الرسالة نت-كمال عليان
لم يستطع الفلسطيني أبو محمد عبد القادر أن يخفي ارتياحه وسعادته الشديدة من انتهاء الانقسام الفلسطيني وعودة المياه لمجاريها بين حركتي فتح وحماس.
ويقول عبد القادر وقد بدت الفرحة ترتسم على وجهه :" الحمد لله على انتهاء هذه الأزمة والصفحة السوداء التي كانت في تاريخنا والذي عانينا منها كثيرا "، شاكرا في الوقت ذاته الحكومة المصرية على جهودها الحثيثة لإنجاز هذه اللحظة "التاريخية".
وكانت كلا من حركتي فتح وحماس وقعتا بالأحرف الأولى بالقاهرة اليوم اتفاق مصالحة حسم القضايا الخلافية كالحكومة الانتقالية والانتخابات واللجنة الأمنية العليا، في تطور مفاجئ سبقته مع ذلك لقاءات سرية، وردت عليه "إسرائيل" فورا بالقول إن على عباس الاختيار بين السلام معها وبين السلام مع حماس.
ووقع الاتفاقَ موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس وعضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد بحضور رئيس المخابرات المصرية اللواء مراد موافي الذي نسّق جهازه للقاء، بعد اجتماعات سرية.
وأضاف عبد القادر لـ"الرسالة نت" وقد مسح بكفه على شعر رأسه الأبيض:" هذه فرصتكم أيها الشباب الفلسطيني في إنجاز المصالحة، لأننا هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية"، محاكيا بذلك الرجل التونسي الذي اشتهر بهذه الكلمات أمام كاميرا الجزيرة أثناء الثورة التونسية بداية العام الجاري.
ويبلغ عبد القادر من العمر (65 عاماً) وهو رب أسرة تتكون من عشرة أفراد أغلبهم من الشباب الذين ينتمون لحركتي فتح وحماس مما ستدفع المصالحة إلى زيادة الود والمحبة بينهم.حسب رأية.
لقد انتهى الانقسام
أما الشاب خالد دواس (35عاما) فيقول لـ " الرسالة نت " منذ فترة طويلة ونحن نشتاق لسماع هذا الخبر لأن الانقسام شوه سمعة شعبنا في الخارج وأثر على العلاقات الاجتماعية بين الشعب".
وأعرب دواس عن أمله في تعزيز كافة الاطراف الفلسطينية روح المصالحة الوطنية وتسخير وسائل الاعلام لخدمة تحقيق الوحدة الوطنية، موضحا أن الشارع الفلسطيني قال كلمته من قبل في أن المصالحة واجب وطني واخلاقي وديني.
في حين اعربت الحاجة أم إبراهيم الغندور (62عاما) عن بالغ سعادتها من انجاز ملف المصالحة الفلسطينية، رافعة كفها إلى السماء بدعائها :" اللهم وفق بينهم وأجمعهم على الخير يارب".
أم إبراهيم التي تغلف تقاسيم وجهها خطوط الزمن وتقلباته، تكشف لك نبرات صوتها عن الإرهاق الذي لحق بها من جراء الانقسام، بعد أن هرب أحد أبنائها "الفتحاويين" إلى الضفة المحتلة إبان الحسم العسكري عام 2007، وطول الانتظار للقائه، متمنية أن تعود المياه إلى مجاريها ويعود ابنها إلى غزة.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن الاتفاق يتعلق بتشكيل حكومة وحدة انتقالية لها مهمة محددة وتحدد تاريخا لانتخابات تشريعية ورئاسية، ستكون متزامنة، وتنظم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية بقطاع غزة طاهر النونو إن القضايا الخلافية قد حسمت.
وفصّل د. محمود الزهار باتصال مع قناة الجزيرة الفضائية بعض القضايا التي حلت كلجنة الانتخابات (التي سترشح لها الحركتان قضاة بالتوافق) وتوقيت إجراء الانتخابات، وتشكيل حكومة مؤقتة من الكفاءات، ومنظمة التحرير الفلسطينية، واللجنة الأمنية العليا، التي سيكون تشكيلها حسبه بتوافقٍ ملزم لرئيس السلطة.
يبدو أن الاتفاق بين حركتي فتح وحماس قد فتح المجال أمام المواطنين الفلسطينيين لتنفس الصعداء، ولو قليلا حتى هذه اللحظة، بعد صفحة "سوداء" لطالما حلم الشعب الفلسطيني طيها بلا رجعة.