وسام عفيفة
عند محطة بهلول للمحروقات الواقعة عند تقاطع شارع النصر مع الشيخ رضوان اصطفت سيارات الأجرة في الاتجاه المعاكس.
سائق سيارة ملاكي يمر بجوار المحطة في اتجاه شارع عز الدين القسام , في المقابل تتقدم سيارة أجرة يقودها "ولد" وتغلق الطريق أمامه .
الولد الذي يعمل سائق أجرة يطل برأسه صارخا على صاحبنا :"الطريق مش الك يا حوت" وهكذا يغلق الشارع .. ويصر ألا يتلحلح من مكانه .. يسند رأسه إلى الكرسي, والسيارات تصطف طابورا في الشارع, وأخينا في المعاكس" ولا على باله".
سائق الملاكي يتنازل, وبصعوبة يتحرك كي يفتح الطريق, ثم يصطف بجوار الولد سواق الأجرة ليذكره:" أنت أغلقت الطريق وتسير معاكس يا حوت" , فيرد بوقاحة وعربدة , وكلمة من هنا وكلمة من هناك, يبصق الولد فيغضب الرجل و"تعلق خناقه" .. يتجمع سائقو الأجرة في المكان ويفضون الاشتباك على قاعدة "ننصر صحابنا السواق ظالما او مظلوما".
طبعا الدنيا آخر نهار وشرطة المرور -الله يعينهم- أخلوا المكان وزعران الشوارع من سائقي الأجرة يصولون ويجولون في الشارع.
صاحبنا أبو سيارة ملاكي خرج من "الطوشة" بالغضب وبرقم لوحة سيارة الولد الأزعر ( 0171) ونسي أن يذكر نوعها.
أبو لوحة ( 0171) انتصر في جولة العربدة والزعرنة ولم يردعه احد, ومثله كثر يعملون على خطوط المواصلات الداخلية, يقلون طالبات وفتيات, ويقلون أدبهم على الراكب والماشي.
أبو لوحة ( 0171) ظل يتحرك في الاتجاه المعاكس في الشارع وفي سلوكه واتجاه قوانين السير, واحترام الناس, تحت حجة:" حرام ارزقية ..محتاجين شغل.. " يعمل كل من هب ودب سائق أجرة, بما فيهم الزعران, والأولاد, والصيع.
وإذا ضبطهم شرطي بمخالفة وعاقبهم, صرخوا وشكوا وبكوا وذرفوا دموع التماسيح, وصارت الحكومة بتخالف الغلابة.
بعد حادثة, أبو لوحة ( 0171) يتضح أن سائقي الأجرة يحتاجون فلترة , وبعضهم يحتاج إعادة صيانة لسلوكه وأخلاقه, ومنهم يحتاج "أبرهول", وآخرين يجب تشحيم معاملتهم مع الناس, وبعضهم لا يصلح معه إلا التكهين, و"يصف ويطفي".
إذا بقي الولد يسوق في البلد سوف نظل ندفع ثمن طيشانه, وعلى رأي المثل:" مجنون رمى حجر في بئر, أربعين عاقل لا يستطيعوا إخراجه"