ترقب حذر يسود الشارع الغزي بشأن المصالحة المرتقبة

الرسالة نت – مها شهوان

لا يخلو مكان في قطاع غزة من الحديث عن المصالحة والتوقيع على الورقة المصرية، ففي تلك الزاوية يجتمع مجموعة من الشباب يتحدثون بلهجة يملؤها الأمل عن تحقيق الوحدة الوطنية وعودة المياه الراكدة إلى مجاريها ،لكن في المقابل هناك من يرى أن ما تتداوله وسائل الإعلام عن المصالحة هو "مجرد كلام فاضي"، حسب رأيهم.

"الرسالة نت" استطلعت بعض آراء المواطنين حول إمكانية حدوث مصالحة وطنية خلال الأيام المقبلة وأعدت التقرير التالي.

ورقة المصالحة

وسط الضجيج الذي يلف ميدان غزة يجلس المواطن محمود عايش 63 عاماً على باب محله محتسيا قهوته الصباحية قائلا:" أستبعد إجراء المصالحة بين حماس وفتح ،لأن الأخيرة غير معنية بذلك ولا تستطيع رفض التنسيق الأمني مع الاحتلال"،متابعا : سلطة رام الله تتقاعس عن التوقيع بسبب الضغوطات الخارجية التي تتعرض لها،وأنها في حال توجهت للمصالحة فذلك من أجل الضغط على "إسرائيل" للعودة للمفاوضات.

وتمنى عايش أن تتحقق المصالحة لأن الحديث عنها بات يشوه القضية الفلسطينية في الخارج،داعيا حركتي فتح وحماس إلى تغليب المصلحة الوطنية على الحزبية.

أما الموظف إسماعيل عبد الله 32 عاما يقول:"لا أتوقع حدوث المصالحة الوطنية في الوقت الحالي لأنها لا تقوم على أسس سلمية واضحة كاتفاق مكة"،متمنيا في الوقت ذاته  إنهاء حالة الانقسام السياسي لما أثرت به على كافة مناحي الحياة لاسيما الاجتماعية منها.

وأضاف:"لضمان حدوث المصالحة الفعلية لابد أن يكون هناك اتفاق يضمن حقوق العائلات التي فقدت أبنائها ويحاكم كل من يثير الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني ".

أما معلمة التاريخ جمانة عبد الحميد 26 عاما رأت أنه من المحتمل التوقيع على الورقة المصرية لكن التطبيق سيواجه صعوبات ،لاسيما من قبل المواطنين الذين أريقت دماء أبنائهم دون أسباب ،موضحة أن الممارسات التي قام بها أفراد حركتي فتح وحماس ببعضهم زادت الشرخ والحقد بين الطرفين .

بينما كانت نظرة الطالبة الجامعية إيمان مسلم تختلف عن سابقيها فهي ترى أن هناك أمل في أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم ،خاصة في هذه الأيام التي يحاول الاحتلال و بشتى الطرق استغلال الوضع ليدنس المقدسات، داعية حركة فتح إلى العودة لأحضان الشعب الفلسطيني.

متفاءل ومتشائم

وقد لا تخلو سيارات الأجرة من الحديث عن الأوضاع السياسية لاسيما الموضوع الأبرز وهو المصالحة وتوقع حدوثها ،ففي سيارة العم أبو خالد وأثناء تنقله من إذاعة لأخرى جاء صوت المذيع مخبرا أنه خلال أسابيع ستجتمع الفصائل للتوقيع على ورقة المصالحة ،حينها أطفئ السائق مذياعه حتى بات كل من في السيارة بإدلاء رأيه ما بين متفائل ومتشائم .

وبعدما سكت الجميع قال السائق:"لن تتحقق المصالحة الآن حتى ولو توصلوا للاتفاق على كافة النقاط إلا أنهم في النهاية سيخرجون بمعيقات تعرقل عملية المصالحة ويعودوا أدراجهم "،متسائلا :متى سيأتي اليوم الذي يتوحد فيه أبناء الشعب على عدو واحد.

البث المباشر