مصطفى الصواف
عركة ما بعدها عركة بين سلام فياض رئيس وزراء حكومة عباس في رام الله وبين اللجنة المركزية لحركة فتح بسبب الوزارة الجديدة المقترح إضافتها في التشكيلة الوزارية القادمة، بسبب حقيبة وزارة الرقص التي ينوي فياض إنشاءها حتى تتولى رعاية مهرجانات ومسابقات الرقص المزمع عقدها في فلسطين المرتقبة خاصة أن مهرجان الرقص الشرقي الحديث سيكون اليوم الخميس في رام الله، والخلاف قائم حول الوزير أو الوزيرة التي ستتولى هذه الحقيبة؛لأن البعض يرى أنها وزارة سيادية، ووزارة دعم مالي.
صحيح المثل أو الحكمة التي تقال دوما وتستحضر في مثل هذه المواقف ( إن لم تستح فافعل ما شئت )، مهرجان للرقص يا حكومة ( فتح – فياض ) ودماء الشهداء لازالت لم تجف بعد في غزة نتيجة الإرهاب الصهيوني، مهرجان للرقص الشرقي على بعد أمتار من مدينة القدس التي تهود ويشرد أهلها وتدمر مساكنها.
رقص شرقي يعني هز وسط، وتجرد من الأخلاق والدين، رقص شرقي معناه عري وسفور وإظهار مفاتن وفساد، رقص شرقي معناه خمر وحشيش وموبقات، رقص شرقي يعني ليالي حمراء وزنا وعاشقين وعاشقات، وعاهرين وعاهرات، بعضهن مومسات ويحملن مرض الايدز.
هل الرقص الشرقي يا حكومة ( فتح – فياض ) هو أول بشائر دولة المؤسسات التي تبشرون بها، هل بالرقص الشرقي يمكن أن يحرر الأوطان ويعد الجيل القادم لتحرير القدس وبقية فلسطين، هل استبدلتهم النضال والكفاح والثورة والتحرير بـ (فنون) الرقص الشرقي ومعارض الأزياء ومسابقات ملكات الجمال، هل هذه طريقة بناء الدول والمؤسسات، أم هي طريق الانحلال والسقوط في الرذيلة والفجور.
إذا كان فياض وحكومته يرون أن الحضارة رقص وهز وسط وأن الدول تبني على الفساد وسوء الأخلاق والرذيلة والابتعاد عن القيم والدين، فأين وزير الأوقاف والشئون الدينية مما يجري، أين كلمة الحق التي يجب أن يصدح بها العلماء والمشايخ في رام الله.
ربما يخشى وزير الأوقاف لو تحدث أن يجد نفسه خارج الحكومة، أو يحرم من النعم الفياضية، فأين مفتي القدس والديار المقدسة من هذه الجريمة الدينية والأخلاقية والقيمية؟، لماذا لم نسمع منه تعقيبا أو تعليقا يقول ما يرضي الله ورسوله وينصر دينه؟، أم أن الرقص والتعري والزنا بات في شرع البعض مباحا وحلالا في ظل التطورات العالمية وما تتطلبه المرحلة.
أين قاضي القضاة مما يجري في رام الله والضفة على أيدي حكومة فياض وسماسرة الأخلاق والقيم، أليس فيكم رجل رشيد، أم أنكم فقدتم الدين والعقل والأخلاق، لماذا لم تقفوا أمام هذا الفسوق المرتكب وهذه المعاصي الجهرية المرخصة والمحمية من قبل أجهزة الأمن، أين موقفكم، وماذا ستقولون لربكم يوم أن تسألوا ماذا فعلتم ومحارم الله تنتهك.
طالما الأمر كذلك والكل لاذ بالصمت، هل سيصمت الشعب الفلسطيني الأبي الحر في الضفة الغربية على هذا الفسوق، وهذه الأفعال والمعاصي وهذا التدمير الخلقي؟، لماذا لا تخرجون وتعبرون عن رأيكم وترفضون ما يجري؟، القمع ليس مبررا، والسجن أو القتل أيضا ليس مبررا، فاعملوا ما يمليه عليكم دينكم قبل ضميركم، دافعوا عن دينكم ومجتمعكم وأبنائكم، واجهوا هذا الفساد والانحلال الخلقي والقيمي، لا تسمحوا بإقامة هذا المهرجان حتى لو كلفكم ذلك دما وأرواحا.