الرسالة نت - وكالات
نشر مركز أورشليم للسياسة العامة، ورقة بحثية مختصرة، حملت عنوان (سوريا: الخاسرون والرابحون)، أعدها الدكتور جاكس نيرياه العقيد السابق في الجيش الإسرائيلي، والذي يتولى حالياً منصب المحلل الخاص للشؤون الشرق أوسطية في مركز أورشليم للسياسة العامة: فما هو محتوى مقاربة الدكتور جاكس نيرياه. وما مذهبية خلفياتها التحليلية؟
- ورقة (سوريا: الخاسرون والرابحون): المعطيات الرئيسية
سعت الورقة إلى اعتماد مقاربة لتطورات الأحداث والوقائع التي جرت مؤخراً في الساحة السياسية السورية، من خلال التركيز على النقاط الآتية:
• تعليل الإجراءات الصارمة التي طبقتها السلطات السورية ضد المظاهرات والاحتجاجات بأنها حدثت بسبب عدم وجود أي توقعات لحدوث هذه الاحتجاجات.
• التأكيد على جدوى معطيات خبرات الأجهزة الرسمية العربية في مواجهة الاحتجاجات والمظاهرات بدلاً عن الوسائل السياسية، وهو أسلوب شائع في المنطقة العربية.
• برغم التأكيد على دور السلطات الرسمية، فإن ما كان جديداً هذه المرة تمثل في المزايا التي سعت دمشق إلى تقديمها لجهة احتواء الاحتجاجات.
• إذا لم تنجح جهود دمشق في احتواء الاحتجاجات، فإن المواجهات سوف تتصاعد بما يمكن أن يؤدي إلى نماذج أشبه بالحالة البحرينية، أو الحالة اليمنية، أو الحالة العراقية.
• نموذج الحالة العراقية يمكن أن يحدث إذا سعت واشنطن ـ حصراً ـ لجهة التدخل في المنطقة على غرار تدخلها في العراق.
• المعارضة السورية الحالية لا تتميز بوجود الكاريزما القيادية، وحالياً من الصعب ـ إن لم يكن من المستحيل ـ الإشارة إلى شخصية واحدة في المعارضة تتمتع بكاريزمية القائد السياسي.
• يتواجد جميع رموز المعارضة السورية في الخارج وظلوا على هذه الحال لفترة طويلة، وبالتالي فإن حركة الإخوان المسلمين هي الأكثر فعالية حالياً داخل سوريا، وعلى ما يبدو برغم الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها الحركة في أحداث عام 1982 م، فإن الحركة نجحت في استعادة قدر من قوة النفوذ وعلى الأغلب أن تسعى هذه الحركة لتوظيف واستثمار الأحداث الجارية ليس لإضعاف دمشق وحسب، وإنما أيضاً لجهة إقصاء منافسيها الآخرين في المعارضة نفسها.
على خلفية النقاط التي أشارت إليها الورقة، نلاحظ أنها سعت إلى أن تعكس مذهبية جديدة غير مألوفة في أسلوب الأوراق البحثية الإسرائيلية. وما هو أكثر وضوحاً تمثل في عنوان الورقة الذي أشار بوضوح إلى أن التحليل السياسي للورقة قد ركز على استخدام نظرية التكلفة والعائد والتي تعتبر من أبرز أساليب التحليل السياسي البراغماتي المعاصرة.
* أبرز الاستنتاجات: المضمون والاتجاه
توصل الدكتور الإسرائيلي جاكس نيرياه إلى تحديد الخاسرين والرابحين في حالة تصاعد سيناريو الفوضى في سورية، على النحو الآتي:
• أبرز الخاسرين: حركات المقاومة الفلسطينية ونظيرتها اللبنانية ـ إضافة إلى إيران والعراق، والحركات ذات التوجهات القومية العربية في المنطقة.
• أبرز الرابحين: حركة الإخوان المسلمين السورية ـ حركة الإخوان المسلمين اللبنانية ـ قوى 14 آذار اللبنانية ـ السعودية ـ إسرائيل وأمريكا.
هذا، وما كان لافتاً للنظر أن الورقة البحثية أشارت إلى أن إسرائيل وأمريكا سوف تكونان الرابح الأكبر في حالة استمرار وتصاعد الفوضى بشكل دائم ومستمر، وبالتالي، فقد راهن الدكتور الإسرائيلي جاكس نيرياه على ضرورة أن يسعى محور واشنطن ـ تل أبيب إلى استدامة حالة الفوضى والاضطراب والتوتر لأطول فترة بما يمكن أن يتيح إضعاف دمشق بأكبر ما يمكن، ويقلل من قوة ونفوذ دمشق في المنطقة لأقل ما يمكن.
هذا وإضافة لذلك تجدر الإشارة إلى أن الدكتور جاكس نيرياه قد رصد حزب العدالة والتنمية التركي من بين الرابحين، وذلك لجهة روابطه مع الحركات الإسلامية الشرق أوسطية.
وبالنسبة للعراق، فقد رصدت الورقة بغداد من بين الخاسرين طالما أن صعود الأصوليات السنية الإسلامية الشرق أوسطية، سوف لن يؤدي بالضرورة سوى إلى إضعاف الحركات الإسلامية الشيعية العراقية الصاعدة في هذه الأيام.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة