قائمة الموقع

مقال: الحوار الحوار لا التكفير والعنف

2011-04-21T06:21:00+03:00

عملية وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، كانت عملية نظيفة بالقياس الأمني حيث أدت إلى مقتل اثنين من المتهمين بقتل المتضامن الايطالي (فيتوريو اريجوني) واعتقال الثالث ، فيما أصيب ثلاثة من عناصر الشرطة بإصابات مختلفة، ولم يصب أحد من المدنيين، حتى أن مقتل الاثنين وفق رواية الشرطة الفلسطينية كانت بأيدي أحدهما وهو أردني الجنسية، ووفق ما أكدته الصور التي عرضت أمام وسائل الإعلام في أعقاب المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الداخلية عقب انتهاء العملية التي وقعت وسط قطاع غزة في مخيم النصيرات.

وزارة الداخلية والتي تمكنت من الكشف عن ملابسات الجريمة في وقت قياسي أعطت مؤشرات تدلل على قدرة عالية لعناصرها المدربة محليا وذات العقيدة الأمنية الوطنية الهادفة إلى فرض الأمن وحفظ الأرواح، واستطاعت تجنيب المواطنين الأذى الجسدي ، كما أن عملية الاقتحام كانت غاية في الدقة والسرعة والجرأة.

والسؤال هنا: ما الذي استفادة هؤلاء الذين ارتكبوا جريمة مقتل المتضامن الايطالي وجريمة قتل عنصرين منهما بعد رفضهم تسليم أنفسهم للشرطة رغم النداءات التي وجهت من قبل الشرطة ومن قبل والدة أحد المتهمين والتي شاهدها وسمعها الملايين عبر وسائل الإعلام، ورغم قسوة المشهد على النفس؛ إلا أنها دللت بشكل كبير على مصداقية رواية الشرطة وحرصها على تجنيب المتهمين هذا المصير الذي أوصلوا أنفسهم إليه.

لقد فجع هؤلاء المتهمون الشعب الفلسطيني بمقتل (اريجوني) ، وفي نفس الوقت فجعوا ذويهم وشعبهم عليهم نتيجة قتلهم لأنفسهم بهذه الطريقة وكان بالإمكان الاستجابة للنداءات وتسليم أنفسهم دون أن يصل الجميع إلى هذه النتيجة الصعبة.

الحقيقة أننا نأسف لهذه الطريقة في المعالجة الاضطرارية من قبل وزارة الداخلية، ونتمنى ألا تتكرر وان يعاد التفكير والمراجعة من قبل أي جماعة دينية كانت أو فكرية، وان تكون لغة الحوار العقدي والفكري والثقافي هي اللغة السائدة، وان يكون هدفنا هو مقاومة الاحتلال وان نترك بعض خلافاتنا جانبا إلى حين الانتهاء من العدو، لحلها عبر الحوار والنقاش والإقناع بعيدا عن القوة وما يترتب عليها.

ولكن لابد من الإشارة في هذا المقام إلى أصحاب الفكر التكفيري الوارد إلينا من الخارج والذي لا يتلاءم والحالة الفلسطينية، وحادثة أول أمس كان عنصر التوتير فيها هو احد القادمين إلينا وهو الخارج بفكر مستورد وغريب، والذي حال دون أن تنتهي القضية بشكل أفضل ، وهو الذي افسد حوار العقل وأصر على استخدام العنف حتى انه أطلق النار تجاه والد أحد المتهمين حتى لا يصل إلى المكان الذي تحصنوا فيه.

خلاصة القول أن الفكر التكفيري لم تعرفه غزة ولم يعرفه الشعب الفلسطيني وهو مرفوض ولا يخدم قضيتنا إلى جانب أنه يشوه ديننا وقضيتنا وشعبنا، وها هي نتائجه ماثلة أمامنا جرائم قتل محرمة شرعا، أعقبها جريمة قتل للنفس بهذه الطريقة البشعة التي جرت، فلماذا نلغي العقل ونترك الشيطان يحركنا كيفما شاء، أليس كتاب الله بيننا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هما اللذين نحتكم إليهما ونمعن العقل والنظر فيهما، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

اخبار ذات صلة