من المؤسف أن يصبح الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال مجرد أرقام تزيد وتنقص وان يكونوا للذكرى فقط وان نغني على أطلالهم فلهم يوم في العام و يوم من الأسبوع نتذكرهم فيه ونذكر العالم بهم .
هذا أمر جيد ولكن في حالة كحالة الأسرى أو المعتقلين أو المختطفين في سجون الاحتلال لا يهم هنا في نظري المسمى ولكن ما يهم أن تبقى قضية الأسرى القضية الفاعلة في يومنا وفي ذاكرتنا ، وهنا أحرض أهالي الأسرى سواء في الضفة أو غزة بان يتظاهروا يوميا وان لا يكلوا ولا يملوا وان لا يجعلوا من مقر الصليب الأحمر المكان المفضل لهم لا بل عليهم التظاهر في كل الميادين وبكل أشكال التظاهر وان يقرعوا كل أبواب المسئولين كي يضعوهم أمام مسئولياتهم وان لا يقتصر التظاهر فقط على أهالي الأسرى بل أن يشمل جميع فئات المجتمع وان يشكلوا تكتلات شعبية ، وأتمنى على جميع القيادات ورموز شعبنا بان يتناوبوا على الأقل لمشاركة أهالي الأسرى اعتصامهم الأسبوعي.
وادعوا هنا أهلنا وربعنا في الخارج والشتات الفلسطيني بان ينضموا إلى التكتلات الشعبية المتضامنة مع الأسرى وان يشكلوا لوبي قوي للمطالبة بالإفراج عن أسرانا وان يتظاهروا باستمرار في الميادين العربية والأوروبية .
وكي لا يكون الأسرى كالجرح الغائر في قلوبنا علينا التوحد و التكاتف على الأقل عند وقوفنا في اعتصاماتنا وتظاهراتنا المطالبة بالإفراج عنهم ولا أريد في هذا الإطار أن أتطرق إلى ما حدث في يوم الأسير الفلسطيني قبل أيام من تنازع على من يلقي كلمة فصيله أولا ومن لديه أسرى أكثر في سجون الاحتلال وغيره من الأمور المؤسفة .
ولكن أريد التأكيد على مبدأ التكاتف والتعاضد والتفكير الجدي من اجل الإفراج عن الأسرى في سجون العدو وكثيرا سررت بما قاله الدكتور محمود الزهار عندما قال : " مخطئ من ظن أن الإفراج عن الأسرى يأتي من خلال القانون الدولي و مناشدة الغرب وإنما بعد إرادة الله بسواعد المقاومة " نعم هي المقاومة وحدها من تجبر العدو الصهيوني على الإفراج عن الأسرى .
فهذا العدو المجرم الذي لا تحكمه الأخلاق لا يألو جهدا في إيذاء أسرانا وتعذيبهم تارة عبر التنكيل الجسدي وتارة أخرى عبر التنكيل النفسي و لسنا بعيدين عن قصة الطفلة عبير السكافي التي توفيت أمام والدها المأسور خلف القضبان الصهيونية عندما رفض السجان السماح لها بمعانقة والدها ، ترى كيف هو شعور والدها الآن بعد وفاة ابنته أمام عينيه وهو لا يستطيع حتى لمس يديها .
لا ادري ماذا يقصد هذا العدو الجبان من فعلته هذه هل الطفلة عبير المريضة أصلا تشكل خطرا على كيانهم الغاصب أم أنها قد أو ربما كانت تملك من القوة أن تطلق سراح والدها بجسدها الضعيف من قبضة السجان الصهيوني .
ومن عجائب الأمور أن الأسرى الفلسطينيين تغلبوا على كل الأرقام القياسية في العالم فيما يتعلق بالأسر ، فأقدم أسير في العالم هو نائل البرغوثي الذي قضى إلى الآن 34 عاما من الأسر، و اصغر أسير في العالم هو يوسف الزق الذي ولدته أمه فاطمة في السجن و أفرج عنهما مؤخرا ، واكبر أسير في العالم سنا هو الأسير سامي يونس والذي يبلغ من العمر 83 عاما ، وأكثر أسير حكما في العالم هو الأردني عبد الله البرغوثي محكوم عليه 6633 عام ، وللعلم يوجد داخل السجون الصهيونية 221 طفل فلسطيني بحسب اليونيسيف .
فكما قال من سبق لا يفل الحديد إلا الحديد.