحقيقة يكتشف أنه كان أداة أو لعبة بيد المخابرات الإسرائيلية.

وفي أيامنا هذه تجد شبانا كثيرين سذج أو جهلة قد يعتقدون أنهم يعملون لصالح الإسلام وهم لا يعلمون أو لا يدركون أبسط تعاليمه ومن السهل استخدامهم لتنفيذ أي مآرب أخرى لا يعلمون حقيقتها.

وهنا يأتي دور الأجهزة الأمنية التي من المفترض أن تقوم شكل متواصل وألا يكون عملها مقتصراً على ردات الفعل أو الحملات الموسمية ، فمجابهة هذا الخطر الكامن لا تنفع معه  "جلسة عرب" و"مخاتير" بل يتطلب نشاطا أمنيا مهنيا مستمرا وواعيا وأي تهاون قد يؤدي إلى مصائب أخرى، فسياسة وضع الدجاجة في مجمد الثلاجة لن يحميها من أن تفسد إذا طالت مدة تركها أو انقطع تيار الكهرباء عن الثلاجة.

اخبار ذات صلة