قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: صبرًا "أسرانا" البواسل...

سنوات من الفشل تسطرها أجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية التي تعمل ضمن منظومة عالية من التكنولوجيا المتطورة و وسائل الاتصال والتجسس من خلال الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع التي لا تغيب عن سماء غزة.

فلم تساعد كافة القدرات المميزة والحديثة التي تمتلكها أجهزة الاحتلال الإسرائيلي في تخطي حاجز الفشل الذريع بما يتعلق بالجندي الأسير "جلعاد شاليط" والذي مضى على أسره أكثر أربع سنوات .

انتصار يسجل في صفحات المقاومة الفلسطينية ليكون شاهدًا على نجاح مبهر لحدث غير مسبوق في عملية عسكرية تستمر فصول نجاحها إلى يومنا هذا ما بقي الجندي الإسرائيلي بيد أبطال الشعب الفلسطيني.

في أول حكومة صعد نجمها بأصوات ناخبيها من أبناء الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة فكانت عملية "الوهم المتبدد" التي نفذتها فصائل فلسطينية لتعود إلى قواعدها بأسير من إحدى دبابات الاحتلال التي كانت تدك القطاع ليل نهار, لتقتل وتهدم وتدمر ما يقف بطريقها.

لقد أشعلت المقاومة الفلسطينية بهذه العملية المميزة في ظل حكومة فلسطينية هي الأولى التي تدعم وتحمي المقاومين وتبارك عملياتهم الجهادية ضد المحتل الغاشم لتضع النقاط على الحروف وتنهي فصلًا مريرًا من ملاحقة المقاومين بقطاع غزة لصالح الاحتلال.

"شاليط" عنوان لا يخبوا في الإعلام لدى الاحتلال, كما له الأهمية ذاتها بل الأكبر لدى المقاومة الفلسطينية التي تعتبر نفسها تمتلك مفاتيح زنازين الأبطال بسجون الاحتلال لتكون بارقة أمل جديد يعيش عليها أسرانا البواسل حتى تبيض سجون البغي والظلام من أبطال غيبتهم السجون عنا تركوا سنوات عمرهم وربيعها, تركوا عائلاتهم وأحبتهم ليتواروا عن الأنظار خلف قضبان السجون من اجل أن يكون لهم عملًا خالصًا من أجل فلسطين, وإن كان على حساب سنين عمرهم.

كما أن المقاومة الفلسطينية وحفاظًا على "العهد" ستبقى تعمل بكل ما أوتيت من قوة لأسر المزيد من جنود الاحتلال؛  لضمان مبادلة أسرانا بأسراهم حتى يخرج أخر طفل وامرأة وبطل وجميعهم أبطال, وفاء من المقاوم الفلسطيني إلى الأسير القابع في سجون الاحتلال وزنازين العزل لتصل رسالتها واضحة بأن المقاومة لا تتخلى عن أبطالها ولا تنسى أسراها ورجالها وتعمل على إطلاق سراحهم بالطريقة التي لا يعرف الاحتلال سواها.

المقاومة الفلسطينية التي أخذت على عاتقها حماية الجندي الأسير جلعاد شاليط طالما بقي لديها حتى تتم صفقة تبادل مشرفة للفلسطينيين تكون انتصارًا جديدًا في حرب طويلة مع محتل غاشم لا يفهم لغة الحوار والتفاوض ولا يفقه سوى لغة الأقوياء في انتزاعهم حقوقهم والحفاظ على ثوابتهم من خلال التمسك بالمقدسات ورفض الاستسلام والإصرار على عودة فلسطين حرة أبية لتعلوا الراية.

فصبرًا أسرانا البواسل فإن الليل لا بد أن يتبعه نهار مشرق يزداد إشراقًا بحريتكم التي هي من أولويات اهتمام الشعب الفلسطيني؛ تقديرًا لدوركم في استمرار مقاومة هذا الشعب لعدو قد تمادى في القتل والتدمير والأسر والاختطاف لكل ما هو فلسطيني يحمل بين مكوناته حرية شعب واستقلال وطن يأبى نسيان أسراه وتحرير أقصاه والصمت على تهويد ارض ما كانت يومًا وطنًا لهم بل هي فلسطين لشعبها وعربها ومسلميها في أنحاء العالم قاطبة, لن تكون يومًا صامتة على اغتصابها من قبل محتل جاء إليها من دول العالم ليهودها ويبني حضارة مسروقة على أنقاض حضارة شعب لا يقبل بديلًا عن أرضه وسيعمل على عودتها وتحريرها مهما قدم من أثمان لهذا الوطن السليب.

 

البث المباشر