كمال عليان
لا نستغرب كثيرا عندما نسمع أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقطع المساعدات التي تدرها على السلطة بالضفة المحتلة، إذا تم انجاز المصالحة بين فتح وحماس، فخروج القادة الامريكان مهلوعين ومصروعين كالثيران الهائجة ويقولون إن المصالحة بين فتح وحماس ستكون عائقا أمام عملية السلام، أمرُ مثير للضحك، فهل تعتقد واشنطن أن دعمها للاحتلال الصهيوني بكافة الأسلحة المحرمة دوليا، واستخدام حق الفيتو أكثر من مرة لوقف أي مشروع لمصلحة الشعب الفلسطيني، والصمت المطبق عن حصار شعب بأكمله فى كافة النواحى المعيشية، دفاعا عن حقوق الإنسان ولا يعد اشكالية أمام عملية السلام؟، أما المصالحة بين الأخوة الفلسطينيين يضر بالعملية السلمية التي ماتت أصلا؟ فبأي منطق تحكمون؟!
حقا إنها مسميات عجيبة وغريبة، من دولة تدعى الدفاع الصارخ عن حقوق الإنسان والمواطن، عندما تنغر دولة كبيرة كأمريكا بالأكذوبة الإسرائيلية التي تقول بأن أبو مازن والسلطة غير معني بالسلام لأنه تصالح مع حركة حماس التي تعتبر من كبرى الفصائل الفلسطينية، وقرر التوحد من أجل الاهتمام بما هو أكبر من تلك التفاهات، فهو دليل واضح على كيل أمريكا بمكيالين بين أبو مازن الذي لطالما تنازل لهم وبين "إسرائيل" أو "الولد المدلل لواشنطن" كما يسميها البعض.
أحد المفكرين الإسرائيليين ويدعى " عميت كوهين " يشير في مقال له بصحيفة "هآرتس" إلى أنه رغم اتفاق المصالحة الموقع بالأحرف الاولى، فإن الطرفان لن ينجحا في الوصول الى اتفاق كامل حول كل نقاط الخلاف، والتوقيع على الوثيقة، الذي سيتم الاسبوع القادم، يتأخر اكثر فأكثر، الى ان تنهار المصالحة مرة اخرى مثلما حصل غير مرة".
أقول لك أنك لا تعرف الشعب الفلسطيني بأصالته وعروبته يا " كوهين " بحديثك هذا ، لكن أود أن أوضح لك يا "كوهين"، أن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ليسوا بحاجة الى توقعاتكم ونصائحكم للسلطة بالعودة إلى مسار المفاوضات "العقيم"، ولكن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة الى شاحنات فارغة .
لعلك تستغرب ما حاجة شعبنا الى شاحنات فارغة، أقول لك الشعب الفلسطيني بحاجة لهذه الشاحنات، لكى تملأها بالمارقين أمثالك من اليهود والصهاينة والامريكان ومن سيبقى مناصرا لهم بعد المصالحة، وتودى بكم الى غياهب الجب.
يريد الشعب الفلسطيني الشاحنات الفارغة ، لكل تفرغ فلسطين منكم ومن دنسكم ، الذى مازال متواصلا منذ 62 عاما ، على مجيئكم الى فلسطين.
أما ادعائكم أن حماس تحاول الانقلاب على السلطة في الضفة المحتلة، عن طريق المصالحة والضحك على لحى قادة فتح، في محاولة منكم للاصطياد في المياه العكرة-كما هي عادتكم دائما- فاعلموا جيدا بأن تفكير حركة حماس ليس مثل تفكيركم أيها الصهاينة، فحماس أيها السادة حركة فكرية قبل أن تكون جهادية، وهي لم تفكر يوما من الايام في الغدر بإخوانها، وهي ليست بحاجة للضحك على اللحى أو الغدر بإخوانهم كي يتحملون مسؤولية أخرى بعد غزة، لأنه بالعربي "اللي فيها بكفيها".
وليكن بعلمكم أيها الصهاينة أن "حماس" لها الباع الطويل في الضفة المحتلة وقطاع غزة، ولو أرادت قلب الموازين في المنطقة لفعلت بإذن ربها، أبناء حماس أيها المتربصون مستعدون للتضحية بأموالهم وأرواحهم في سبيل هذا الدين واستعادة أراضيها التي سلبتموها منذ 62 عاما، فخذوا الحيطة والحذر لأن حماس لن يكون هدفا أمامها بعد المصالحة سوى زوالكم عن أرض فلسطين كاملة.
كفى يا أبناء القردة والخنازير مراوغة وتحايلا على الرأي العام سواء كان الأمريكي أو العالمي، سياستكم الحالية لإفشال المصالحة هي سياسة مكشوفة وواضحة لأبناء الشعب بأكمله، أنتم تواجهون عقولا مفكرة، وليست أفواها متكلمة، عقولا فلسطينية تستطيع أن تقلب موازين القوى بيننا وبينكم بإشارة أصبع واحدة فقط، فلتعودا الى رشدكم " إن كان عندكم رشد " ، ولتتدارسوا الأمر جيدا فيما بينكم، لأنه إن لم تعودوا إلى رشدكم وتعترفوا بحق الشعب الفلسطيني بالعيش بكرامة وحرية، فإن قيامتكم قد اقتربت.
لقد سئم الشعب الفلسطيني من الانقسام، وطالما تمنى الوحدة والمصالحة بين الأخوة، ولكن الاحتلال ومن ورائه أمريكا لن تسأم من محاولات إفشال المصالحة، لذا نصيحتي لأبو مازن وخالد مشعل الاتفاق فورا والتوحد مع بعضهم البعض مهما كانت الضغوط الدولية، فمصلحة شعبنا أكبر من كل تلك الضغوطات، وليكن شعار الحركتين "طز في أمريكا وطز في إسرائيل فوحدتنا أكبر منكم".