غزة- عمر عوض- الرسالة نت
حذر مختصون ومتابعون لقضايا الأسرى في سجون الاحتلال من خطورة استمرار الانتهاكات الصهيونية بحق الأسرى الأطفال ، وطالبوا بضرورة كشفها وفضحها في المحافل الدولية، واصفين صمت المؤسسات الحقوقية والقانونية على الجرائم التي ترتكب بحقهم، بمثابة ضوء أخضر لانتهاك حقوقهم وطمس شخصيتهم الفلسطينية.
وأكد النائب الدكتور محمد شهاب عضو لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني ارتفاع وتيرة الانتهاكات الصهيونية الصارخة بحق أكثر من 300 طفل معتقلين في سجونه.
وكشف شهاب عن تحويل سلطات الاحتلال المغتصبات بالضفة المحتلة لمراكز تحقيق وتعذيب لهم. ولفت في حديث لـ"الرسالة نت" إلى أن المحققين الصهاينة يشبحون الأطفال لفترات طويلة، ويصعقونهم بالكهرباء خلال عمليات التحقيق.
التحرش الجنسي
وحذر من عمليات التحرش الجنسي التي يتعرضون لها من قبل الجنائيين الصهاينة، وقال:" حجز أطفالنا في غرف ومعتقلات الجنائيين يجعلهم عرضةً لعمليات التحرش والضرب والابتزاز".
ونوه إلى أن الاحتلال يسعى من خلال استهدافه لأطفالنا نزع روح الوطنية منهم حتى لا يفكروا في مقاومته، مضيفا: "ما وجدوه من إرهاب وترويع لم يعهدوه ولن ينسوه طوال حياتهم".
وتساءل شهاب عن موقف المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق من اعتقال الأطفال، مطالباً بضرورة التحرك لإطلاق سراحهم .
وعن محاولات الاحتلال لشرعنة اعتقالهم، أوضح شهاب أن الصهاينة يسعون للتغطية على انتهاكهم لحقوق أطفالنا من خلال إنشاء محاكم خاصة لهم، لتحسين صورتهم أمام العالم، مبيناً أن نهايات عام 2009م انشأ الاحتلال المحاكم لتوفير الغطاء القانوني لاعتقالهم .
الانتهاكات المتواصلة
من جهته أكد عبد الناصر فروانة، رئيس دائرة الإعلام بوزارة الأسرى والمحررين، أن الاحتلال يعتقل آلاف الفلسطينيين في معتقلات مخالفة لكافة القوانين والأعراف الدولية، ويتعامل معهم على قاعدة لا حقوق لهم، مشدداً على أن الانتهاكات متواصلة دون حدود تذكر.
وبين لـ"للرسالة نت" أن الاحتلال يتعامل مع الأسرى الأطفال كمعتقلين كبار من حيث ظروف الاعتقال والتحقيق.
وقال: "فيما يتعلق بالأطفال فحدّث ولا حرج فطفولتهم لم تشفع لهم عند الاحتلال الذي يعاملهم كالأسرى الكبار في الاعتقال والتعذيب".
وكشف أن المحققين ينتزعون الاعترافات منهم بالقوة، مؤكداً أن اعترافاتهم تستخدم ضدهم لدفع القضاء لإصدار أحكام عالية بحقهم، منوهاً أن الاحتلال العام الماضي حول المغتصبات في الضفة لمراكز التحقيق.
وأكد أن الاحتلال اعتقل منذ انتفاضة الأقصى سبتمبر 2000م وحتى العام الحالي أكثر من ثمانية آلاف طفل، مبيناً أنه بقي منهم 245 طفل بعضهم يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لعدة مرات.
ولفت الى أن العديد من الأطفال اعتقلوا وصدرت بحقهم أحاكماً عاليةً وتجاوزوا طفولتهم في سجون الاحتلال". واستنكر الصمت الدولي على جرائم الاحتلال بحق الأطفال وقال:" الاحتلال لا يراعي احتياجات الأطفال الخاصة ويحرمهم من ابسط حقوقهم في التعليم الأساسي ومن التواصل مع ذويهم و العالم الخارجي .
تدمير مستقبلهم
ونوه فروانة أن تخلي المؤسسات الحقوقية عن دورها في الدفاع عن أطفالنا يعطي الاحتلال الفرصة في تدمير مستقبلهم. وحذر من أن استمرار اعتقالهم مع الجنائيين الصهاينة وتطبق نفس الإجراءات القمعية بحقهم يؤكد نية الاحتلال باستهدافهم.
في ذات السياق اتفق مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين، صابر أبو كرش، مع من سبقوه على أن القانون الدولي الإنساني كفل للأطفال رعايتهم من أي اعتداء، خاصةً من عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال بحقهم.
واعتبر في حديثه لـ"الرسالة نت" احتجاز أطفالنا مع الجنائيين الصهاينة وعزلهم ومنع زيارتهم انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي". وأضاف: "ظروف الاعتقال تتعارض مع القانون الدولي وملحقات اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة، التي تنص على حماية الأطفال".
وأكد مدير واعد تعرضهم لتحرش جنسي من قبل المعتقلين الصهاينة أصحاب السوابق الجنائية، بالإضافة إلى محاولات الاعتداء عليهم وعزلهم بشكل انفرادي وتعذيبهم أثناء التحقيق، مشدداً على أن كل هذه الانتهاكات تهدف لكسر إرادتهم ومقاومتهم للاحتلال.